لم يرد في خاطري أبدا أن أتوجه ونحن على مشارف يوم العزة والكرامة ، يوم الغضب العراقي يوم الجمعة المبارك 25 شباط 2011، بالنداء لمن تورط مع سبق الإصرار في جريمة اغتيال العراق وطنا ، شعبا ، تاريخا وحضارة ، وسمح لنفسه في أن يكون الأداة التي ينفذ بها المحتل الغاصب جريمته وإرادته في ذبح العراق والعراقيين ، أو لأولئك الذين أغمضوا العين رغم يقينهم بخطأ ما يفعلون وصرخوا هتافا لما يؤمن لهم حسن المواقع لدى المحتل ويدّر عليهم سحت المال ، أو غيرهم ممن ساهم بشكل فعلي وجدي وبصرف النظر عن اسم وشكل الغطاء الذي تلحف به ليستر ضلوعه بالجريمة ، في إزاحة كل ما من شأنه أن يعيق حركة المحتل في وطننا الحبيب وان يكون عونا له في مطاردة أبناء جلدته من المجاهدين وغيرهم من أبناء شعبنا الصابر الذين ما برحوا رفضا للمحتل وعملائه ولكل ما جاء به لترسيخ وجوده وبقاءه في ارض الطهر والنقاء ، ارض العراق ، مهبط الرسل ومنشئة الحضارات ، والتي اعزها الله بكل ما هو عزيز ونفيس ، والتي كرمها الإسلام أن حملت رايته لأرجاء من الدنيا ليحل الإيمان ، وليسود العدل والرخاء والآمان ، وإذ كان البعض رغم افتضاح كل شعاراتهم وزور أهدافهم التي أٌسست على الخديعة والاستغفال يعتقد واهما أن في الوقت متسعا للاستمرار بما بدؤوه ، وان لهم من العصمة ما يجنبهم سواد المصير تأسيسا على مستوى الذل والخنوع الذي هم فيه والذي هيأ لهم أن الاحتلال باق وان امتيازاتهم حكما مستمرة لبقائه فهو واهم ، وان كيد الله اكبر من كيدهم ، وإنهم وان اعتقد البعض ضمان سلامته بهروبه والارتماء في حضن المحتل كليا غير سائلا عن أخ أو صديق أو رفيق أو عشيرة أو دين ، نقول لهم ليتمعنوا جيدا بمصير زين العابدين بن علي ، ومصير قاتل وذابح العراقيين حسني مبارك ، وقبلهم ليستذكروا ما آل له وضع شاه إيران ، وان كان للحاضر بعضا من التغاضي عن قدرا من السوء والدناءة لسبب أو لآخر ، فأن التاريخ قطعا لا يرحم أي من الذين تورطوا في الإثم بحق أهلهم ووطنهم ، واليوم والمواقف تفصح بكل وضوح عن حقيقة النوايا والمقاصد ، وبعد أن سقطت جميع الأقنعة وتمرغت بتراب أرضنا الطاهرة ، ولم يعد لشلة العمالة والفساد والإفساد ما يستر عورتهم ولو شيء من ورقة توت ، نقول لمن تورط أو ممن شاركهم سفاهة وجهلا ، إن المنطق الإسلامي الذي اعتمدوه في تضليل أبناء شعبنا لم يكن في يوم من الأيام ورغم كل التحريف الذي لجئوا له ، لم يكن غير منطق كرامة وحرية وامن ، بل أمرنا الدين الحنيف بالفصل الكامل بين من يؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر عن كل من وضع نفسه في موازاة الإيمان بفسق وجحود وطغيان، ولنتمعن الآية الكريم التالية من سورة النساء (140) .. بسم الله الرحمن الرحيم وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْآيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَجَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً صدق الله العظيم ولنتمعن أيضا قول حبيبنا المصطفى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف التالي .. )) يا عم ! والله؛ لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر، حتى يظهره الله، أو أهلك فيه؛ ما تركته (( يوم الجمعة القادم سيكون الحاسم بإذن الله بمصير العراق والعراقيين ، يوم يزحف المجاهدون من أبناء شعبنا المصممين على دحر المحتل وأعوانه، والمناضلين في سبيل الحرية والكرامة ، ومعهم من ضاقت بهم السبل السائلين عن فرصة عيش كريم بسبب الاحتلال وعملاؤه المستحوذين على مقدرات الوطن ، والممعنين تفريقا وتجويعا وتقسيما لما يخدم المحتل ويؤمن مصالحهم الحقيرة على حساب كل القيم الشرعية والاجتماعية ، انه يوم الانطلاقة نحو الحرية والكرامة فاجعلوه يوما للتوبة والمغفرة واغتسال الذنوب ، برفضكم لما انتم عليه وإعلانكم الاصطفاف مع أبناء شعبكم المجاهد ضد المحتل وسرّاق قوته وكرامته وحريته من عملاء صغار لم يألف تاريخنا لمثلهم بمستوى من الخسة والوضاعة والدناءة ، يا من تورطتم بكل قذارات المحتل وعملاءه هي فرصة أخيرة لكم لا تعوض ولا تتكرر في النجاة من سوء المصير وسوء السمعة وتطهير الأنفس والالتحاق بركب البواسل من أبناء شعبنا الرافض للاحتلال ، وليسجل لكم أبناء شعبكم من المواقف النبيلة ما يلغي كل ما اقترفتموه من مساوئ بحقهم وحق أنفسكم ، انجوا بأنفسكم فأن المحتل وعملائه لا أمان لهم ، اضمنوا لأنفسكم وأولادكم تاريخا مشرفا في سفر العراق المتمسك بالرفعة والزهو بالإيمان والنصر ، وقديما حين استغل من لا أصل له ولا ميزة شريفة أو مقبولة عنده مزهوا بغير عادة بإمكاناته المادية ، حاجة القوم الذين أهلكهم الجوع ، ليلجأ لابتزازهم في توفير المأكل والمشرب لهم ، مقابل أن يولوه إمارتهم ، وحين استتب الأمر له بدأ التطلع للسيطرة على الأقوام المحيطة مستغلا الحاجة التي أوصلته في أولى خطواته إلى ما يريد ، وحين هم بالتعرض أنبرا له من هو شريف في القوم الذي ابتزه وأشراف الأقوام المستهدفة بهوسة لازال صداها يتردد ، وأهلنا في واسط البطلة يعرفونها جيدا .. رِدّْ بَيَضك فَاسِد يا الخَوجهَ