لا نقول أنتفضوا فأنتم بحق بدأتموها مبكرا , ولا نقول واصلوها , فأصراركم على التواصل سبق خطوتكم الأولى على طريق تحقيق أهداف أنتفاضتكم , أهداف الشعب وأنتم تدركون ماذا يعني وقوفكم في مواجهة حكام طائفيين أفسدوا البلاد وظلموا العباد وقتلوا الأبرياء ونهبوا الثروات , وأستباحوا الحرمات , ولم يستبقوا شيئا مشينا لم يفعلونه تمسكا بكرسي الحكم الوثير بوساختهم وأنحطاطم , وقد فاتهم أن كرسيهم مائل وآيل للسقوط , في زمن فر فيه طغاة وأنحنى من أنحنى من رموز الأنظمة العربية الظالمة أمام ارادة الشعب والأمة , ومعهم ولى سفهاء أعتقدوا غباء أن العمالة للأجنبي والتفريط بشرف المواطنة سينجيهم من يوم حساب أمام الشعب في الدنيا ويوم حساب أكبر لا مفر لهم منه أمام رب عظيم . ولا أحسبكم أنكم لم تحتاطوا لكل ما تتوقعون أن تلجأ اليه سلطة بائع الخواتم مالك الحزين من أجراءات وعلى أشد ما يستطيع لأنه يقف أمام مفترق طرق يضعه أمام خيارين لا ثالث بينهما أما أن يكون أو لا يكون . ولن يكون , فالمنتفضون حددوا خيارهم المستمد من أرادة أهلهم العراقيين , وهي أرادة الجمع الثائر على الظلم وعلى الظالم المستبد العميل . وقد قالوها صريحة لا لبس فيها , حاسبة متحسبة لجميع تبعات وقفتهم هذه , الأيجابي منها الواضح في حجم تفاعل شعبهم معهم بجميع شرائحة . فهم يراهنون على تماسك الوحدة الوطنية التي كانت دائما مصدر قوة للعراق على مدى تأريخه القديم والحديث , وهي كاشفة أسرار نهوضه الدائم في أثر كل فعل غادر مر به ,وأنتهى بفرار الغادرين أفرادا وجماعات , تحت وطأة هزات غضب ثماثل ما ستنطق به أنتفاضة الجمعة العظيمة . من فعل سلمي حاشد لن يهدأ بالقهر المدبر , ولن تسلم رقاب لسكاكين بلطجية ساقطين . فالجمع كما نوى المنتفضون لن يتوقف قبل أن تتحقق للشعب كامل مطالبه بزوال الفساد والمفسدين والقتلة المستبدين ومستبيحي الوطن وحرائره , سارقي قوت الشعب وناهبي ثرواته من عملاء وطائفيين ومحتلين . فشبابنا يعرفون الى أي هدف هم ماضون وعبر أي صعاب يتقدمون , وكيف بحقوق شعبهم يتمسكون . ولا نظنهم لأخذ العبرة من تجارب أشقائهم الذين سبقوهم سيتأخرون , فحذار من أنحناءة عابرة لغادر أمام غضبتهم يقصد بها الألتفاف على أنتفاضتهم الوليدة الواعدة . فالخير يستل بأرادة المنتفضين ولا يمنح بهوى المستبدين وبالمعسول من الوعود . فسيروا أيها الشباب فأنتم أمل الشعب ومفاتيح أنتصار أرادته , وتلك حقيقة مثبتة وقالها وعمقها بالفعل المشهود الرئيس الشهيد صدام حسين وهوالقائل نكسب الشباب , نكسب المسمقبل . وهذا هو شعبكم وقد أنحاز لأنتفاضتكم , لتكسبوا لأهلكم المستقبل . فنعم الأنحياز , ونعم ما تكسبون .