في كلّ عام يتجدد البؤس ومشاهد اللطم والتطبير وجموع الزحف المليونية (الوهمية)، لتطلّ بسوادها وعويلها، لترسم صورة العراق الجديد بلطمياته وتخلفه ومسيرات طقوس ممن تحولوا لدمى طائعة لمراجعها القابعة بسراديب العفن، تحركها عبر وكالاءها ومريديها وجيوش ظلاميتها، فيما حفنة اللصوص والقتلة القابعين في حضائر الاحتلال، ينتظرونها بشغف شديد .. لاتمام أجنداتهم في قتل شيعتهم سائرين على مبدأ: جماجم شيعتنا مشروع امبراطورية أسيادنا وسرّ بقاءنا على عروش ذلّن .. !؟ ففي كلّ عامٍ يشهد العالم تلك الطقوس ومسرحيات الدجل التي تصوّر المجزرة .. !؟ فيما الجموع الهائمة على وجوهها تهرول لحذفها، فقد أعدّ حماة الدار من حرس وشرطة وجنود للاحتلال كافة الإجراءات الأمنية لتمرير المفخخات وحشر الارهابيين وضمان وصولهم وسط الجموع .. كي تحقق الهدف المطلوب (سنوياً) بقتل أكبر عدد ممكن من الزائرين، وتحويل ذكرى استشهاد الحسين لحمامات دماء، وجثث متناثرة وضحايا بالمئات .. فذلّة الأذلاء وشذّاذ الأفاق وأشباه الرجال من تحوّلت ثاراتهم لنحر شيعتهم وذبح أبناءه وطنهم سعياً لاشعال فتنة أرادوا لها أن تحرق الأخضر واليابس، ولا تبقي ولا تذر .. وكأن حال تلك الجموع المغيبة تردد: الموت في سبيل (حسين) أمريكا وايران شهادة .. وفي سبيل مشاريعهم رفعة .. !؟ هل يعي اللاطمون كم قتل أهل الذلّة والثارات منهم ومن أبناء وطنهم وكم هجروا وكم اغتصبوا وسرقوا وفجروا وانتهكو .. !؟ كم هي عدد معتقلاتهم وكم بلغ عدد سجناءهم .. !؟ هل يرتضون 500 ألف ( نصف مليون) من أهلهم وذويهم يعتاشون على المزابل، فيما (3.5) مليون دولار تصرف من أجل اللطميات ودعم طقوس التخلف والجهل .. !؟ هل يعي الزاحفون أنهم يدعمون قتلة كلّ (حسين) عراقي وطني وكلّ (حسين) مقاوم وكلّ (حسين) غيور ، حينما ارتضوا تنصيب زبانية تخرجوا من مدارس السفاحين ممن تخصصوا بخيانة الدين والوطن .. إنكم لا تلطمون (الحسين) بل أنتم تقطعون أشلاءه كلّ عام وترفعون رأسه فوق حراب المحتل، أتعيبون على (شمر بن ذي الجوشن) جرمه بحق سيّد الشهداء، فيما أنتم حولتم سادتكم ومراجعكم إلى ألف جوشن، يقتل وتصفقون له وينهب وتهللون له وينتهك تصفقون له ويغتصب تبصمون لإعادة انتخابه .. !؟ أنتم لا تلطمون (الحسين) بل توغلون بطعنه كلّ عام .. حينما ترتضون الزحف لمرقده (ملاييناً)، فيما وطنكم مغتصب وأعرضكم مستباحة ومصافحكم ممزقة، ودماء أبناءكم تراق على محراب عملاء أسيادكم .. !؟ ولا يتحرّك فيكم من ينتصر لشرفه ودينه ونهج (الحسين) الذي شوهتموه بطقوسكم وعقائدكم التي حولت الدين الحنيف للطم وثارات وفتن واسقاط للجهاد والكرامة .. !؟هل تحولت عبارة : " هيهات منا الذلّة " إلى ذلّة أبدية وثارات من أبناء جلدتكم .. !؟ عذر .. يا سيّد الشهداء، لقد باعك أتباعك بالأمس واليوم يتاجرون بإسمك ولو عدت بينهم لسلموك بأيديهم لأعداءك ولقبضوا ثمن رأسك، وبعدها لتاجروا بفجيعتك .. إنهم اعتادوا أن يقتلوا القتيل ويسيرون في جنازته .. !؟ عذر .. يا أبا عبدالله .. فاحصائياتهم الكاذبة أنها بلغت العام 7 ملايين زائر .. لكن لم يكن بينهم مقاوم واحد أو غيور على الدين فيرفع بندقيته بوجه المحتل أو يعيد الحق المسلوب أو ربما يقرر أن يحرق نفسه من أجل تحرير وطنه .. فاللطم والهريسة والعويل جهادهم .. وشرائع الله معطلة بأمر مهدييهم حتى يظهر من سردابه الذي فجّر وهدم وشهد مظالم ونكبات أهله ولم يحرّك ساكن .. !؟ عذر .. أيها المقاومون الأبطال المرابطون من بعتم الدنيا ورهنتم أنفسكم للجهاد الأصغر والأكبر، فيما طعنات أتباع (الحسين) تتهاوى طعناً بظهوركم وخناجرهم بدل أن تغرس بصدور العدو توغل بذبحكم .. عذر .. لكل مئذنة فجرت ومصحف مزق وإمام مسجد حرق وحافظ قرآن وعالم مثّل بجسده الطاهر على أيدي جند (الحسين) وباسمه، وما زال الركب الضال يسرق ويقتل وينتهك باسم الدين والإمام الغائب .. !؟ عذراً .. لكل طفل مشوه وكلّ ثكلى وشيخ ومعوق ويتيم، فنحن شعب يعشق اللطم أكثر من الجهاد .. نشهد مجازر محتلينا وانتهاك كلّ ما فينا ونعدّه محرراً.! عذر .. أيها العراق العظيم .. فنحن لا نستحق أن نكون أبناءك، أضعناك ما بين لطمية السيّد وذلّة سدنة آل صهيون، ننتظر أن ينتفض الثرى والحجر دون أن نرفع حجراً بوجه أعداءنا، منتظرين مهديينا (المنقذ)، الذي اتضح أنه المسيخ الدجال .. لكننا سنتبعه ما دام الأمر صادر من السرداب المجوسي .. !؟ عذر .. للعراقي الصامد الثابت المقاوم، حينما عرضت عليه الدنيا فلفظها وآثر أن يحيا ويموت على نهج (الحسين)، ويجعل من ثورته المباركة معبراً لتحرير وطنه واسقاط أصنام الذل إلى غير رجعة .. !؟