من الواضح أن العدوان الذي يجري على ارض ليبيا اليوم ، هو مخطط تقوم بة الدول الغربية من اجل تنفيذ سياسة غربية مخطط لها ، وهي تقسيم المقسم وتجزأت المجزئ ، أو حسب ما عبرت عنة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سابقا ، ما تسمى "الفوضى الخلاقة" ، فبالأمس قسمت العراق وأفغانستان ، وها هي تسير كل من السودان ومصر واليمن على ذات الطريق واليوم ليبيا ، مما يدلل على أن هناك مخطط تقوم بة هذه الدول يستهدف ما تبقى من وحدة الدول العربية والإسلامية ، و بالتالي السيطرة على ثروات ومقدرات هذه الدول . لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تقوم هذه الدول بالتحرك الفوري ، واستصدار قرار من مجلس الأمن في غضون أيام قلائل ، ( وهذا يذكرنا باستصدار قرار من مجلس الأمن باحتلال العراق الشقيق ومن ثم تقسيمه ) ، بينما لا يتم استصدار قرار بالهجوم على إسرائيل وهي تقتل آلاف المدنيين في غزة أو حتى بإدانة العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة . المسألة واضحة ليس الهدف هو حماية المدنيين أو إعطاء الشعوب العربية الحرية كما يدعون ، بل هي أطماع الغرب في ليبيا ، حيث أن ليبيا تعد من اكبر الدول النفطية ، وبالتالي فهي محط أنظار الدول الغربية وأطماعها الاستعمارية ، لذلك يتم شن العدوان على ليبيا ، مع أننا نؤكد هنا أننا لسنا مع النظام الليبي ، بل نحن مع إعطاء الحرية الكاملة للشعوب كافة بالتعبيرعن رغبتها بالحرية والتغيير ، وخصوصا السلمي منة وعدم كبت الحريات العامة أو منع التظاهر السلمي لذلك فإنني لا استغرب من موقف الدول الغربية التي تعمل على تحقيق مصالحها ومطامعها في المنطقة العربية ، لكن استغرب من الموقف القطري الذي يساند الغرب في الهجوم على ليبيا ، وخصوصا انه قد سقط وسيسقط كثير من المدنيين ضحية العدوان الغربي ، إنني اسأل أين كانت قطر اثناء العدوان الإسرائيلي على غزة !! أين كانت الطائرات القطرية ونحن ندك بمئات القنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة دوليا خلال 22 يوما من الحرب على غزة ، بل الأكثر خطورتا أن يتم التغطية والتستر على إمداد القوات الصهيونية خلال حربها على غزة بهذه القنابل والأسلحة ، من القاعدة الأمريكية الموجودة على الأراضي القطرية ، ولم تحرك قطر ساكنا ، ما هي المصلحة التي ستجنيها قطر من مساندة العدوان على ليبيا الشقيقة . لذلك فإننا نقول يجب وضع الأمور في نطاقها الصحيح ، وان لا ننخدع بالإعلام المسيس وما تروجه كثير من الفضائيات اليوم عن الحرية والتغيير ، لان اخطر أداة يتم استغلالها اليوم من قبل الدول الغربية هي الإعلام المستأجر ، الذي يسوق للغرب جرائمه ومخططاته ويساعد بدرجة كبيرة في تقسيم وتجزأت الدول العربية والإسلامية ، وتطبيق مخطط سايكس بيكو جديد على الشرق الأوسط ليخدم المصالح الصهيونية خاصة والأمريكية والغربية بشكل عام .