نحن بأنتظار يوم الجمعة 25 نيسان القادم . ترى هل سيستطيع شعبنا , أن يفجر ثورة أو أضعف الايمان هبة ؟ . تحاكي ثورتي أهلنا في تونس ومصر. هل ستكون أجهزة حكومة المالكي الأمنية أكثر كفاءة لتنقض على المتظاهرين ؟ .. نعم أنها أكفأ من أجهزة نظامي زين العابدين ومبارك . لانها أجهزة ميليشيات دموية قبل ان تكون أجهزة أمنية متعلمة ومدربة تدريبا حضاريا. فهي بالأساس ميليشيات دربها العدو الفارسي في معسكرات الاعتقال . قبل أن يضخ بها الى الاراضي العراقية. وهي من القساوة ما يمكن اعتبارها أقسى من الغستابو الالماني. فتدربت على تعذيب الاسرى العراقيين , وهذا ما يفسر قدرتها على التعامل مع متظاهري يوم 25 نيسان المنشود. قديما قيل "وهذا حق" ان الطبيب العراقي الجراح , أكفأ من نظرائه من أطباء حتى اوروبا . فسأل سائل لماذا ؟ . فأجيب بأن الجراح العراقي يتدرب في تشريحه على أجساد بشرية حقيقية , كانت تسرق له من قبل عائلة أعرفها جيدا , تشرف على أدارة مقبرة باب المعظم . التي كانت تجاور كلية الطب . فأجهزة أمن المالكي أذن هي بنفس كفاءة الطبيب العراقي الجراح. فهذه الاجهزة تدربت عمليا على أجساد الاسرى العراقيين . وخلال السنوات الثماني من عمر الاحتلال الانجلو امريكي ايراني , زادت من خبراتها وقدراتها على تشريح الانسان العراقي . كم أتشوق الى يوم جمعة 25 نيسان , تشوق ما بعده تشوق , مرده أن أرد على من شكك بجرأة العراقي . وأن أرفع رأسي عاليا وأنا في بلاد الغربة . في مصر استطاع شباب 25 يناير , أن يكشف زيف الاخوان المسلمين ويعريهم على حقيقتهم . وأنا أنتظر ايضا أن يكشف شعبنا زيف الاحزاب الاسلامية المذهبية ليس فقط شبابنا , لأن التظاهرة المنشودة ستكون حشدا لانظير له . ستلم من شيوخ وشباب ونساء من مختلف الاطياف والملل والمذاهب. مع فارق أنها لو ستكون مدوية ستزيح عن الاحزاب الاسلامية المتعسفة أية شرعية , منحها لهم المحتل ولا غيره البتة , بخطف حقوق شعب يمتلك كل مقومات ان يكون قائدا لدولة مدنية حضارية . هؤلاء الرعاع جعلوه يتخلف عن ركب حتى مشيخات سميت لاحقا بدول , كانت جل ثقافتها تحاكي ثقافة الشاعر البدوي علي بن الجحهم , يوم قدم على الخليفة المتوكل لينشده قائلا " أنت كالكلب في وفائك بالعهد ــــــ وكالتيس في قراع الخطوب " . ونعود الى جماعة الاخوان المسلمين المصرية , التي تأسست منذ عشرينات القرن المنصرم , والتي لم تحظ بالشرعية يوما . وكان مؤدبها بحق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. حتى السادات لم يمنحها الشرعية . بل قربها اليه نكاية بالماركسيين والناصريين من التنظيم الطليعي للأتحاد الاشتراكي . فغدروا به بعد ذلك يوم ان قتلوه شر قتلة . أذن الاحزاب الاسلامية العراقية المذهبية "وأصر على مذهبيتها سواء سنية كانت ام شيعية" , لم تكن يوما ان تحظى بالشرعية , ألا بعد الغزو الانجلو امريكي ايراني للعراق عام 2003. وعلى يوم الغضب القادم المرجو منه في 25 نيسان القادم , ان يزلزل الارض تحت اقدام هذه الاحزاب المقيتة. ليرى قادة هذه الاحزاب , ان لاشرعية لها الا من خلال تأييد الشعب لا المحتل الجائر. ولعل جماعة الاخوان المسلمين , فتحت أمامهم ثورة شباب 25 يناير الابواب مشرعة, ليكتسبوا الشرعية من النظام المصري لاول مرة . ومن مبارك الذي كان يرى فيهم العدو الاكبر لنظامه . كيف اكتسبوا الشرعية اليوم ؟ , الجواب الا يكفي ان نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان دعاهم أسوة بباقي النخب الحزبية الاخرى ؟ , ليرى وجهات نظرهم ونظر باقي الاحزاب الاخرى . وهم جماعة غير معترف بها كتنظيم حزبي رسمي . وبالرغم من ظفرهم بالشرعية رسميا لاحقا , الا انهم فقدوا مصداقيتهم اليوم امام كل المثقفين والبسطاء على سواء. فالمثقفون المصريون كشفوا زيفهم الديني . والبسطاء وجدوا فيهم جماعة من العجزة يحاولون ان يتسلقوا على ثورة الشباب . بكثير من الاكاذيب والادعاءات الباطلة . ناهيكم على انهم أدركوا ان الجيش المصري مؤسسة لايضللها الزيف الاخواني . و مؤسسة تخدم الحاكم المصري القادم من داخلها اليوم وغدا . مادام الحاكم أحد أفرادها . لهذا فأن مخاوف مبارك من فزاعة " خيال المآته بالمصري وخراع خضرة بالعراقي" الاخوان ما هي الا ترهيب للشعب لا أكثر ولا أقل . فمبارك ومن قبله معلمه السادات يدرك ان الاخوان ليس بمقدورهم القفز على السلطة . فالجيش المصري صاحب الشرعية الاوحد . أكتسبها من تفجيره لثورة 23 يوليو . ومن أنتصاره في حرب أكتوبر. بمقدوره أن يزيح أي حاكم لا يرغب به . والايام القادمة ستكشف لنا , ان لاحاكم مدنيا سوف يرأس مصر أبدا . فالاخوان كل ما ينشدونه ان يعاملوا مثل ما عملته الملكيتين في الاردن والمغرب , بالاعتراف بهم وفتح دكاكينهم . أنذاك يغازلون الحاكم المصري القادم . أسوة بما يبديه اخوان الاردن واسلاميو المغرب من غزل لأولي الأمر. نرجو أن لايكون يوم الجمعة من 25 نيسان القادم , مجزرة تضاف الى مجازر حكومة الميليشيات الدموية .