الثورة المصرية المستمرة والهادفة الى كنس الرئيس المصري المجرم حسني مبارك ونظامه الفاسد الى مزبلة التاريخ تواجه تحديات كبيرة وتهديد من قبل كلاب وعصابات النظام البلطجية والبلطجة السياسية الصهيوأمريكية. المراوغات السياسية لرؤوس النظام المصري الفاسد والوعود الفارغة لإجراء عمليات جراحية ترقيعية وتجميلية لوجهه القبيح التي قطعوها على الشعب من خلال الخطابات والمقابلات التلفزيونية والصحفية ما عادت تنطلي وتمر مر الكرام على الشعب المصري الذي تحرك من أجل إحداث التغيير الجذري للنظام السياسي الفاسد. الجرائم البشعة التي قامت بها عصابات القوات الأمنية وبلطجية النظام بحق المحتجين والثائرين في ميدان التحرير وأماكن احتجاجية مختلفة أخرى شملت القتل والاختطاف وحرق المباني والمنشات الحيوية التابعة للدولة والقطاع الخاص. هذه الأعمال الإجرامية تذكرنا بما حصل في إيران عام 1953 حينما قامت المخابرات الأمريكية والبريطانية ومناصري الشاه المخلوع - من رجال دين وضباط مفصولين وشقاوات مجرمة مستأجرة من قبل تجار البازار الإيراني وعملاء المخابرات المركزية الأمريكية- بإسقاط نظام محمد مصدق الإصلاحي وإرجاع الشاه الى كرسي الحكم في البلاط الملكي من خلال إشعال الفتن والتخريب والصدامات الدامية في الشارع الإيراني. مثلما تلاقت المصالح النفطية الأمريكية والبريطانية ومحاولة الهيمنة على منطقة الخليج العربي مع طموحات مؤيدي البلاط الشاهنشاهي آنذاك لإسقاط نظام مصدق وإعادة الشاه المخلوع الى عرشه نرى أن التلميح والتهديد باستخدام القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة للسيطرة على قناة السويس في حالة إغلاقها من قبل الثوار المصريين هي محاولة مستميتة لإبقاء النظام السياسي المصري الفاسد كما هو عليه الآن مع ترقيع بسيط لوجهه القبيح من أجل ليس فقط المحافظة على المصالح الصهيوأمريكية في المنطقة بل أيضا لإدامة الهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة العربية وتمييع القضية الفلسطينية ومنع اتساع رقعة الرفض العربي لتشمل زعزعة النظم العميلة والخنوعة الأخرى في أرجاء وطننا العربي الكبير. هذه التهديدات العقيمة التي أطلقها يوم الثلاثاء الماضي قائد القيادة المركزية الأمريكية جيمس ماتيس إن دلت على شيء فهي تدل على أن تخمينات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومخططي وزارة الدفاع والسياسة الخارجية الأمريكية لم تكن في حساباتهم أن الثورة المصرية التي اشتعلت على حين غرة ستستمر وتصمد بهذه القوة وهذا الزخم وأن النظام الذي قامروا على بنائه في مصر العربية منذ خيانة المقبور أنور السادات للقضايا العربية خصوصا القضية الفلسطينية سيهتز ويهزم يوما ما. لهذا نرى ان إدارة باراك أوباما تتخبط في تصريحاتها ومطالبها المساندة ظاهريا للمنتفضين المصريين وتتغير أوامرها لنظام الطاغية حسني مبارك يوما بعد يوم وحسب الظروف التي تمر بها الانتفاضة الثورية في مصر العربية. من ناحية أنها تناشد النظام المصري نظريا وظاهريا بإعطاء الفرصة للتغيرات الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة والدفاع عن حقوق الإنسان المصري ولكن من الناحية الأخرى تنسق الجهود مع الطاغية حسني مبارك لإبقائه ماسكا بزمام السلطة في القاهرة خدمة لمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني الذي أصبح قلقا من إمكانية رحيل الطاغية. القلق الصهيوني من إمكانية إسقاط حسني مبارك ونظامه العميل حدا بسياسي هذا الكيان المسخ وحسب الأخبار المنشورة بإعادة النظر في تركيبة الجيش الصهيوني من الناحية العددية والتسليحية لمواجهة احتمالات المتغيرات القادمة على الساحة العربية. التنسيق الأمريكي مع نظام حسني مبارك يهدف بالدرجة الأولى الى قمع وسحق الانتفاضة الشعبية بالقوة من خلال استفزازها بواسطة عناصر الأمن السري والبلطجية المأجورة وكما رأينا ورأى العالم أحداثنا الدامية تجري دون تدخل الجيش المصري المنتشر في وحول ميدان التحرير لمنع تلك الاستفزازات بصورة جدية. كلاب وبلطجية النظام المصري الراجلة والراكبة على ظهور الخيل والجمال هاجمت المنتفضين في ميدان التحرير وقتلت وجرحت المئات منهم بواسطة استعمال العصي والهراوات والآلات الجارحة الزجاجية والمعدنية والأسلحة النارية وقنابل المولوتوف الحارقة. لقد استخدمت حتى السيارات في سحق وقتل المتظاهرين ولم يسلم من جرائم كلاب وبلطجية النظام حتى الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء المصريين والأجانب. ألإدارة الأمريكية لحد الآن لم تدين مرتكبي هذه الجرائم ومن أرسل المجرمين الذين اقترفوها ولكنها ما تزال متمسكة بتعليمات سماسرة السياسة الأمريكية في واشنطن والكيان الصهيوني لإبقاء النظام المصري الفاسد كما هو عليه الآن مع بعض الرتوش التجميلية ولهذا فإنها تعتبر مشاركة في الجرائم التي اقترفها نظام حسني مبارك المسنود من قبلها ومن قبل الكيان الصهيوني. الولايات المتحدة لا تحرك ساكنا لو اضطهدت وعانت الملايين من أبناء شعبنا العربي الذي يقبع تحت حكم الطغاة والمستبدين من الحكام العرب لأنها تهتم فقط بمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني والإبقاء على معاهدة الذل والاستسلام التي وقعها المقبور السادات مع المقبور المجرم الإرهابي مناحيم بيجن عام 1979. الكيان الصهيوني من ناحيته يحث دول العالم وخصوصا دول الإتحاد الأوربي وأمريكا الى دعم الطاغية حسني مبارك وعدم التخلي عنه أو عن نظامه الفاسد لأنه يعلم أنه أول المتضررين من إسقاط ذلك النظام. المطلوب الآن من قيادات الانتفاضة المصرية وأحزابها وتجمعاتها المختلفة التماسك وتشكيل جبهة وطنية واحدة موجهة للخلاص الوطني، لها برنامج ثوري تحرري متفق عليه ولها ناطق رسمي يمثلها، والاستمرار في زعزعة نظام الطاغية حسني مبارك وإسقاطه ورميه في مزبلة التاريخ. تحية عطرة لكل المنتفضين الأحرار من أبناء شعبنا العربي المصريالرحمة لشهداء الانتفاضة الأبرارالشفاء العاجل لكل الجرحىلتكن جمعة الرحيل يوم رحيل للطاغية حسني مبارك ونظامه الفاسد نأمل أن تمتد هذه الانتفاضة الى جميع أرجاء وطننا العربي الكبير للتخلص من الطغاة والحكام الفاسدين وذلك لبناء مستقبل مشرق لأبناء أمة العرب من المحيط الى الخليج.