ثورة الشباب في مصر ثورة رائعة جدا بكل المقايس وهي معيار حقيقي لمعنى ارادة الشعوب المتحررة التي ارادت الحياة فاستجا ب لها القدر .... نعم ان قدر الشعوب هو الصبر والصمود الى ان تنفجر براكين الغضب ضد الطغات والمتجبرين من حق الشعوب ان تبحث عن حقها في الحياة وخصوصا حينما تكون حياتها لاتتوازا مع امكانيات دولها او قدرات بلدانها وامكانياتها الاقتصادية ... بلد كمصر يسرق بهذا الشكل البشع فرئيس كحسني وصلت امكانياته الى سبعين مليار وهو يراس عصابة كبيرة تملك كما يملك او اقل او اكثر بمعنى ان هناك اكثر من خمسمائة مليار دولار هي في جيوب عدد محدود من العصابات التي تسيطر على الحكم والحزب في مصر ... بنما هناك سبعين مليون مصري يعيشون في ظل حياة سيئة بكل المقايسس بسبب ضعف الامكانيات الاقتصادية لدولة مصر المدينة بخمسة وثلاثين مليار دولار مكبل بها من قبل البنك الدولي لسرقة الدول .... فهل هذا صحيح ان يكون لرئيس دولة امكانية مالية تعادل ضعفي ديون دولته وترك شعبه في مواجهة شروط البنوك الدولية القاسية ... افليس من حق هذا الشعب ان يثور هذا على صعيد الاقتصاد اما على صعيد الكرامة فانهيار دور مصر من حاضن رئيسي وقبلة القومية العربية الى دولة متامرة على كل القضايا القومية العربية من العراق الى الثورة الفلسطينية بل وتصبح محور الارتكاز للتامر على القومية العربية اليس من حق الشعب ان يثور ..... عند هذا طفح الكيل بالمصريين خصوصا مع صعود شباب وطني ثائر مؤمن مثقف اطلع على تاريخ امته عن طريق وسائل الاتصال السريعة عن طريق النت والفيس وبوك وعدد من المنظمات الشعبية والتيارات الوطنية والقومية لتقوم ثورة تعيد تصحيح المسار واعادة مصر الى الطريق الصحيح الذي انحرفت به الحكومة التي تسلطت على مصر لمدة طويلة ... وانتصر الشعب بعد اسابيع من الكر والفر بين حكومة حسني مبارك وشباب امتلكوا القدرة على التحرك السياسي والتعامل مع تكتيكات النظام وافشالها وتدميرها ... ليسقط حسني هذا الفاشل الذي باع الشعب والجيش المصري بسحت حرام من الدولارات فحسني مبارك الذي ساوم على ضرب العراق واستخدام الجيش المصري لضرب الجيش العراقي بالكويت ... اذا عدنا للموضوع وناقشناه بتجرد ماذا نجد نجد شيء مهم ان هناك مسار لمصر بنى من عهد الراحل جمال عبد الناصر لبناء طريق قومي ودور قيادي لمصر وبناء جيش للامة العربية واقتصاد لمصر وجامعة للدول العربية ورئيس خرج من الدنيا وهو لايملك بيت ملك ومعاش استبدل منه خمسة وثلاثين جنيه ليسد تكاليف زواج ابنته .. فماذا حصل ليثور الشعب المصري ان ما حصل هو الاتي انحرفت حكومة مصر عن الطريق فرئيس خرج بسبعين مليار دولار وجامعة عربية تقبل ان تعقد في بلد عربي تحت ظلال احتلال امريكي وتحت حماية امريكية وشعب جائع ومستقبل مجهول لمصر وجيش حارب جيش العراق الذي قاتل دفاعا عن مصر واستشهد طياروه وهم يقاتلون فوق سماء مصر لقد انحرفت مصر عن الطريق والمسار الصحيح وماقام به الثوار في مصر هو اعادة الهيبة لمصر وارجاعها الى الطريق السليم ... ولكل بلد خصوصيته وارهاصات حكمه ومساره فما حصل في مصر هو اعادة مسار لطريق مصر بسبب انحراف عصابة حسني عن المسار ومعه كل رجالات حكمه الذين جمعهم المال وصناعة الثروة ليواجهوا بثورة الشعب يقودها شباب لم يتجاوز الثلاثين من العمر بثنائية الخبرة والاندفاع الثوري لينتج ثورة قد تكول اروع من الثورة الفرنسية على المدى الطويل .... خبرة ابعدتهم عن الانهازيين وتعدد القيادة ابعدهم عن الالتفاف على الثورة بالمفاوضات والتنازلات فنجحوا من حيث فشل الكثيرون .... ولم يكن هذا بمعزل عن تمهيد حقيقي للثورة كما تنبأت احمد فؤاد نجم غيره من الكتاب.... 500شهيد ومئات الجرحى وثورة ناجحة بكل ماتعنيه الكلمة ولايخاف عليها الا من اناس قد يقودهم غبائهم لان يتورطوا بتقديم انفسهم على انهم قادة للثورة يستغلون لتقديم تنازلات ويرتخون في موضوع الشدة ......