شبكة ذي قار
عاجل










من المعروف في جميع دول وحكومات العالم إن الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان, خصوصا أحزاب المعارضة, تقوم بتقديم طلب بحجب الثقة عن الحكومة أو عن بعض الوزراء لأسباب مختلفة وذات صلة باداء ونشاط تلك الحكومة. لكننا لم نسمع أبدا, باستثناء حكومة العراق المحتل, أن رئيس وزراء يمشي برجليه الى البرمان ويطلب سحب الثقة من حكومته ! وهذا الأمر الغريب والشاذ إن دلّ على شيء فانما يدل على أن الثقة معدومة تماما بين الحكومة والبرلمان, بين الوزراء ورئيسهم, بين الأحزاب وممثليها في البرلمان. والثقة بمعناها المعروف هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يتوفّر بين لصوص وحرامية وسُرّاق ومزوّرين حتى وإن وضعوا على رؤسهم عمائم وإدعوا إنتسابهم الى آل البيت الكرام. فالذي تربى وتتلمذ على أيدي أكثر الأساتذة خبرة ومهارة في النفاق والتزييف والتضليل كالأمريكان والصهاينة كيف يمكن الوثوق به؟ وإذا كان منسوب الثقة بين المالكي والوزراء منخفض جدا فما هو مستوى الثقة, إن وجدت طبعا, بين الشعب العراقي وحكومة بغداد المحتلّة؟ وهل يمكن لبائع السبح والخواتم نوري المالكي, لو أقدم فعلا على طلب سحب الثقة من الحكومة, أن يحصل على "ثقة"أخرى من نفس العصابة التي تدير شؤون الحضيرة الخضراء؟ أم أن "قادة"العراق الجديد دأبوا على تبادل الأدوار في مسرحية "العملية السياسية"المثيرة للشفقة والاشمئزاز والسأم؟ والحقيقة هي انه لم تعد للمواطن العراقي, لكثرة همومه ومآسيه اليومية, قدرة أو وقت أو إهتمام معين لمتابعة "الوصلات" الفولكورية المبتذلة التي يقدّمها بين حين وآخر ساسة بغداد المحتلّة. ويبدو أن ورطتهم في حُكم بلد كالعراق كبيرة جدا ولا تُطاق لكونهم عاجزين حتى عن إدارة شؤون ناحية أو قضاء صغير, مع العلم إن أرباب نعمتهم في واشنطن وطهران وتل أبيب وفّروا لهم كل الظروف والشروط والوسائل من مال وخبراء ومستشارين وتكنولوجية لادارة البلاد وتسيير أمور العباد. ومَن يستمع الى تصريحات عزة الشابندر,عضو إئتلاف دولة اللاقانون لصاحبه نوري الهالكي يقتنع تماما, إذا ما زال لديه بعض الشك, بان حكام الحضيرة الخضراء يدورون في حلقة مفغرغة. ويجرون التجارب "السياسية" الفاشلة كل بضعة أشهر وينتهون, بعد لهاث وجري من أجل تحقيق إنججاز ما ولو على الورق, الى نفس النقة التي إنطلقوا منها. يقول هذا الشابندر مايلي: "إن ائتلاف دولة القانون بصدد تشكيل حكومة أغلبية سياسية لأن حكومة الشراكة الوطنية - أي الحكومة الحالية - يجب أن تنتهي لأنها مهزلة". ولم يقل لنا جناب الشابندر هذا أن المهزلة والمسخرة, ومساويء وشرور لا تعد ولا تحصى, لم تأتِ مع حكومة "الشراكة الوطنية" المزعومة بل منذ دخول هؤلاء الشراذم والساقطين والحاقدين ولفاسدين الى أرض العراق الطاهرة. فبعد ثمانية أعوام على وجودهم الغير مرحّب به وسيطرتهم على مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي وكأنها غنائم حرب, وإستحواذهم على جميع المناصب المهمة والحساسة في الدولة وتوزيعها فيما بينهم وفق ديمقراطية هذا لك وذاك لي, ما زال المواطن العراقي محروما من أبسط الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء ولقمة خبز تصل الى الفم بكرامة وبلا منيّة أو إبتزاز. والواضح إن العميل نوري المالكي, الذي هدّد بطلب سحب الثقة من حكومته الغير موثوق بها أصلا, لم يعد يثق حتى بنفسه متّهما الآخرين, أي شركائه في العصابة الحاكمة, بمحاربته وعرقلة جهود وعمل حكومته. والحقيقة التي لا يريد "قادة" العراق المحتل الاعتراف بها هي أنهم ليسوا فقط عاجزين وفاشلين وينقصهم الحدّ الأدنى من الكفاءة لادارة البلاد, بل إن الشعب العراقي هو الذي سحب منهم ومنذ سنوات عدّة رصيد الثقة المتواضع الذي منحه أياهم في سنوات الاحتلال الأولى بعد أن حضع هذا الشعب الى حملات شرسة ومنظّمة وبأحدث وسائل التضليل والفبركة والتزييف والشعوذة الدينية والسياسية لكي يتقبّل مشاريعهم الطائفية العنصرية وينساق خلفهم كالأعمى. وكان يُفترض بالعميل نوري المالكي, قبل أن يُفكّر بمسألة الثقة التي سيصعب عليه نيلها من قبل العصابة المحيطة به, أن يبذل الكثير من الجهد والعمل لحقن دماء العراقيين ويولي إهتماما أكثر هو وأركان حكومته من أجل توفير شيء من الخدمات الضرورية البسيطة كالماء والكهرباء التي اصبحت نوعا من الترف بالنسبة للمواطن العراقي. ناهيك عن فقدان الأمن والأمان وهيمنة الميليشيات المسلحة المرتبطة مباشرة أو بشكل غير مباشر بأحزاب الحضيرة الخضراء التي حوّلت العراق من شماله الى جنوبه الى ساحة مفتوحة لتصفية الحسلبات, ضحيتها الأولى والأخيرة هو الشعب العراقي. يستطيع العميل نوري المالكي أن يطلب من برلمان الغُلمان سحب الثقة أو أي إجراء آخر. فسوف لا يتغيّر شيء لا في حياة العراقي نحو الأفضل ولا في صورة وسمعة العراق التي إنحدرت, بفضل نوري المالكي وشركائه, الى أدنى مستوى لها منذ عقود طويلة. حيث صار العراق, ذوو التاريخ والسمعة والماضي المجيد المشرق, واحدا من أكثر البدان فسادا وتخلّفا وبؤسا وفشلا سياسيا وإقتصاديا وأمنيا. وحتى لو تغيّرت الوجوه وتبادلت الأدوار وًُكتب سيناريو آخر في مطبخ الحضيرة الخضراء فأن الشعب العراقي والتاريخ قد حكموا على عصابة العميل نوري المالكي. وإن مصيرهم المحتوم, اليوم أو غدا أو بعد غد, هو مزبلة التاريخ أو ما هو أسوء منها. mkhalaf@alice.it




الخميس٢٦ ÑÈíÚ ÇáËÇäí ١٤٣٢ ۞۞۞ ٣١ / ÃÐÇÑ / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق محمد العماري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان