إن دخول أجهزة الحكومة الأمنية والعسكرية الإنذار ج يوحي بان العراق يستعد لحرب دفاعية عن أبار النفط العراقية التي احتلتها إيران أو التصدي للقوات التركية التي هاجمت وتهاجم شمال العراق أو التصدي لمهربي المخدرات أو التصدي للمافيا التي تبيع أطفال العراق والأعضاء البشرية في الخارج . من يعيش في بغداد وقبل يوم من (يوم الغضب العراقي) يلاحظ إن انتشار الجيش والشرطة في الشوارع والجامعات وطرق الأبواب لتفتيش البيوت بحثا عن السلاح أصبح شيئا مألوفا ، فالأجواء التي يعيشها العراق اليوم هي أجواء حرب بكل معنى الكلمة . فما معنى أن تفتش بطريق لا يتجاوز طوله كيلو متر ثلاثة مرات ؟ وما معنى أن يطرق الجنود الأبواب في الصباح قبل أن يستفيق الناس من نومهم للتفتيش عن السلاح؟ وما معنى أن يتجول الجنود المدججين بالسلاح في أروقة الجامعات يفتشون الداخل والخارج؟ شهدت بغداد اليوم خلو الشوارع من ازدحام السير بالرغم من ازدياد نقاط التفتيش وقطع الطرق بحجة التصليح وذلك بسبب الإشاعات التي تروج لها الحكومة عن حضر للتجول أو بسبب التفجيرات الوهمية والقتل العشوائي التي ستطال المواطنين الذين يخرجون من بيوتهم هذا اليوم ويوم جمعة الغضب. إن المناطق الشعبية في بغداد تتعرض اليوم للمحاصرة والتضييق وإلى حملة ترهيب تقوم بها الحكومة من خلال مركبات تجوب هذه الأحياء تهدد وتتوعد الموطنين الذين سيخرجون غدا للتظاهر ، وتعمل هذه الحملة على إيهام المواطنين من الذين سيخرجون غدا يحملون أجندة تخريبية لذلك قررت هذه الحكومة سحب النقود من المصارف وإنها ستحمي الشركة العامة للسيارات التي ستتعرض للنهب. إن يوم الغضب العراقي غدا هو يوم حاسم ومصيري في تاريخ العراق ، هو يوم ستبيض فيه وجوه وستسود وجوه ، هو يوم الفصل بين الوطني والعميل ، هو يوم الفصل بين الشجاع والجبان.