حينما اهدت الالهه صندوقها السحري الى بندورا او حواء حسب المثولوجيا اليونانية ... دفع فضول المراءة بندورا الى فتح الصندوق فخرجت منه خفافيش الظلام والجوع والفقر والمرض والظلم والارواح الشريرة لتنتشر في العالم اجمع .... فزعت بندورا واغلقت الصندوق وهي تندب حضها العاثر وما جنته على ابنائها من نشر الفوضى والمرض والجدوع والقتل فيهم وجلست تبكي ما فعلته ايديها ..... فسمعت صوتا ضعيفا ينطلق من جوانب الصندوق السحري افتحي الصندوق يا بندورا ولاتخافي وبين التردد والخوف والاحساس بالذنب تشجعت وفتحت الصندوق فخرجت فراشة جميلة بيضاء صغيرة وضعيفة لكنها قوية فقالت لها من انت فقالت انا فراشة الامل .... انا من سيقف بوجه كل ما اطلقتي الى العالم من شرور وظلم ومكيدة ومرض وارواح شريرة ... اسطورة جميلة من التراث المثولوجي الانساني لها اعظم الدلالات الانسانية وهي تعكس بالضبط الصراع الازلي بين الشر والخير بين العدل والظلم ... فرغم بشاعة الشر وجمال الخير وبين سوداوية الظلم وبياض العدل تقلب الانسان في هذا الصراع الازلي ... فادوات الشر مرعبة وقوية ولها اجنحة واشكال قبيحة لكن الخير دائما هو كالفراشة الصغيرة البيضاء التي تبعث البهجة بالمكان بالكامل وتعطي الامل للطرد الشر واتباعه .. وهذا ما حصل في ميدان التحرير المصري وساحة التحرير العراقي فلا يخرج المشهد عن ازلية الصراع بين الخير والشر بين العدل والظلم بين البؤس والامل ... فمشهد الشرطة والطائرات الحربية وقوات مكافحة الشعب سواء كانت المصرية او العراقية وهي تحيط فراشة الامل بشباب بعمر الزهور مليئيين بالحب والجمال والروعة والتفكير المنطقي الناضج مفعمين بالحياة والامل نعم الامل هؤلاء هم فراشات الامل التي تحيطها خفافيش الشرطة والجهل والامية والحرامية والسراق ليدافعوا عن سرقاتهم ونهبهم للدول ومقدرات الشعوب ... من خرج في ساحة التحرير ؟؟؟ الذي خرج هو شاب يبحث عن وظيفة سرقتها منه المحسوبية والطائفية واقارب الوزير وجيرانهم واصدقائهم ومعارفهم والمظمين لتنظيماتهم .... الذي خرج هي ام منكوبة بابنها الذي سرق من داره بواسطة قوات الهالكي والمليشيات الطائفية وغيبوه في غياهب سجونهم لسبع وست سنين واكثر وهي لاتعرف عن مصير ابها شيء هل مات وتدفنه امن تتسلح بالامل بانه مازال حيا يمكن ان يعود لااطفاله .... الذي خرج هو اب يعود من عمله ليجب ابنائه يسطلون في حر تموز وبرد تشرين اب يرى ابنه يدرس على ضؤ اللالة والفانوس ليكمل دراسته اب يعيد حساب امواله مرات متعددة ليوازن الشهر بين الراتب وبين السوق الذثي اصبح لايطاق خرج وهو يحدوه الامل بان يوضع حد لهؤلاء السراق الذي صرفوا المليارات على مواكب اللطم والزنجيل وملذاتهم وقصورهم وابنائهم المترفين في دول الغرب واحزابهم ولم يخرجوا فلسا ليصرفوها على كهرباء ممكن ان تعين هذا الاب على حياته وينجح ابنه في الامتحان ويساعدهه في الحياة ... الذي خرج هي ام اضناها القهر والعازة وهي ترى ان مصروف بيتها لايكفي لشراء المواد الغذائية الاساسية لاسرتها فلا هي ترى ان زوجها قادر على ان يعطيها المزيد من الاموال ولا هي تجد ما يساعدها كما كانت تساعدها الحصه التمونية بتوفير الغذاء لاابنائها الحصة التمونية التي كانت تسد حاجة البيت وتزود خرجت وهي يحدوها الامل بان يحاسب السوداني سارق قوت العراقيين على سرقاته المليارية من اموال الحصة لصالح حزبه حزب الفشل والفساد والحرامية .... الذي خرج في ساحة التحرير والحرية هو ذلك الشاب الناجح في