ثورة أبناء واسط التي انطلقت صبيحة يوم 16 شباط 2011 في مدينة الكوت والتي هي امتداد لانتفاضة أبناء القادسيتين في قصبة الحمزة وعفك ومركز الديوانية دعتني أتوقف بإجلال وخشوع أمام الدماء الزكية الطاهرة التي تضرج بها الفتية الذين غادروا الدنيا محتسبين لله الواحد الأحد بأنهم محرومين مضطهدين صودرت حقوقهم من الذين استغلوا الدين والمذهب ليزدادوا ثراءا" بالمال السحت الحرام ويمعنوا في قتل العراقيين ويجتثوا الخيرين الذين امنوا بالعراق قدرا" وبذلوا الغالي والنفيس له ومن اجله ليتعافى من الغزو والاحتلال الذي اعدوا له وهيئا كل من ارتضى الذلة والعار الأبدي ليسهلوا لقوات الغزو والاحتلال لتدنس ثرى العراق مهبط الرسالات والأنبياء والرسل والصالحين ومثوى أل بيت النبوة ، ولينبئ أشقائهم في تونس ومصر العروبة وبقاع الوطن العربي بأنهم عازمون على التحرير والتحرر من الاحتلال الامبريا صهيوني والفارسي ألصفوي وأيام العملاء والأذلاء والأراذل أصبحت قليلة جدا وان الصبح إنشاء الله لقريب ، فأقول إن الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج العربي وقواها السياسية المؤمنة بقدر ألامه وفكرها الثوري ألنابع من حاجات ألامه واستجابة لها ونخبها المثقفة تقف اليوم بمقدمة الجماهير التي مارست حقها في تفجير الثورة الشعبية ، ولم تعطي الفرصة الى من يدعي العمل السياسي وحقيقته ما هو الا بوق من أبواق القوى التي تعمل من اجل تحجيم حركة الجماهير ومصادرة مطالبها ، اليوم ألامه العربية تنعم بالعاصفة الشـعبية بثبات مبدئي مؤمن بانتصار إرادة الشعب العازم التخلص من الواقع الذي أريد للامه ان تركن فيه وهي لا حول ولا قوة لها سوى البكاء على الأطلال ، من ترشيد ثورتهم وغلق الأبواب والنوافذ بوجه من يريد الاندساس على ثورتهم حفاظا على نقاوتها ومنعا من الصعود من خلالها (( إن القيادة القومية وهي تتابع ما يجري من أحداث خطيرة كان آخرها تنحي حسني مبارك، مجبرا، وهو أحد أخطر رموز الهيمنة الأمريكية والحليف الرئيس للكيان الصهيوني، تحرص كل الحرص على إلقاء الضوء على ما يجري في وطننا العربي الكبير وعلى النحو التالي: أولا: إن الانتفاضات التي وقعت في تونس ومصر والتي قد تقع في أقطار أخرى هي انتفاضات وطنية الدافع والمسوغات والأداة، التي هي جماهير الشعب وطليعتها الشباب المنتفض الثائر الشجاع المؤمن بحقه وبإرادة شعبه في مواجهة الفساد والاستبداد والعمالة لأمريكا ، لذلك فإن دعم الانتفاضات واجب فرض عين وطني في كل قطر وواجب فرض عين قومي ملزم على الصعيد العربي وليس فرض كفاية. ثانيا: من الضروري أن تبادر كافة القوى الوطنية العربية التحررية إلى رفد الشباب الثائر بالخبرة والتجربة التي تمتلكها، لمواجهة تعقيدات العمل السياسي، وما ترتبط به من مخططات معادية وخبيثة تحيط بالأمة من محيطها إلى خليجها العربي. ثالثا: من الشروط الحاسمة الأساسية لإبقاء الانتفاضات في خدمة الأهداف الوطنية للقطر والأهداف القومية للأمة ، هي معرفة الثوار أن هذه الانتفاضات تواجه من قبل الأنظمة والمخابرات العربية والأجنبية ، بأساليب ملتوية وخبيثة وليس بالعنف وحده، ومن بين تلك الأساليب محاولات احتوائها بدس عناصر وكتل مشبوهة في صفوفها، للتأثير على مسارها التحرري ومحاولة السيطرة عليه، والعمل على تحويل الانتفاضات إلى عملية تنفيس عن الغضب الجماهيري المتراكم منذ عقود ضد الأنظمة وأمريكا والكيان الصهيوني، ودفعها في مسار الاحتواء التدريجي عن طريق تضحية أمريكا بأتباعها الحكام الفاسدين والديكتاتوريين، لإرضاء عواطف المنتفضين، ولكن بعد ذلك تسعى بسلاسة وحيل مختلفة إلى تنصيب عناصر موالية لها، وربما للكيان الصهيوني أيضا في الحكم، غير مجَرَبَة وغير مُدانة، لكي تواصل جوهر عملية التبعية لأمريكا، ولكن بأساليب جديدة، وفي ظل إصلاحات محدودة وشكلية، لإكمال امتصاص النقمة الجماهيرية، وسرقة وتبديد وقت جديد قد يمتد لسنوات أو عقود قادمة، تستمر فيه الهيمنة الأمريكية، وهنا تكمن اللعبة الأمريكية - الصهيونية الخطيرة، المصَمَمة لإجهاض الانتفاضات الوطنية واحتواءها وتحييد رموزها. إن الانتباه الخاص لهذه الحقيقة هو الذي يضمن إبقاء الانتفاضة وطنية الدافع ووطنية المسار وقومية الأهداف، ويمكنها من مواجهة كافة التحديات التي تعترض مسارها في حقولها المختلفة. رابعا: وفي خطة احتواء الانتفاضات من الضروري بل من الحيوي والحتمي عدم نسيان حقيقة معروفة وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد فشلها في العراق أمام قوة وإصرار المقاومة العراقية على طردها من العراق، ونتيجة لانفضاح معظم الأنظمة العربية وعزلتها عن جماهيرها، تبنت أمريكا والصهيونية إستراتيجية جديدة، وهي نشر (الفوضى الخلاقة) في كل الوطن العربي في عهد مجرم الحرب جورج بوش الصغير، والتي أعلنت عنها وزيرة خارجيته كونداليزا رايس )) ان إفرازات الشارع العربي اليوم جاءت مخيبه لأمال القوى الأجنبية والعميلة كونها لم تتمكن من احتواء الشارع وجماهيريه من خلال دعوات العولمة والتبشير بالديمقراطية والإصلاح وفقا للإلية التي أعدتها مخابرات الإمبراطورية الأمريكية الناشئة والتي باشرت بهيكلتها بالغزو المبرمج لأفغانستان والعراق وإثارة الفوضى الخلاقة في أكثر من مكان تخفيا"وراء حجب الإصلاح ، الشباب العربي المتنور تفاعلوا من خلال الانترنيت الذي لم يكن خاضعا بالمطلق لهيمنة الهياكل النظمية الدائرة في فلك التحالف الانكلو أمريكي صهيوني الملتقي مصلحيا مع العقلية الصفوية التي تسيطر على النظام الإيراني من حيث معاداة التطلع العربي وان أهداف وشعارات الشباب المعلنة وهي تحمل آراء مختلفة حول أهدافها الحقيقية المتجسدة في رحيل العملاء والأذلاء وخونة ألامه من دست الحكم ومحاكمتهم عن السرقات ومن ارتكب الجرائم بحق أبناء ألامه ان كان كبتا" أو حرمانا" أو قتلا أو تهجيرا" ، مما يتطلب من قيادة الانتفاضة تحليل ما يجري على الساحة من حراك شعبي عظيم بموضوعية وأمانة الثوار وما قد يؤدي إليه ، وتحديد من هي القوى المشاركة فيه ، دعمها للانتفاضات من اجل تطويرها لتكوّن لحظة تغيير تاريخية جذرية للواقع العربي الفاسد وتحقيق آمال وطموحات الجماهير العربية التي بدأت تتعرض للخنق المنظم منذ هزيمة الخامس من حزيران عام 1967م ودخلت مرحلة خطيرة بزيارة السادات للقدس المحتلة ، والاعتراف بالكيان الصهيوني ، محدثة انقلابا إستراتيجيا خطيرا ضد المصالح القومية العربية وتحقيق الشرخ المؤذي في الكيان العربي مما جعل مصر خارج محيطها بفعل السياسات الرعناء التي ارتكبها السادات ، مما ولد إلزاما أخر على حركة القومية العربية كي تحافظ على عروبة مصر وموقعها في النضال العربي الذي تعرض مرة أخرى الى انحصار للدور القذر الذي أوكل الى الخفيف حسني بالتمهيد للامبريالية والصهيونية للانقضاض على ألامه يتبع في الحلقة القادمة