لازالت صورة ذلك المشهد الرهيب و المُريب لإنعقاد الجامعة العربية قبل 20 عاماً ماثلاً أمام أعيننا عندما كتم العالم العربي أنفاسه وهو يراقب لحظة بلحظة و ينتظر بفارغ الصبر صدور قرار الجامعة العربية لحل موضوع الكويت بدون أي تدخل خارجي أجنبي .., فبعد أن إستنفذ العراق كافة الحلول و الدفع بالتي هي أحسن من أجل إحقاق الحق و تسوية الإشكال بين الأشقاء بما يرضي الله .. ؟, تم إنعقاد القمة العربية المشؤوم أنذاك حيث كان وقع قراراته على الأمة العربية و الإسلامية أشد هولاً و صدمة من قرار التقسيم الأول للوطن العربي و أشد مرارة من الإعتراف بالكيان الصهيوني من قبل مصر السادات , كلنا نتذكر جيداً كيف أعدت و ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية حينها برئاسة المجرم بوش الأب بأن يتخذ أمين عام الجامعة العربية آنذاك ( الشاذلي القليبي ) و حسني الخفيف قرار التصويت على إخراج العراق من الكويت بالقوة... منافين و مخالفين بذلك ميثاق الجامعة العربية الذي يعتبر العراق أحد أبرز مؤسسيها , بحيث تكون القرارات بالإجماع و ليس بالأغلبية و كانت هذه أول بادرة و نذير تدخل في شأن العرب و تفتيتهم و شرذمتهم ! , و لا ننسى أيضاً موقف الرجل معمر القذافي عندما إستشاظ غضباً و نهر الشاذلي و نعته بعبارات قاسية , موقف الزعيم القذافي ولسان حاله آنذاك كان كمن يتنبأ بأنه في حالة تمرير هذا القرار فأنه سيتكرر مرات عديدة في جميع قرارات الجامعة العربية المصيرية مستقبلاً.... و صدق الرجل عندما وجد نفسه و شعبه و بلاده في ليلة و ضحاها يمرون في نفس المأزق و نفس النفق المظلم الذي تعده لهم نفس العصابة بالسيناريو القديم الحديث , الغريب في الأمر هو أن أمريكا و حلفائها كانوا يضغطون على الجامعة العربية بكل الوسائل بما فيها التهديد و الوعيد للحكام العرب من أجل تفويض أمريكا و حلفائها و منحهم الفرصة التأريخية لإعادة العراق إلى القرون الوسطى و تحقق لهم ذلك عام 1991 .... لا بل أكثر من ذلك بآلاف المرات حيث أصبح العراق يحتل المرتبة الأولى بين الأمم في مجال الفقر و التخلف و الفساد و القتل و الخراب و الدمار و نقص في تأمين أبسط الخدمات , للأسف الشديد الحكام العرب المتأمركين المأتمرين بأوامر المحفل الماسوني الصهيوني هم آخر من يتعلم و يتعظ من دروس الماضي القريب و البعيد على حد سواء , فهم لم يتعظوا من درس شباب مصر و تونس قبل شهر و شهرين , و كيف أصبح مصير أبناء الصهاينة المدللين حسني الخفيف و زين الهاربين في نهاية المطاف ... ذهبوا غير مأسوف عليهم أحياء إلى مزبلة آل سلول و أمواتاً إلى مزبلة التاريخ , و لم يتعظوا أيضاً من الدرس الذي لقنه الشعب العراقي البطل لأمريكا و حلفائها و عملائها و كيف مرغ أبناء المقاومة العراقية الباسلة أنف أمريكا بالوحل العراقي و أخرجها صاغرة ذليلة منهارة إقتصادياً و عسكرياً , لذا فمن المُعيب و المُهين لمن يتشدقون بشعارات بائسة .... ! , بأنه حان وقت التغيير و بأن العالم العربي يتغير كما جاء على لسان الوضيع حاخام الجامعة العبرية ( عامير موشيه ) , هذا التافه الذي لم يدخر جهداً من أجل الترويج و التهريج لحكومة المزبلة الخضراء لغرض الإعتراف بها و فتح سفارات في بغداد لأعضاء جمعيته التآمرية على مستقبل هذه الأمة و وجودها , أن هذا المخلوق التافه الذي دعا بالأمس القريب لإنعقاد القمة العبرية في بغداد المحتلة من أجل إضفاء مزيداً من الشرعية لحكومة نورية العلي | طويرج , فكما ذكرنا آنفاً هو أن المثير للدهشة إبان العدوان على العراق أمريكا و حلفئها هم من كانوا يروجون من أجل إصدار قرار من الجامعة العربية لشن العدوان على العراق ... أما ما نراه اليوم فأن عمر موسى هو من يروج و يستجدي مساعدة أمريكا و الغرب لفرض حظر جوي فوق ليبيا كي لا تستطيع الدولة الليبية حسم المعركة بأقل الخسائر و بأقصر فترة .... المهم و المطلوب هو صوملة أو أفغنة ليبيا , فبدون أي حياء أو إستحياء لسنين عمره و لمنصبه الذي كان من المفروض عليه و على بن علوي و بن حلي تلافي الأمور و عدم السماح لليبيا أن تنزلق في أتون حرب أهلية تؤدي في نهاية المطاف إلى تدميرها و شرذمتها و تقسيمها و منحها للدول الإستعمارية المتربصة بها أصلاً للهيمنة عليها من جديد كأمريكا و إيطاليا بالإضافة لمعتوه فرنسا الصهيوني ساركوزي و جعلها لقمة سائغة لكل من هب و دب . فلو قارننا بين مواقف الرجال من غير العرب كأردوغان تركيا الحليف القوي في حلف الناتو و ما قاله اليوم !!! ؟ و مواقف كل من ألمانيا و زعماء أفريقيا و أمريكا اللاتينية من أزمة ليبيا و قارنها بموقف أمين خراب الأمة ( عامير موشيه ) و قطر ؟ و ( شيخ القوارض ) الذي يذرف دموع التقية على مصور الجزيرة القطري ؟؟؟ الذي إصطادته المخابرات البريطانية و الصهيونية قرب بنغازي كي تكرس الجزيرة أقصى الجهود لفبركت المعلومات و تترك كل دول العالم الملتهبة الأخرى بالزلازل و الحروب و تركز فقط على ليبيا المارقة ؟ لهذا الغرض بالذات تم إغتيال القطري و ترك العاملين الآخرين في قناة الجزيرة أحياء يُرزقون ؟ فهل يعقل بأن كتائب القذافي هي من أستهدفتهم ؟ و حتى لو صح ذلك ؟ فمن حق ليبيا أن تستهدف من يشن حرباً إعلاميةً شعواء ضدها و يهددها بالصميم و يلفق الأكاذيب من أجل تشويه الحقائق على الأرض , ولو صدقنا بأكاذيب الجزيرة .... جدلاً بأن كتائب القذافي هي من نفذ الهجوم ؟ فلماذا لم تقتل كل من كان في داخل السيارة و عددهم خمسة أشخاص ؟؟؟, و لماذا لم تستهدف مراسل قناة العبرية في طرابلس العدو اللدود الثاني في هذه الحملة الإعلامية المدمرة التي تستهدف لليبيا تحديداً و كأن ما حصل من تغير في كل من مصر و تونس هو تمهيد لإحتلال ليبيا ؟ و لماذا لم تستهدف كتائب القذافي أيضاً أبن العراقي البار .... الحباب أبن الفلوجة عبد العظيم محمد ( عبد عضام موائد الشيوخ ) الذي ترك ساحة الجهاد العراقية و ثورة الغضب و الكرامة في عموم العراق و فلوجتها الشهيدة بدون غطاء إعلامي جزيري قطري و حملتهُ غيرته و شهامته فقذفت به أمواج التغيير إلى (( تخوم راس لانوف كما يقول هو و ليس نحن )) و شواطئ البحر الأبيض المتوسخ ؟ , من المفارقات الغريبة العجيبة أيضاً لم تصدر أي فتوى سلفية جهادية للشيخ الجليل ( القارض ضاوي مفتي الديار ) .. ! بحق ما يجري في العراق و اليمن و السعودية و البحرين التي هي على مرمى حجر من لحيته الكريمة. من هنا نناشد شباب ثورة 25أيار المباركة التي دكت صرح عميد المحفل الماسوني الصهيوني حسني الخنيث و زبانيته أن يأخذوا أشد أنواع الحيطة و الحذر من هذا المخلوق ( عامير موشيه ) الذي تدرج في سلم المناصب من موظف بسط في وزارة الخارجية المصرية و من ثم سفير في الهند ثم وزير خارجية مصر و صولاً لمنصب أمين عام لجامعة الدول العربية ؟ , ليسألوا أنفسهم ماذا قدم هذا الحرباء للأمة العربية و لشعب مصر المنكوب , فمنذ أن كان وزيراً للخارجية المصرية و هو يدجن أقرانه من العرب على الإعتراف بالكيان الصهيوني و لم يدخر أي جهد من أجل إذلال هذه الأمة في جميع المحافل الدولية و كلنا نتذكر الموقف المهين له عندما أنتفض رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان و فضح ممارسات الكيان الصهيوني و عدوانه على أهلنا في غزة و أسكت رئيس العدو الصهيوني شمعون بيريز الذي يستقبل بالأحضان !, خرج من المؤتمر الدولي رجب و هو مرفوع الرأس و إستقبل في تركيا لدى عودته إستقبال الأبطال و بقي عبد الصهاينة ذليلاً خانعاً رعديداً جالس في مكانه و لو كان عربياً أصيلاً لقام من مكانه و خرج مع رجب تركيا البطل , من هنا نتساءل كعرب : هل تُلدغ الأمة العربية و مصر و شبابها الثائر المناضل من نفس الجحر مرتين ؟ هل نسمح لمن سلم العراق للصهاينة و الفرس و غزة بالأمس القريب و يريد الآن أن يسلم ليبيا و شعبها و ثرواتها لساركوزي الصهيوني و أمريكا على طبق من ذهب .. ! أن نسلمه مصر و عروبتها و شعب كنانتها كي تحكم من جديد من قبل أحد شراذم نظام حسني اللقيط , ناهيك عن العراب الثاني محمد البرادعي الذي حاز على جائزة نوبل للخراب بعد أن سلم العراق لبوش و عصابته و جعل من إيران عدو العرب التأريخي أن تصبح قاب قوسين أو أدنى دولة نووية على حساب وحدة و وجود هذه الأمة التي أبتُليت بهكذا نماذج و هكذا لقطاء همهم الوحيد جمع المال الحرام و شغلهم الشاغل التآمر و الخيانة و بيع الأوطان في أسواق النخاسة . مرة أخرى نُهيب بأخواننا في مصر العروبة على أن يعملوا المستحيل من أجل قطع الطريق على عمر موسى و محمد البرادعي للوصول إلى سدة الحكم في مصر خلافاً لذلك ... سوف تترحمون على أيام حكم المجرم حسني الخفيف لا بارك الله به و بنسله في الدنيا و الآخرة