كمواطن عربي أؤمن إيمان مطلق بأن أمة العرب هي أم واحدة و أن شعوبها شعب واحد بغض النظر عن الحدود المصطنعة لسايكس و بيكو و رغم أنف الحكام المستبدين الذين نصبهم الإستعمار القديم المتمثل ببريطانيا العظمى آنذاك .. و الأستعمار الأمريكي الصهيوني الحديث منذ أربعينات القرن الماضي , و كوني مواطن عربي عراقي عانى و يعاني من القهر و الظلم جراء كابوس الإحتلال و عملائه الذين جثموا على صدورنا منذ ثمان سنوات و حتى الأن تحت مسميات و ذرائع و حيل شيطانية قل لها مثيل في تأريخ الأمم أصبحت معروفة و واضحة للعيان و الإستهجان و الإستنكار حتى للأطفال الذين ولدوا بعد الإحتىلال ... و الذين نراهم اليوم يتظاهرون في شوارع بغداد و كافة أرجاء العراق منددين بممارسات عملاء المحتل الأمريكي الصهيوني الإيراني القذر ..! نعم و كمواطن عربي يفرح لفرح أبناء الأمة و يحزن لحزنها و يتألم لآلامها ... نقولها بكل فخر و إعتزاز لقد فرحنا أيما فرحاً و رفعنا رؤوسنا عالياً ونحن نعيش نشوة النصر العظيم على أعتى و ألد عدو من أعداء الداخل ألا وهو المجرم حسني اللامبارك و زمرته الخسيسة التي قدمت للصهاينة ما لم تقدمه أمريكا نفسها لهم , نعم لقد قدم حسني و زبانيته سور الأمة المنيع و صانع أمجادها و قائدها ... ألا وهو العراق العظيم على طبق من ذهب للصهاينة و عملائهم . أنه تغير تاريخي و نصر عظيم صنعه شباب مصر العظيمة لقد صنعوه بوعيهم و بصدورهم العارية التي خر لها صرح حسني صريعاً خاضعاً لإرادة هذه الثلة المباركة من الشباب الذي و لد بعد توليه حكم مصر بسنوات عدة ضارباً بعرض الحائط كل الوعود و المغريات التي أراد أن يغريه و يلهيه بها ! و قبل مصر لابد لنا أن نقف و قفة عز و فخر أيضاً أمام هامة البطل ( محمد البوعزيزي ) مفجر نخوة الشموخ و شرارتها المباركة الأولى عندما أقدم على حرق جسده الطاهر ليشعل عرش زين الهاربين و زبانيته ويلهب أرض تونس ناراً تحت أقدام العصابة الإجرامية التي عاثت فساداً بقيم و أخلاق شعب تونس الأبي .... فتركوا الجمل بما حمل و فروا هاربين الى وكر الخيانة و العمالة لأل سلول الذين يحتلون أرض نجد و الحجاز منذ ثمانية عقود .. ! زين الهاربين الذي جعل من تونس الحرة وكراً للعمالة و الدعارة للصهاينة و كل أعداء العرب . هاتان الثورتان المباركتان .. ثورتا تونس و مصر .. أعادتا لهذه الأمة و لأبنائها هيبتهما و مكانتهما بين الأمم و أعطتهما الثقة بالنفس بأن إرادة الأمة لا تقهر مهما إستهان الأعداء بقدراتهم و مهما تمادى الطغاة بغيهم و إستعبادهم للشعوب , السقوط المدوي لهؤلاء الأقزام بهذه السرعة جعل المارد الأمريكي المتورط أصلاً في حربين و إحتلالين غاشمين للعراق و أفغانستان و كذلك صهاينة تل أبيب التي تحتل فلسطين أن يفزعوا فزعاً مرعباً من هذا الكابوس الذي لم و لن يتوقعوه في يوم من الأيام ... متانسين و غافلين عن أرادة الله عز و جل الذي يمهل و لا يهمل و من صحوة الشعوب التي لا تقهر , فبدءوا يعدون العدة و يخططون لإجهاض هذا التغير المفاجئ في رسم مستقبل منطقة الشرق الأوسط كما يحلوا لأبنائها !!! و ليس كما حلى و يحلوا لهم و لعملائهم منذ عقود من زمن القهر و الظلم و النهب المنظم لخيرات الأمة. ليس من باب الدفاع عن قادة ليبيا و على رأسهم معمر القذافي بل يجب أن يعي الشعب الليبي حقيقة النفاق الأمريكي الغربي الذي غرر و يغرر بأبناء الشعب الليبي بأن يحذوا حذوا الشعبين المصري و التونسي ؟ و هنا يظهر النفاق و إزدواجية المعايير ؟ سكتوا على ما جرى في مصر و تونس و قالوا هذا شأن داخلي ؟ أما ما نسمعه و نشاهده الآن مما يحدث في ليبيا هو موقف مغاير تماماً و على كافة الأصعدة بداً من الأنحياز التام للإعلام الغربي و معه للأسف إعلامنا العربي ؟؟؟ المتمثل بقناتي الجزيرة و العربية من تزوير للحقائق و تحريض ليس له مثيل لا من أجل تغير النظام الليبي فحسب بل جعل من ليبيا و أرضها و ثرواتها لقمة سائغة لأمريكا و خلفائها و أعطائهم نصر و إحتلال و سيطرة تامة على مقدرات ليبيا مجاناً , بحيث أعلنت أيطاليا المستعمر السابق لليبيا و الحليف الأقرب قبل الفتنة و المستفيد الأوربي الأول من ثروات ليبيا من نفط و غاز ... ! جعلها تعلن و بهذه السرعة و القذافي لازال يحكم ليبيا جعلها تتطاول على سيادة ليبيا و تعلن على الملئ بأنها في حل من الإتفاقية المبرمة بينهما و التي تنص على عدم الأعتداء ؟؟؟ , ناهيك عن الأكاذيب التي تكال على مدى الأربعة و عشرين ساعة منذ بدأ الأزمة المبرمجة و حتى الآن , و هذا يذكرني كيف لعب الأعلام دوراً خسيساً على شيطنة النظام العراقي الوطني السابق و ما نسب له من أقاويل و كذب و أن العراق يهدد جيرانه و العالم بأسره بأسلحة الدمار الشامل ؟ وبعد ثمان سنوات من الخراب و التدمير المنظم أصبحوا اليوم بقدرة قادر هم من يعترفون ببطلانها .... و رغم هذا لازالوا يصرون على تدمير العراق و تكميم أفواه شعبه بقوة السلاح كما حصل قبل أيام عندما أنتفض الشعب العراقي من أقصاه الى أقصاه مطالباً بأبسط حقوقه كبشر و كإنسان في بلد يعتبر من أغنى بلدان العالم . إذن لماذا أمريكا و الغرب يدافعان عن التمرد الحاصل في ليبيا بأنه حق مشروع ؟ في حين يتمتع الشعب الليبي بكافة حقوقه من خدمات و تأمين صحي و سيادة غير منقوصة ... شعب لا يتجاوز تعداد نفوسه 7 مليون نسمة و تنسى أو تتغاضى عن مطالب شعب يتجاوز تعداد نفوسه أكثر من 30 مليون أنسان تحتله و تدمر كل ما بناه على مدى قرون من تأريخ و حضارة و تنهب خيراته , و تدعي بكل وقاحة بأنها جاءت من أجل تحريره من الدكتاتورية ؟ لماذا الشعب الليبي لم يتعض من الدروس و المآسي التي صنعتها أمريكا في شتى دول العالم ... كفيتنام و كموديا و فلسطين و العراق و أفغانستان و حرب غزة و حرب لبنان و غيرها من الحروب التي شنتها على الشعوب من أجل سلب و نهب ثرواتها و إذلال شعوبها ؟؟؟ ننصح أهلنا في ليبيا خاصة .... بأن كل ما يحاك لكم بأسم نجدتكم من نظام معمر القذافي و تخليصكم من الظلم ما هو إلا ذر للرماد في العيون و ما هو إلا إحتىلال مجاني جديد لن تستطيعوا إخراجه أبداً , أمريكا المتورطة من أخمص قدميها و حتى أذنيها تبحث عن نصر مزعوم بدون تقديم خسائر و عن ممول جديد لإقتصادها المنهار بسبب حربيها في العراق و أفغانستان و هي تعلم علم اليقين بأن الشعب العراقي ها قد ثار و سيأخذ زمام الأمور بيده بعد أشهر بأذن الله , لذا جاءت الفرصة سانحة و مناسبة بإسم رياح التغير التي تهب اليوم على أغلب الدول العربية الرافضة للوجود الأمريكي و الصهيوني , لذا هي تسثمر هذه الفرصة التأريخية من تاريخ هذه الأمة كي تجيرها لها و بأنها هي من صنعت هذه الثورات و هذا التغير و هي من تدعم و تمول و ترسل الجيوش من أجل حماية هذا الشعب أو ذاك . أخوننا في ليبيا و سائر دول الوطن العربي نحن في العراق مع التغير الداخلي كما حصل في مصر و تونس و ليس المستورد و مع تحقيق مطالب الشعب المشروعة من أجل حياة حرة كريمة و إختيار الشعوب لقادتها و زعمائها و ليس تنصيب من يحمون مصالح أمريكا و الغرب على حساب مصالحنا و حساب كرامتنا و سحق رؤوسنا و قتل أطفالنا و نسائنا و تدمير أوطاننا . أنظروا إلى ما يجري في البحرين من تدخل إيراني سافر في شأن الشعب البحريني الشقيق فأين أمريكا ؟؟؟ و أمامكم ما يجري في إيران من قمع و ترويع للشعب الإيراني و للشعب العربي في الأحواز على يد عصابات الملالي و أمريكا ساكته .... ؟؟؟ و أمام أنظاركم ما جرى و يجري في العراق من قتل و ترويع و نهب و سلب و إغتصاب في سجون أبو غريب بالأمس القريب على يد جنودها ... و حتى الأن تنتهك حرمات العراقيين و ينكل بهم شتى صنوف القهر و العذاب على يد عصابات صولاغ و المالكي و جليل زغير المكنى ( بجلال الدين الصغير ) و على مرمى حجر من أكبر سفارة شيدتها أمريكا على جماجم العراقيين بأسم الديمقراطية و الحرية و حقوق الأنسان , فإياكم أن تقعوا بنفس الفخ الذي وقع فيه العراقيين على يد حفنة من الخونة و العملاء و المرتزقة الذين نصبهم المحتل بأسم الدين و المذهب و القومية , و إياكم أن تصدقوا و تنخدعوا بدموع ممثل ليبيا في الأمم المتحدة المدعو عبد الرحمن شلغم )) , و قارنوا بين موقف هذا المخلوق و موقف البطل ( محمد الدوري ) الوطني و مقولته الشهيرة بأن اللعبة قد إنتهت ! و كان يقصد بأن كل ما حيك للعراق من أكاذيب و تلفيقات قد آتت أكلها بعد أن دخل المحتل الأمريكي الصهيوني عاصمة كل العرب بغداد الرشيد , و خرج باصقاً على مقر الجمعية العامة للأمم المنحازة و الخانعة للهيمنة الأمريكية الصهيونية العالمية , الدروس و العبر كثيرة و كثيرة لا يسع الوقت لذكرها و نحن كلنا أمل بأن الشعب العربي الليبي و أحفاد البطل الشهيد عمر المختار سيفشلون هذا المخطط الرخيص على ليبيا و شعبها الحر الأبي و عاشت أمة العرب من المحيط الى الخليج العربي و من مراكش للبحرين شعب واحد لا شعبين .