كلمة "عزا" بابلية الاصل وتعني النار. ونسوة العراق يستخدمنها عندما يتوجعن من الظلم والجور. و الجور الذي أصاب نساء العراق والأمهات اليوم يفوق, ما أصابهن عبر عقود مضت من الزمن . نسوة ثكلى .. ونسوة أرامل .. ونسوة تبحث عن فلذات أكبادهن .. وأطفال وصبية يتامى مشردون في الشوارع . ألا يكفي أن نقول اليوم عن حال العراقيين , بأنها سنوات الايام القاسيات يعيشونها بكدر وعذابات وجوع وفاقة ومرض وجهل ؟ . وماذا عن الغد المظلم ؟ .. ظلام لم يمر بنا من قبل . كما لو أنه تسونامي يحاكي تسونامي الذي أصاب اليابان . فتسونامي اليابان قدر رباني . وتسونامي الذي ضرب العراق ومنذ الاحتلال الانجلو امريكي ايراني , من صنع أمراء الطوائف من السياسيين واصحاب العمائم السوداء والخضراء والبيضاء والكلكلي . لقد أخترت تعبير " الموجوعات " عن نسوة العراق , مرده من الوجع . والوجع أعلى مراحل العذاب عند المرأة مهما كانت ثقافتها عالية . فما بالنا بنسوة عراقيات بسيطات , يتلفعن بالعباءة العراقية ويربطن الرأس بــ " الكيش " او "الفوطة" . ويقمن بــ " الجاينه" و "الجانية " هي التسمية لمراسيم العزاء عند نسوة العراق . على مرأى ومسمع من المالكي وجلاوزته , في يوم "جمعة المعتقل" بساحة التحرير. أفترشن الارض باكيات صارخات يشتمن كل أمراء الطوائف القساة . وبالاسم اميرهم كبير الحرامية نوري المالكي. شاركتهم البكاء وأنا بعيد في بلاد الغربة . حكايات يكاد لايصدقها عقل عن اعتقالات تعسفية . وصرخات عن نسوة جائعات شردت من بيوتهن بأوامر حكومية جائرة . أرامل بلا مأوى ودخول متدنية لاتسد رمقهن ورمق اولادهن . المخيف في الامر أن شكاوى نسوتنا المتوجعات , موثقة بالصور التي رفعت امام الجميع لأبنائهن . عويل وصراخ وبكاء ودموع انهمرت من الأعين. لاول مرة ترتفع الصيحات ضد ايران والكويت وحزب الدعوة بشكل واضح نقلته الفضائيات . وظهور هادي العامري امير ميليشا "بدر" على قناة "الشرقية" , يرحب بأسقاط الحكومة الحالية ومؤيدا التظاهرات تأييدا كاملا, مؤشرا على أن أمراء الطوائف المساندة لنوري المالكي , على وشك أن ينفضوا من حوله . ولعل اخطرها ان يلجأ المالكي الى محاصرة اقرب المقربين منه, وهو النائب كمال الساعدي وحجره في بيته وسحب الجوازات الدبلوماسية منه ومن افراد عائلته. وهو اليد الباطشة بجماهير جمعة 25 شباط اولى "جمع" التحديات. ويعني هذا أن "جمع " التظاهرات لو استمرت بوتائر عالية من التحدي والشعارات الجريئة , سيكون مصير نوري وحزبه الدموي كمصير بن علي ومبارك. وسوف لاينفعه التبجح بأنه حاكم منتخب . فــ " شرعية " الطلعة الجوية الاولى التي روج لها مبارك لم تنفعه فخلعه الشعب . وكذا الحال بالنسبة لحاكم تونس المخلوع لم يستطع ان يكمل سنوات حـكمه "الشرعية" فخلع هو الاخر. لقد انتهى نوري وحزبه الدموي .. وانتهت الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية وسقطت مصداقيتها . ولو استمر الحال ستعزف الجماهير البسيطة غير المثقفة والمتنورة , عن المرجعيات الدينية كل المرجعيات بلا أستثناء. فثورة 25 يناير لشباب مصر كشفت زيف شعارات الاخوان المسلمين . و"جمع" التظاهرات العراقية هي الاخرى في طريقها لكشف زيف المرجعيات الدينية , التي كانت أداة بيد الاحزاب السياسية . تستمد منها الشرعية . ونسيت هذه الاحزاب المتسلطة ان لا شرعية اليوم الا لشرعية الشعب . talalmn@yahoo.com