بفضل الثورة الشعبية المباركة، ثورة الحرية والكرامة الوطنية والإنسانية التي كنست نظام الاستبداد والفساد وأجهزته القمعية وعصاباته الحزبية والعائلية، خرج الجميع أحرارا كبارا وصغارا وقوى عمالية وسياسية وجمعياتية مدنية. في ظل هذا الهبة الثورية الشعبية، انتزعت حركة البعث كحركة شعبية أصيلة مكانتها على الساحة السياسية القانونية بعد عقود من مرارة الإقصاء والقمع ومخاطر العمل السري وقيوده ومعاناته مما فرض على البعثيين العمل والتحرك في العمق الجماهيري وصلب الشعب الذي انشحن غضبا وامتلأ سخطا على القهر والحرمان وسياسة التضليل والتدجيل وهو يشهد سطوة الطغمة الحاكمة والمتنفذة والغارقة في الاستبداد والفساد وهو أيضا يكتوي بنار البطالة وتدهور القدرة الشرائية وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها إلى حد التشنج والإحباط والتمرد الأمر أفضى إلى انفجار بركان الغضب الذي أشعل شرارته الشهيد محمد البوعزيزي لتنطلق الجماهير الثائرة زاحفة على أجهزة النظام والطاغية الدكتاتور ومؤسساته الحزبية والأمنية وعصاباته الفاسدة والمفسدة والناهبة والمجرمة، قدمت الثورة الشعبية المباركة الشهيد تلو الشهيد في ولاية سيدي بوزيد والقصرين وبقية الولايات من الجنوب إلى الشمال حيث كان الشعب على موعد مع الثورة الشعبية الحاسمة لافتكاك الحرية واستعادة الإرادة والكرامة والمواطنة الحقيقية. فتحية للشعب الثائر الذي صبرا كثيرا وقدم التضحيات الكبيرة ليحرر الجميع من الخوف والتردد والعجز والانتظار وليكتشف للجميع أن إرادة الشعب أقوى من دكتاتورية النظام وأجهزته الأمنية والحزبية القمعية وعصاباته الإرهابية الفاسدة. وبالاسم البعثيين أبناء تونس العربية الأبية نتقدم ب: * التحية والرحمة لكوكبة شهداء الثورة الشعبية الأبرار.* تحية لشباب تونس الذي شارك وساهم في تأجيج الثورة ودعمها بمختلف الوسائل المتاحة.* تحية للقوى النقابية والسياسية والنخب الثقافية التي استجابت لنداء الثورة الشعبية وأدامت أوارها وتجندت لحمايتها حتى تحقق أهدافها.* مبروك للشعب التونسي ثورته الرائعة ومبروك لجميع القوى السياسية التي نالت على يد الشعب شرعية العمل العلني القانوني. * مبروك للبعثيين تحررهم من الحصار والمنع ليكونوا في مستوى المسؤولية أمام شعبهم ومستوى دورهم الحقيقي والفعال بعدما افتكوا لهم عنوانا باسم حركة البعث العربي الاشتراكي بين بقية العناوين السياسية الأخرى. * مبروك للبعثيين بالقطر التونسي الثائر نجاحهم في توحيد صفوفهم ليكونوا صوتا واحدا ويدا واحدة في خدمة شعبهم وحماية ثورته وهويته واستعادة أصوله وحقوقه المدنية والسياسية وتجاوز أزماته المختلفة الأبعاد والمتعددة الأوجه.