حياته المثقف الواعي المليء بالخبرة التي وجد ضالته في بناء خبرة سياسية وفكرية في تكنلوجيا العصر الانترنيت ذلك الشاب الذي قارن بين النظريات وتطبيقاتها بسرعة تعتبر خرافية قياسا بالاجيال السابقة التي كانت تهدر جل وقتها في محاولة البحث عن حقيقة ولا تجدها ... الذي خرج لساحة التحرير هو ابو خليل التميمي وهو يتسلح بالامل بان ترفع صبات الكونكريت الجاثمة فوق صدورنا الذي خرج هو ابو حيدر المصور الفنان الذي مازال يبحث عن صورة جميلة يصورها في بغداد ولم يجدها لثمان سنين مرت ومازال يأمل ان يجدها .. الذي خرج هو شخص احتضن علم العراق والتحف فيه ومسح وجهه في ثناياه ومازال يامل ان يجدهه يرفرف في عز وشموخ لا ان تكسر ساريته حضيرة ايرانية في الخفجي او تدوسه دبابة امريكية في الفلوجة او ان يلقيه عصابات الكورد من فوق الجبل ليرفعوا علم شوفينتهم المقيته ... الذي خرج هو كاكا ازاد الذي احب فاطمه واهله يرفضون تزوجها له لانهم لايضمنون مستقبل بقائهم بالعراق خرج و يحدوه الامل بان يبقى شمال العراق عراقي ولا يتحول الى كردستان سواء كانت صغرى ام كبرى .... الذي خرج هو ذلك الضابط العراقي الذي اجتثوه لانه قاتل الفرس يوما على بوابات العراق الذي خرج هو عمر الذي حرمه اسمه من ان يسير في شارع ذكريات حبه الاول لزينب في حي العامل .... الذي خرج هو علي الذي لايستطيع ان يصدق شهادة تخرجه من جامعة الانبار ... نعم كلنا خرجنا لااننا لانريد ان يوقف البرلمان العراقي جلساته تضامنا مع البحريين وعراقنا يحترق كلنا خرجنا لاننا لانريد ان نرى قميء كاحمد الجلب بي ( فكلب صديق خير من برلماني كلب ) وهو يزمجر ويهدد بارسال انتحاريين الى البحرين ودعمهم بخمس ملايين دولار كان من الممكن ان تسكن مائتان عائلة في بيت محترمة او ان يحصل الف شاب عراقي على شهادة عالية بها في جامعات العالم يريد ان يعطيها سارق البنوك للبحريين لااي سبب لاسباب طائفية ... وا أسفي على العراق واسفي على جبل النار الذي كان يقف بين العرب وبين فارس واطماعها وا اسفي على رمح الله في الارض ومعدن الرجال فما فتحت شرق الارض الا بهم نعم كلنا خرجنا لاننا نريد لبغداد ان تكون قلعة الاسود لا مغارة الضباع وابناء اوى .. كلنا خرجنا لاننا نريد لبغداد ان تكون عرائن اسود لا مضابع خضراء .... حين وقفت تحت نصب الحرية تاملت ما ابدع به جواد سليم كانما يحكي قصتنا الازلية فرس تصهل وام تنحني على طفلها وجندي يكسر زنازين المحتلين ليعلنها ثورة على سجون الاحتلال البائسة لنعلنها ثورة على اللصوص والمليشيات الصفوية وها نحن نسير في درب الحرية ... نعم انها الحرية الحقيقة التي حلمنا بها دوما وازلا فشمس تموز مازالت تشرق على ارض الاله تموز وما زالت انانا تضيء بضؤها سماء ليالينا القمرية ومازال كلكامش هائما في البرية يبحث عن الشعلة الازلية عشبه الخلود .... اين ذهبت يا كلكامش فنحن نتشبث بامل رجوعك الى عرشك المهيب الذي سرقه اقزام عيلام مازال فينا امل ان تعود انت وحمورابي ونبوخذ نصر لتعيدوا شريعتنا المسروقة في سوسة السوس ... وعند ذاك سننصب مسلتنا في ساحه التحرير ويعود كلكامش يحكمنا وحمورابي يقضي بيننا ونبوخذ نصر يقود جيوشنا وسنشعل جبال النار على حدودنا وسنركلكم خارجها ركلا يا اتباع فارس وقمبيز وسابور ذو الاكتاف ... لكم خفافيشكم وضباعكم وقوات مكافحة الشعب ولنا ورودنا وفراشاتنا نطلقها في ساحة التحرير .... وتحت نصب الحرية هناك سنكتب قصتنا من جديد قصة شعب احب الحرية ولن يقبل بالعبودية ....