إن ما جرى ويجري في أروقة السياسة الدولية , والتي تمثلت بإصدار قرار مجلس الأمن المرقم 1973 الذي تم بموجبه فرض الحضر الجوي للجماهيرية الليبية , ولم يكن بإمكان الدول الامبريالية النجاح في مسعاها هذا لولا مباركة الجامعة العربية بقيادة العميل عمرو موسى , وبدفع وتخطيط خليجي متكامل بالتعاون وبالتنسيق مع الامبريالية والصهيونية . لا نحتاج إلى تنظير ولا إلى تحليل لنقول بان حكام الخليج أقذر والعن من الصهيونية والامبريالية على الشعب العربي , وكل يوم يثبتوا ذلك ولم تنجح أي مؤامرة على الوطن العربي يوما لولا خونة الأمة وعلى رأسهم حكام الخليج , إن التدخل الغربي قد أنهى شرعية ما يسمى بالثوار , وقبل ذلك فان مجرد الطلب من الغرب أو من مجلس الأمن التدخل في حماية الثوار وتحت أي ذريعة مثلت طلقة الرحمة لتلك الثورة التي بدأت على شكل احتجاجات شعبية , ولكن الغرب وعملائه أرادوا تحويلها إلى ثورة ضد النظام لا بسبب دكتاتورية ألقذافي بل بسبب عدائه للصهيونية وللامبريالية وبسبب مواقفه القومية , وقد جاء كل ذلك بضغط كبير من قبل حكام الخليج لإسكات معمر ألقذافي الذي كثيرا ما فضحهم وفضح عمالتهم وقذارتهم , لقد انتهت شرعية تلك الثورة المزعومة وحلت محلها الشرعية الدولية والتي تعني شرعية الاستعمار الغربي وبالتالي فان نهايتها ستكون قريبة جدا لأنها فقدت مصدر قوتها وشرعيتها الحقيقي , المتمثل بالإرادة الحرة الشريفة المعادية للامبريالية والتي تعمل لصالح الشعب وقضاياه المصيرية وحاجاته الإنسانية , وليعلم الجميع بان أهمية الخبز والديمقراطية لن تكون على حساب أو بديلا للكرامة وللشرف وللمبادئ السامية , وستبدأ انهيارات ما تبقى من جيوب حال إطلاق أول طلقة غربية ضد الأراضي الليبية نفسه وخونة الأمة , وما ليبيا إلا عراق ثاني ومستنقع ثاني وهذه المرة للدول الأوربية , بعد أن انهزمت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان , وبالتالي فهي قد استوعبت الدرس , ولكنها دفعت شركائها الأوربيون في الجريمة والذين لم يذوقوا طعم العلقم العربي والإسلامي , ولم يستفيدوا من الدرس , ويبدو إن حمى الثورات في الوطن العربي قد أعمى بصيرتهم , ولذلك فهم لا يميزون ما بين الثورة على الحكومات الوطنية وبين الثورة على الحكومات العميلة , فالديمقراطية الغربية رغم أهميتها للشعب , إلا إنها لن تكون على حساب الوطنية والعروبة والدين والشرف والكرامة , وأخيرا فان المؤامرة انتهت وسقطت أو كادت , ولم تنجح مؤامرة حكام الخليج الخونة الصهاينة .