الغضب العارم يشبه السيول المائية التي تحدث نتيجة شدة الامطار فهي تدمر اي شيئ يقف امامها لما تمتلكه من قوة الدفع وزخم كميات المياه وربما تعمد على تغيير مسار او اتجاه انهار وطرق وتعمل الخراب , وعليه فنحن نؤمن من ان الغضب مهما كان شرعيا ومبرر فانه لا يجب ان يطلق له العنان الى ابعد الحدود كي لا يحصل ما لايحمد عقباه بل دوما كان من الضروري ان يلجم ويحجم هذا الغضب ليسير باتجاهه الصحيح .. اسباب العناد في مصر اولا نقول ان الرئيس المصري مبارك يحمل شهادة ماجستير في العناد ولكن بنفس الوقت نرى الاطراف الاخرى تحاول الحصول على نفس شهادته ! وهذه هي الطامة الكبرى حين نرى من يدعوا للتغيير وينتقد الماضي لا يختلف عن سابقه , شاهدنا ذلك عند من يدعون الديمقراطية اولئك الانفار الذين جاء بهم الاستعمار والامبريالية الامريكية والايرانية ونصبوهم قادة ! فهم الان لا يطبقون كل ما كانوا ينتقدون به الحكم الوطني في ا لعراق قبل الاحتلال وانما زادوا عن ذلك بافعال دنيئة يقشعر لها البدن فاستحصلوا على درجة الدكتوراه بدل الماجستير في العناد والغباء والاجرام وخيانة الامة والاستهتار بحقوق الانسان وانجازاته وحقه في التعبير عن رايه وباعوا ونهبوا بلدنا. ثانيا جمهور الانتفاضة الشعبية وبعض الاحزاب التي تحاول ان تحتضن ,وتنسب هذا الغضب لنفسها بدأت تأخذ نفس طابع العناد في الاقصاء السابق و فكرة تكفير الاخرين .. نقول كل الكلام المطروح منطقي في مثلا تنحية الرئيس واستلام النائب ادارة الحكومة لحين التاسيس لانتخابات نيابية وغيره ولكن الرئيس مبارك يابى الا ان يستعمل حقه الدستوري في البقاء لنهاية ولاية حكمه ( الان اصبح يحترم الدستور ) ويعتقد انه يستحق ان يخرج من الحكم بماء الوجه فهو لا يفكر بالهروب والالتحاق بالنادي السياحي في جدة , الا ان البعض من الشارع المصري الذين (دماغهم ناشفة ) لا يقبلون بعودة الحياة لطبيعتها الا بتنحية الرئيس مبارك فورا .. يأخذنا الى تسائل الى اي منحى ومسار سيذهبوا بالبلاد واقصد هنا الطرفين .. وكيف ستكون المواجهة غدا الجمعة اذا ما اصر الطرفين على عنادهم , المرشح الاكيد للتوقعات ان تتوالد مواجهات عنيفة اكبر من التي جرت الى الان وربما تكون دموية اكثر قد تقلب الطاولة على رؤوس الجميع . احتمالية نخشاها قد تحدث بعد ان يتنحى الرئيس ( ونستبعد ذلك ) ان تحدد مدة لحكومة انتقالية قد تفشل بتحقيق انتخابات نيابية وقد تنجح ثم قد تتعثر في تاليف حكومة توافق او استحقاق كما يجري في العراق المحتل وقد تعترض احزاب وتتلاطم فيما بينها وذلك جدا وارد فانّ حدث تنحية الرئيس بالطريقة المعلنة للانتفاضة سيشجع جميع القوى على الخروج للشارع اذا لم تعجبها النتائج !.. ثم تحدث الفوضى وتستمر وربما سيعطي الفرصة لامريكا مثلا ا للدول الاوربية لانتداب جديد بحجة حماية مسارب المياه الدولية ,, اذن نحن مع الشرعية في حالتها المتجددة ذات طابع الحوار المعلن والمحاسب لانتقال السلطة واحلال الشرعية في تمثيل الشعب باسلوب حضاري كريم . امريكا والاخوان ..