منذ أيام نعيش فرحة كبرى لثورة شعب مصر العظيم , و أزاحته لنظام الخائن و العميل حسني مبارك. فقد إستطاع هذا الشعب أن يرمي إلى مزبلة التاريخ نظامه الرسمي , الذي جوعه و أذله و سرق مقدراته , و تخلى عن دوره الوطني و القومي. ألف مبروك لأهلنا في مصر هذا الإنجاز منذ أكثر من أسبوعين لم استطع أن أكتب , بسبب الحادث الذي وقع لي و أدى إلى كسر في يدي اليمنى وخروج مفصل الكف من مكانه. حاول الكثيرون مساعدتي بأن أملي عليهم وهو يكتبون فلم استطع , لأن الكتابة بالنسبة لي تفاعل بين أفكاري التي برأسي و أناملي التي تحتضن القلم. من هنا كان تقصيري بالكتابة عن مصر العروبة و ثورتها و رأيي بضرورة أزاحة هذا النظام المرتد و الخائن , لم أكن أخفيه , بل كنت أجاهر به , مع ان لي علاقات واسعة و كبيرة مع أهلنا المصريين في باريس , سواء كجالية أو كدبلوماسيين. كان الأصدقاء الدبلوماسيين المصريين , يتحاشون الخوض معي في أي نقاش سياسي منعاً لأي إحراج لهم , لأنهم كانوا يعرفون أني لا "أجامل" أو "اساير" في الموقف الوطني والقومي في أثناء العدوان الصهيوني على غزة , و قيام النظام المصري بإغلاق المعابر مع غزة , تم دعوتي من الفضائية الفرنسية (القسم العربي)لحوار حول الموضوع وكان في مواجهتي الصديق رشدي الشافعي , وكانت مواقفه السياسية جيدة , قبل أن يصبح مدير لمكتب جريدة الجمهورية المصرية الرسمية في باريس , والذي ـ على مايبدو ـ يفرض عليه الدفاع عن موقف النظام في اليوم التالي للمقابلة , و أثناء توجهي من منزلي إلى المكتب , رن هاتفي المحمول و كان على الخط دبلوماسي مصري صديق , بادرني بالقول بعد التحية: هوه ماحدا بيشوفك ليه؟ أجبته:هل دعوتني على القهوة ولم ألبي الدعوة؟ فقال لي:القهوة بإنتظار حضرتك. غيرت وجهت السيارة بإتجاه السفارة المصرية بباريس وبعد الترحيب قال لي:هل المشكلة كلها معبر رفح؟ أجبته: المشكلة أكبر من معبر رفح بالتأكيد , لأنها تشمل سياسة النظام كلها. و لما بدأ الحوار يصبح أكثر حدة , بادر بدبلوماسية طيبة إلى إيقاف الحوار عند هذا الحد بعد أن أعلمني أنه شاهد الحوار مساء أمس على الفضائية الفرنسية أضع أمام القارئ الكريم الرابط أدناه لهذا الحوار الذي جرى على الفضائية الفرنسية , للإطلاع وللتأكيد إننا في المواقف الوطنية والقومية نعلن رأينا بوضوح ودون خوف..ومرة أخرى ألف مبروك لأهلنا في مصر ثورتهم http://www.france24.com/ar/20090115-arabic-face-off-arab-league-summit-gaza-hamas