شبكة ذي قار
عاجل










وأخير , تهاوى عرش أكبر خائن وعميل وتابع لأمريكا والكيان الصهيوني لا في الشرق الأوسط وحده بل في العالم كلّة. الرجل الذي بنى نظاما عائليا خاصا به محاطا بقوى أمن ومباحث وشرطة يتصدّرهم رجال أعمال دخلوا المعترك السياسي بصفة مصاصي دماء ولصوص. فتحوّلت "أم الدنيا" بفعلهم الى دولة ذليلة مهمّشة تتلقى الصفعات والاهانات ممّن يُفترض انهم أدنى منها بكثير في كل شيء , وأن حذاء فلاح مصري بسيط هو أشرف من أشرفهم. وكالعاهرة التي ترتمي في أحضان زبون متمكّن ومهاب الجانب , إرتمى حسني اللامبارك بكل شبقية ونزوة في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني , أخطر أعداء الأمة االعربية والاسلامية على مدى عقود , دون أن يعنيه شيئا أمر وحال ثمانين مليون مصري. لكن الأيام تدور. وما طار طيرٌ وإرتفع الاّ كما طار وقع. والشعوب , وإن أرغمت لفترة ما ولسبب أو لأخر على السكوت وااللامبلاة , الاّ أنها تبقى تحتفظ "ليوم كريهةٍ وسداد ثغر" بطاقتها الثورية التي لا تصمد أمامها حتى الجبال. وخلافا لحكامها المصابين بالصمم والجهل والتخلّف تظل الشعوب في أي مكان وزمان هي التي تصنع التاريخ وتغيّره وتحذف وتضيف ما تشاء الى صفحاته وهوامشه. وفي حالة مصر , التي سكنت فينا شعبا وثورة وحضارة , فان الراية , راية االتمرد والثورة لتحطيم الأصنام إرتفعت في سماء العرب عالية خفاقة تحت زغاريد وأهازيج النسوة والغتيات ونظرات الأطفال البريئة الذين ربما يرون لأول مرّة أن الكِبار , الأباء والأمهات والأخوان , فرحون من أعماقهم فعلا. وبعد ثورة تونس ومصر المباركتين , اللتين أثبتتا للعالم أجمع اننا شعوب متحضرة عندما ننتفض ونثور ضد طُغاتنا ولسنا همج ومخرّبين كما يصفنا الاعلام الغربي المتصهين. بعد تلك الثورتين لا أظن أن حاكما عربي , من المحيط الذي لم يعد اليوز هادئا الى الحليج الذي ينتظر ساعة الصفر , سيتجرأ ويحلم بالبقاء في السلطة الى الأبد أو يرثها لمن يشاء , أو أن يعتبر البلاد ضيعة له ولعائلته وحاشيته , ويتصرّف في أموالها وثرواته كما يحلو له. نعم , بعد ثورة مصر المجيدة سوف يدخل الحكام العرب في كابوس لا نهاية له. وحتى وإن تحصنوا في بروجهم العاجية وقصورهم المحصّنة فان أمواج الطوفان البشري سوف تصلهم مهما طال الزمن. لقد تحطّمت أمامنا وإنهارت حواجز وسواتر الخوف والرعب , من زوار الليل والنهار , وهنا نحن آتون اليكم أيها الطُغاة الفاسدين. فأين المفر؟ لقد عشتم لعقود في جنات تحت من تحتها الأنهار وإمتصصتم دماءنا ورحيق شبابنا وحياتنا وقد آن أوانكم لكي تذوقو , ولو في أرذل أعماركم كما حصل لبن علي وحسني اللامبارك , مرارة ما فعلت أيديكم من جرائم وإنتهاكات ونهب وسرقات لثرواتنا ومستقبلنا وآمالنا في حياة حرّة كريمة كبقية شعوب الأرض. لقد وضعت الشعوب العربية قدمها على الطريق االصحيح بعد أن أنارته لها شعلة الثورة في تونس.الخضراء. ولم يعد بامكان أنظمة القمع والارهاب وخنق الحريات وقف فوران الدم الثائر في عروق الأمّة. فليقم حكامنا الجهلة بقطع الانترنت والفيس بوك ومنع وسائل الاعلام الأجنبية من رؤية نهايتهم البائسة , وليحشدوا الآلاف من قوى الأمن والشرطة لسد الطرقات وغلق الساحات العامة في عواصمهم , كما فعل مؤخرا نظام بوتفليقة في الجزائر. فليس ثمة حادز أو ساتر أو منانع بعد اليوم يقف بيننا وبينكم. لقد شددنا العزم وأقسمنا بكل ما هو مقدّس وثمين في حياتنا أن نهدّم الأوثان ونحرق عروشكم المترنّحة. وما عليكم , هذا إذا حلفكم الحظ , الاّ أن تحجزوا لكم "شقّة مريحة" في البلادان التي حوّلتكم الى أصنام أرغمن , بالبطش والقمع والحرمان المنظّم , على عبادتها والسجود اليها. اليوم , وبعد ثورتي تونس ومصر المجييتين يعيد التاريخ نفسه فعلا. فقد سبق لأسلافنا في بدء الرسالة المحمدية أن حطموا أصنامهم ودمّروا أوثانهم وخرجوا بعد صبر وجلد ونضال شاق من ظلام جاهليتهم الى نور المساواة والعدل والمحبّة. وإكتشفو , كما بدأنا تكتشف نحن أيض , أن الناس سواسية كاسنان المشط. لكن أكثر من فرعون وطاغية وديكتاتور من أبناء هذه الأمة أرادها عكس ذلك. بل إتخذوا من أعداء الله والوطن والدين أولياء لهم يلعقون أحذيتهم ويتزلّفون لهم في السرّ والعلن , ولهم رحلة الشتاء والصيف لا الى الكعبة المشرفة التي لا تبعد عنهم الاّ كيلومترات معدودة بل الى "البيت الأبيض" في واشنطن بغية استلام الأوامر وخطط المؤامرات على شعوبهم واوةطانهم. ها نحن اليوم على الطريق السريع للثورة , نحمل معاولنا وفؤوسنا وما تيسّر لنا من أدوات بدائية متواضعة في مواجهة أحدث أدوات القمع التي يملكها حكامنا المخلوعين , مع وقف التنفيذ. لا ترعبنا حشودهم المدجّجة بالسلاح ولا دباباتهم الأمريكية الصنع. لقد طال صبرنا عليكم أيها الحكام الغير أشاوس حتى تجاوز صبر أيوب. فلم يبق لها ما نخسره , بعد أن حرمتمونا من كلّ شيء , سوى أغلالنا ووجوهكم القبيحة وأنظمتكم القمعية وحاشيتكم الفاسدة المفسدة. ها نحن آتون اليكم بصوت مدوٍ واحد ينطلق من ملايين الحناجر , يقول بتحدي , لا أصنام ولا أوثان بعد اليوم. mkhalaf@alice.it




الاحد١٠ ÑÈíÚ ÇáÇæá ١٤٣٢ ۞۞۞ ١٣ / ÔÈÜÜÇØ / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق محمد العماري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان