سيدتي رغم الحزن الذي نعيشه، منذ الشهادة المشرفة التي خطها بكبرياء العرب الاصلاء - والدك - فارسنا العربي صدام حسين، فقد رغبت في هذه الذكرى الرابعة ان اتوجه إليك بهذه الكلمات، من عربي آمن بأمته العربية و رسالتها الخالدة، و كان ـ و مايزال ـ يفتخر بالمسيرة الكبيرة و المذهلة التي كتب سطورها، بأحرف من نور، القائد الكبير سيدتي عندما نرى حالة الأمة العربية الآن، نعرف كم خسارتنا كانت جسيمة، و باهظة الثمن عندما نرى حالة العراق الآن، نصاب بالذهول، و نتساءل، هل هذا هو العراق، الذي بناه والدك، بالجهد و العرق و الدماء عندما أرى أمتنا تستباح من مشرقها إلى مغربها، أضم صوتي إلى أصوات الملايين التي تنادي: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر عندما يصل النظام الرسمي العربي إلى هذا الدرك المهين، نشعر بحاجتنا إلى والدك..و قائدنا العظيم السودان الآن على أبواب التقسيم. والدك حمى هذا البلد في الثمانينات و ارسل أسراب الطيران العراقي (رغم هجوم العدو الفارسي المسمى هجوم شرق البصرة) وخاطب الطيارين: اذهبوا ودافعوا عن "جوبا" كما تدافعون عن البصرة فلسطين، قضية حياته المبدأية، تباع الآن في أسواق النخاسة لكل شذاذ الآفاق. و قد غابت يد والدك الطاهرة، التي كانت تمسح الدمع من أعين أطفال فلسطين، والصوت الذي كان يجهر بجرأة العظماء: عاشت فلسطين حرة عربية سيدتي و الله، لولا المقاومة العراقية البطلة، التي أنشأها والدك، و يتابع قيادتها رفيق دربه المناضل عزة ابراهيم، لكانت حالتنا أسوأ مما هي عليه و الله، لولا القيم النبيلة، التي أرساها والدك في نفوس محبيه، لكانت ضاعت أمامنا الاتجاهات الصحيحة و الله، لولا وقفته الشامخة أمام مشنقة الشرف، لأصبحنا كلنا أذلاء سيدتي في الذكرى الرابعة للشهادة، أنحني بإجلال لروح والدك، و أبسط يدي لأشد على يديك الكريمتين وأقول لك : بوركت أيتها الماجدة الكبيرة .. ونحن كلنا أخوتك بإذن الله