إذا كان نوري جواد العلي قد قدّر الأمور في انضمامه إلى تحالف الغزو والاحتلال بشكل خاطئ هو وحزبه وحسبها حسابا مغلوطا فهذا ذنبه وخطيئته هو وحزبه. وإذا كان نوري ومعه عصابة عبيد الفرس المجوس وخدم البسطال الأمريكي يصابون بالدوار من أول صدمة فهذا شأنهم والعار العالق بيومهم كما علق مليون عار بأمسهم. ورغم إن نوري كان من سكان الفرات الأوسط إلا انه وعلى ما يبدو لم يسمع الأهزوجة الفراتية التي أطلقها رجال عشائر الفرات في أيام ثورة العشرين على الانجليز وعملاءهم والتي تقول ( إل ما گدرنه يغص بينا )، ولذلك سقط هو وأشباهه في أكبر وهم في كل تاريخ العمالة والخيانة الذي سكنوا إليه وسكن إليهم ألا وهو إنهم لم يقدّروا جيداً ما سيكون عليه رد فعل شعبنا العظيم بعد أن يمتص تأثيرات الصدمة الأولى للغزو والاحتلال. لم يقدّروا كيف سيكون رد فعل شعبنا العظيم على جريمة جلب الاحتلال والاعتماد عليه في تحقيق أحلام الغربان من حزب الدعوة العميل للوصول إلى سلطة ذليلة تحت حماية بساطيل المارينز والسقوط في هذا العار الذي افرغ تاريخ الدعوة العميل من أية علامة وطنية أو مبدئية أو عقائدية كان بعض الناس يصدق إنها محتملة الكينونة في هذا الكيان المتشرذم. وتحت سيطرة الاحتلال المرّكب لم يقدّر الأدعياء تأثيرات صراعهم المرير على الكراسي وانشطاراتهم السرطانية التي فضحت بناءهم النفعي والفئوي الهش، وصدحت بنوع قدراتهم المتهالكة عقائديا وفي ميادين المواجهة الفعلية مع الواقع حيث صاروا منبتا ومنبعا ومصدرا لكل شر مستطير أطاح بالعراق وطنا وشعبا ولكل ظاهرة فساد وإفساد ونهم وجشع للثروات الحرام وللفساد الإداري والأخلاقي الإجرامي. ولم يقدّر الأدعياء تقديرا سليما اندفاعتهم الهوجاء خلف حل الجيش وقوى الأمن ومؤسسات الدولة الأساسية وتبنيهم الأخرق والمجرم لاجتثاث البعث وإيداع ملايين العراقيين وعوائلهم تحت مقاصل التصفيات الجسدية والاعتقال والتهجير والإقصاء وقطع الأرزاق. لقد كانت دوافع الثأر الحاقد ومنابع الضغينة قد أعمت البصائر و أغشت الأفئدة المتكلسة على أحجار القسوة الخالية من الإنسانية والسقوط الأهوج في أحضان الانتقام من الشعب دون أن تخطر ببال الأدعياء إنهم يدوسون على الدين والقيم والقانون وكل معاني الإنسانية بسيطها والسامي والراقي منها. وسقط الأدعياء في أوحال جريمة أخرى وهي جريمة اللهاث وراء المكاسب لكل مَن مارس الدعارة أو ساعد على ممارستها في أطناب حزبهم العميل. فنشطوا من الرأس الأرعن وحتى القدم المتعفنة في ممارسة كل ما نعرفه وما لا نعرفه من وسائل الكسب الحرام على حساب المال العام وقوت الشعب وتخصيصات الخدمة العامة في مختلف قطاعاتها التربوية والصحية والماء والكهرباء والاتصالات والمواصلات وغيرها، فضلا عن سحب الاهتمام كليا بمشاريع الزراعة والصناعة أو مكونات نماءها أو حتى تواصلها في حدودها الدنيا. وبعد ثمان عجاف يخرج رأس الأدعياء الناقص نوري جواد العلي ليُلغي في عبارات مقتضبة كل مؤشرات وأحداث ووقائع فشلهم وسقوطهم، وهو يحاول أن يقزّم مسوغات ومبررات ثورة شعبنا العظيم ضد الاحتلال وقردته الخاسئين فيضع كل بيضه في سلة اتهام البعث بتسيير المظاهرات الشعبية العارمة التي تتصاعد مع الاقتراب من يوم الثورة الكبرى الموعود 25 شباط وجمعته الموعودة. ثمة نقاط بارزة ترتبط بكابوس البعث المخيّم على روح وعقل المالكي المتعبين: 1- إما إن المالكي يكذب في ادعاءاته وهو يروم من وراءها الوقوف على شرعية موهومة للبدء بحملة تصفيات جسدية جديدة ضد حزب البعث العربي الاشتراكي. هذا الكذب البليد لا يخدم المالكي لأنه يقدم دليلا من لسان عدو مبين إن البعث ليس حيا