امريكا ليست لها علاقة مباشرة بهيجان الشباب فلماذا تقف معهم ولماذا باعت عملائها في مصر ولماذا تطلب مرارا وباسلوب استفزازي متعالي من الرئيس المصري ان يتنحى فورا ويحصل التجديد حالا ؟؟ ولماذا اسرائيل اللقيطة تدعي ان القضاء على النظام المصري الحالي سيولد كارثة لها وان المنطقة ستبقى على حالة عدم الاستقرار لمدة طويلة وبنفس الوقت ترسل عملائها لمصر بكل ما يحملون من اثارة فتنة واموال واجهزة توزع على قيادات المتظاهرين وهي التي موّنت قوى الامن المصرية باجهزة القمع . ؟؟ ولماذا نرى ان حزب الاخوان المسلمين الذي بدأ يرفع شعارات تحرير فلسطين والتغيير والكرامة وبنفس الوقت يرضى بمرشح امريكا العميل البرادعي الذي لن ينساه الشعب العراقي لان دمائه برقبته الى يوم الدين ؟؟! .. ولماذا مجوس ايران يتهمون امريكا بوقوفها ضد الشعب المصري وهم مشتركون بخراب مصر ؟! اسئلة غريبة وعديدة تتلاطم فيما بينها لتبين خطورة الوضع الذي تمر عليه الامة العربية قد يراها البعض انها تتجه في الطريق الصحيح للتغيير وقد نراها نحن انها تطوف فوق بركان لا يبرح الا ان يثور ليرمي حممه الحارقة على الجميع . قلنا سابقا ان امريكا ودول الغرب ستحاول ان تحتضن الاحتجاجات العارمة لكي تطفو على السطح حكومة اخرى عميلة او مأتمرة بها وما كثرة التصريحات التي تطلقها الا دليل على حرجها من ان الامورتمت دون تخطيط وعلم منها فهي تحاول ان تقلب الصورة لتخدع الكثيرين من ان مرحلة التغيير لدول الشرق الاوسط قد حلت وان الحكومات وخارطة الشرق الاوسط التي اخرتها المقاومة العراقية ستأخذ حيز التنفيذ الان و لانها تخشى ان تطفوا على السطح السياسي المصري قوة مناهضة لها فتخلق لها مشكلة اخرى تضاف الى مشاكلها في العراق . المؤامرة كبيرة تفوح منها رائحة اشتراك اطراف عديدة تستغل الوضع الحالي لخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وتدخل قوي من قبل ايران بواسطة اعضاء من حزب الله وبعض العراقيين الموالين لهم وحتى تركيا باعتبارها فرعا من فروع حزب الاخوان المسلمين وحتى قطر التي تحتضن هي الاخرى الاخوان ولديها صراع خفي في مناطحة مصر ,لذلك شاهدنا الاموال تتدفق على المتظاهرين ووجبات الغذاء توزع عليهم وجميع انواع الاسناد وهو شيء جيد لانجاح الانتفاضة ولكن اذا كانت هذه المساعدات تقدم من هذه الاطراف التي ذكرناها فحتما انها تحمل نوايا خبيثة وشريرة .. كل ذلك يتم بطريقة فن ادارة الصراع ولكن كل جهة تعمل باسلوبها الخاص الذي ينفعها ,الشيء الاكيد ان الشعب في مصر سيكون هو المتضرر كالعادة . ربما اتفققت جميع الاطراف المؤثرة على تحويل المنطقة تدريجيا الى سيطرة سنية بواسطة حزب الاخوان بعدما فشلوا ووجدو استحالة تطبيق الهلال الشيعي ثم تكون المواجهة بين الشعوب السنية وبين الشعوب الشيعية , الله أعلم ولكني اتمنى ان لا يحدث ذلك وان تثور الشعوب الايرانية من عرب واكراد وتركمان وبلوش وغيرهم وحتى الفرس ضد الطغاة المجوسيين المعممين وتنتقل حمى الانتفاضة الى ايران عندها نذر علي ان اضحي بخروف سمين طيب المذاق .! تمنياتنا للشعب المصري ان يعي المؤامرات التي تحاك ضده وان تنتصر قوة العقل على قوة العاطفة والاندفاع الاعمى . والله اكبر