قناة الجزيرة ومن على شاشة قناة المستقلة أثناء تعرض بثها للتشويش، وأثناء نقلها لخبر إستقبال حسني مبارك لوزير خارجية الأمارات قالت أن الوزير قدم لحسني مبارك عرضا بإستعداد الإمارات لإستقباله متى قرر، وأضاف معلقها وهو نفس العرض الذي سبق أن تقدمت به الإمارات للرئيس العراقي صدام حسين لتلافي الحرب الأمريكية، الخبر للأنسان البسيط إعتيادي ولكنه للعربي المؤمن والواعي يدرك أنها مقارنة خبيثة مقصودة بل مدفوعة الأجر، فشتان ما بين من يرفضه الشعب لأنه خان الأمانة وأفسد في البلاد وظلم العباد كما هو حسني الخفيف، وبين من رفض أن يرهن وطنه وأمته وكرامة شعبه مقابل أن يبقى رئيسا، أي مقاربة بين ثائر يعرف أنه لن يستطيع هو شعبه وجيشه أن يقاوم كل قوى الإرهاب والبغي والجريمة في العالم بزعامة أمريكا ولكنه تمثل بسيد الشهداء جده الحسين عليه السلام فقال لا لن أعطي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار المساكين، وقال: إذا كان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني، هذا هو صدام حسين الذي قدم نفسه قربانا لتحرر الأمة وكرامتها فولد ملايين الصداميين في الأمة، وهل تتصورون أن ثوار الأمة في تونس ومصر والعراق وفلسطين لا يعتبرون صدام حسين إلا قدوتهم ومثلهم الأعلى من بين أشرف رموز الأمة ومناضليها؟ فكيف تقارنون بين من : صدام حسين إستشهد ولم يخن الأمانة ولم يخلف العهد، وحسني خان الأمانة وهو حي بل رهن الوطن والشعب لصالح أعداءه، صدام حسين عاش مجيد ورحل شهيد وحسني عاش فاسدا وسيرحل مذموما مدحورا والفرق وبينهما كبير. صدام حسين لم يكن مطلوبا لشخصه كي يتنحى عن السلطة ويغادر العراق، وهو يعرف ذلك ونحن وانتم تعرفون، ولكن أمريكا وجمع الكفر والشيطان كانوا يطلبوا العراق والأمة كبرنامج حضاري قومي إنساني ولهذا أول قرار صدرلا بعد الإحتلال حل حزب البعث العربي الإشتراكي، كونه ضمير الأمة وممثلها الحقيقي وذراعها وخادمها وطليعتها، كانوا يطلبوا الأمة من خلال قاعدة إنطلاق ثورتها العراق ونموذجها ثورة 17-30 تموز القومية الإشتراكية، كانوا يطلبوا قوتها وحصنها جيش العراق ولذلك صدر قرار الإحتلال بحل جيش العروبة جيش العراق وتكالبت مافيا الجريمة المرتبطة بالموساد الصهيوني وبالتعاون مع إطلاعات الفارسية وبيد فيلق القدس ومرتزقته بقتل كادر الحزب بل عموم مناضليه،وقتل ضباط ومنتسبي جيش القادسية وأم المعارك وإغتيال قادته وطياريه، كانوا يطلبوا تاريخ الأمة وحضارتها لذلك أول ما دخلوا نهبوا المتحف العراقي الذي يضم شواهد تاريخ الحضارة الإنسانية وولادة المدنية، كانوا يستهدفوا العلم والتعليم في الأمة لذلك إتخذوا مقرات الجامعات وأبنيتها مقرات لجيوش أمريكا وحلفائها المحتلين وحرقوا المكتبات ودور العلم والفن ةوالثقافة ودار التراث وبيت الحكمة، فصدام الثائر المؤمن الشريف كيف يغادر العراق وهو يعلم إنهم قادمون لتدمير العراق ونهبه، فقرر أن يقاوم ويعود مقاتلا وجنديا في مواكب المقاومين من أبناء الأمة عراقيين وغيرهم ويقود الصفحة الثانية من صفحات المنازلة مع قوى البغي والعدوان وينتظر إحدى الحسنيين من ربه فأما النصر وأما الشهادة، وقد كسب الشهادة وها نحن نجني بشائر النصر في العراق وتونس ومصر، فالحمد لله والشكر لله، هذا هو صدام حسين رحل شهيد في فجر العيد ولم يترك أرثا من بعده إلا نداءه للأمة لا توقفوا المقاومة، عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر، عاش العراق والله أكبر وليخسأ الخاسؤون، نعم ترك أرثا من الفكر والبطولة والأمانة للأمة والصدق بالقول والعمل والوفاء بالعهد، وترك بعده شعبا ثائرا وقرآنا أورثه لإبن الشهيد عواد البندر وخلف بعده عائلة كلها نسوان لأن رجالها سبقوه الى دار الجنان عند ربهم الغفور المنان، فكيف لكم أن تقارنوا بينه وبين حسني الذي رهن إرادة مصر وباع ثرواتها مقابل سبعين مليار دولار، لن يتمكن من الإستمرار في نهبها بعد أن طلب الشعب رحيله، وسيقاضيه وزبانيته ويطالبهم بإعادة كل ما نهبوا من ثروات مصر وشعبها. فهذه مقرنة ضيزى أن كنتم جاهلون، وغباء صحفي وإعلامي إن كنتم غافلون، وإرتماء وعمل مأجور لصالح الأعداء إن كنتم قاصدون، متى يكون إعلامنا إعلام الأمة وليس اجيرا للغير؟ اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه، وأنصرنا على القوم الكافرين ومن تولاهم فصار منهم إنك أنت الرزاق الكريم.