فقط، بل فاعل في تحريك الشعب بمظاهرات تتحرك في كل أنحاء العراق وتبدأ من الفرات والجنوب الذي استثمر فيه المالكي وإيران التي عينته وأميركا التي جلبته من سراديب النسيان أموالا وإعلاما وسلاح فتاك لإنهاء البعث والوجود القومي العروبي فيه. 2- أو إن المالكي يقول الحقيقة وهو بذلك يضع نفسه في برميل البلادة أيضا لأن إعلانه هذا يؤكد أن البعث حركة عقائدية فكرية رسالية عصيّة على الفناء الذي أرادوه لها ومارسوا لتحقيقه جرائم إبادة ضد البشرية وحملات شعواء اعتدوا فيها على كل مفردات ومعاني حقوق الإنسان أطاحت بادعاءاتهم الديمقراطية الزائفة. 3- إن الحزب المحظور والمنحل بدستور وقانون لثمان سنوات غير انه يظل كائنا أسطوريا يرعب الجلادين ووحوش العصر لهو حري واستحقاق بأن يكون الأسد الذي يقود حركة الشعب نحو التحرير بعد أن قاد المقاومة المسلحة الباسلة التي لها يعود الفضل في كل عامل ايجابي يتحرك على ارض العراق. 4- إن الأدعياء ورأسهم الأخرق نوري جواد العلي يعلنون الآن إن شجرة البعث العظيمة تتبرعم وتولد أغصانا وفروعا تنشر ظلالها في وعلى جسد العراق الثائر، فطوبى لحزب ينهض من بين قوانين ودستور الاجتثاث الفكري والجسدي ومن غياهب المعتقلات والسجون وأوجاع الغربة والتجويع وانتهاك الأعراض والتهجير فيفرض نفسه جزءا من حركة الشعب ضد الاحتلال ونتائجه الإجرامية كلها. 5- إن نوري العلي يبرهن من حيث لا يدري أو لأنه يتوهم ويُخطئ من جديد في تقدير نتائج ما يعلنه ويبرهن إن شعبنا لم ينخدع, حتى لو خُدع بعض قليل منه, في ادعاءات الاحتلال وعملاء الاحتلال فظل يحتضن البعث في خطوط تنظيمه المدني مثلما يحتضن مقاومته الباسلة. مرة أخرى إن رهاب البعث يوقع المالكي بين مطرقة الادعاء الكاذب والحقيقة المدمرة له ولأعوانه. فالإعلان عن وجود هذا التأثير الواسع للبعث بحيث إن هنالك (33) قيادي بعثي يقفون وراء مظاهرات واسط البطلة وفقا لادعاء المالكي هو سيف ذو حدين، احدهما يقطع رقبة المالكي والثاني يرفع رايات الرجال النشامى الذين صبروا على الضرّاء وقاوموا عوامل الموت برباطة جأش يهنئهم عليها كل حر شريف. إننا ونحن نعانق ثورة شعبنا الكبرى والتي نأمل لها أن تحرر العراق من الاحتلال ومن حكومة الاحتلال الفاسدة الفاشلة فإننا نقولها بملء الفم: إن ما يهمنا هو تحرير العراق وان يكون كل أبناء العراق الغيارى المقاومين والرافضين للكارثة التي سببها الأدعياء ومعهم باقي جوقة العملاء من العجم ومن حملة الجنسية العراقية الخونة، هم عنوان ومكوّن الثورة بلا حزبيات ولا فئويات ولا عشائريات ولا كهنوت ديني .. لأننا نؤمن قطعا إن الثورة والتحرير هدف يسمو على كل الأهداف وغاية تهون إزاءها كل الغايات وشرف يتراجع أمامه كل أنواع الشرف. ليعش كابوس البعث يمزق وسن عيون الأدعياء ويؤرقهم حتى الهلوسة والجنون الذي قد بلغوه والثورة لمّا تزل تتشكل .. عاش رهاب البعث حتى يحقق شعبنا قطع الرقاب التي هزّ أوردتها وشرايينها ذاك الرهاب فصارت أنحف من عود قصب. عاش العراق بقواه الحيّة الأصيلة الفاعلة الوطنية والقومية والإسلامية والموت للمحتل ولأعوانه. وكلمة أخيرة نصرخ بها بوجه المجرم نوري وأعوانه .. هي إنكم تتوهمون إن جعلتم من رواية قيادة البعث للتظاهرات شماعة تعلّقون عليها نيّاتكم الشريرة لقتل المتظاهرين والتصدي العنيف اللا أخلاقي لهم، فشعب العراق كله ثائر ضدكم وضد الاحتلال الذي جاء بكم وجئتم به. وحزب البعث جزء من هذا الشعب الذي تمثله كل الأديان والمذاهب، والقوميات والأقليات، من الوطنيين والقوميين والإسلاميين، وكل هؤلاء هم سيقودون الثورة ضد الظلم والظالمين. aarabnation@yahoo.com