لم يكن مفاجئا أن تنطلق شرارة الغضب العراقي من واسط الرباط .. فهي حاضرة الدولة العربية الاموية وعاصمة الشرق الاسلامي كله، فبعد أن وحدت أمارتي الشرق البصرة والكوفة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وجمعت لوالي واحد يتولى إمارة الجناح الشرقي للدولة، فكر الحجاج بن يوسف الثقفي بتمصير عاصمة تكون وسطا بين الأمارتين الكوفة والبصرة ليحكم من خلالها شرق الدولة التي تمتد الى حدود الصين شرقا والى بحر العرب جنوبا، وترتبط بها كل امارات الشرق الاسلامي، لذلكم سميت هذه المدينة واسط لتوسطها بين الكوفة والبصرة، وسميت مدينة الرباط لانطلاق الجيوش منها متجهة لمشارق الارض للفتح الاسلامي، فمنها انطلقت جيوش بني صفرة لتفتح كل دول ما بعد النهر بدءا من خراسان ( أفغانستان وباكستان والهند وارمينيا وجمهوريات اسيا الوسطى الحالية .. وظلت حتى سقوط الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية التي عادت لاتخاذ الكوفة مقرا لها ثم هيت الى أن بنى ابو جعفر المنصور بغداد واتخذها عاصمة للخلافة، فواسط واحدة من مدن العلم والحضارة ومن الاثار التاريخية فيها اثار بدراية في قضاء بدرة التي تضم آثارا تعود الى فترة أور وأكد وبابل الاولى، والتي منها انطلقت جيوش البابلين للثآر من هجوم الحثيين الهمج، الذين غزو اور وخربوها وحرقوها، وفيها آثار الحضارات القديمة مثل آثار منطقة النجمي في قضاء النعمانية، وفيها آثار واسط في ناحية واسط والتي تدعى المنارة أيضا نسبة لمنارتها المتميزة التي مازال بعضها قائما لحد الآن، فأن تنطلق الشرارة الكبيرة لتوقد ثورة الغضب في العراق المحتل من محافظة واسط أمرا طبيعيا وبعيدا عن العجب. فتحية لواسط الرباط .. وتحية لواسط الوفاء .. وتحية لواسط الثورة .. تحية لشهداء الوطن فيها ودعائنا للجرحى بالشفاء ولأهلها وشبابها بالثبات. تحية لكل العراق من ناحية الخليج الى العمادية وإبراهيم الخليل والله ناصر المؤمنين وهو مع الصابرين. تحية لكل رافض للذل والخنوع ومقاوم للإحتلال. تحية للمقاومة بكل أشكالها وليكن شعاركم: اخرج اخرج يامحتل شعبي شعبي ما ينذل.