إن أفضل طريقة لمعرفة نبض الشارع العراقي هي طريقة التنقل بمركبات النقل العام ، فوسيلة النقل هذه تقدم لنا بالمجان إمكانية التعرف على ما تحمله الصدور من الم وغضب وأحلام وأمال ففي هذه المركبات سوف تستمع إلى مستوى عالي من النقد والتحليل لكل ما يدور في الساحة العربية والعراقية من إحداث وتطورات وان هناك الكثير الأفكار المبدعة التي تتطلع لغد أفضل ، حديث أبناء العراق الشاغل اليوم هو ما الذي سوف يحدث في يوم الغضب العراقي ؟ يبدو إن الناس تتعامل مع الأمر وكأنه قضية وجود ( أكون أو لا أكون )، من خلال وسائل النقل هذه تجد إن الناس تد توقفت عن القيام بأي شيء وهي تترقب ، ترقب كبير يحمل أمال كبيرة. توزع اليوم دعوات على البيوت في الأحياء الأكثر فقرا في العراق ومنها العشوائيات للخروج في يوم الغضب العراقي للتعبير عن غضبهم ولتحقيق العدالة الاجتماعية التي يحلمون فيها والتي أصبحت شغلهم الشاغل هذه الأيام وهم يتفاعلون مع ثورة الشعب العربي في مصر وتونس تفاعلا ايجابيا. ينتظم طلبة الكليات والمدارس بالتعاون مع الأساتذة في مجاميع منظمة تنظيم جيد ويتفقون على شعارات تتناغم مع شعارات إخوتهم الشباب في مصر وتونس وهذه الشعارات مدروسة بشكل جيد لكن هذه الشعارات سوف تتطور استنادا إلى الظرف الموضوعي والذاتي ليوم الغضب العراقي والشباب هؤلاء يتخوفون من إن يخرج الصدر يون ، لهذا السبب فقد تقرر خروجهم من الصباح الباكر أي قبل خروج الصدر يون بعد صلاة الجمعة ، وتخوفهم مشروع لأنهم يعتقدون إن الصدر يون سيلجأ ون إلى إراقة الدماء بسبب الأجندات التي يحملونها أو للثأر من المالكي الذي سحقهم في البصرة ومدينة الثورة بما يسمى (صولة الفرسان). تعمل الحكومة العراقية بجد على نشر قواتها في المناطق و الأحياء التي تعتقد إن الجماهير فيها ستنطلق باتجاه ساحة التحرير في يوم الغضب العراقي بعد أن أرسلت ( السر سرية ) البلطجية لضرب المعتصمين في ساحة التحرير أمس ، من هذه الأحياء مدينة الثورة التي قتل فيها البعض من الجنود الذين تمركزوا في نقاط جديدة حول المدينة ، إن قتل الجنود هؤلاء جاء نتيجة لتذمر أهالي المدينة منهم أو إنها خطة خسيسة قامت فيها الحكومة لكي ترمي بكل ثقلها لتمنع جماهير مدينة الثورة من الخروج في يوم الغضب العراقي وشاهد العيان الذي نقل خبر قتل الجنود قد شاهد الكثير من سيارات الإسعاف وهي تنقل البعض من الجنود الجرحى .
