شبكة ذي قار
عاجل










بالرغم من أن ذاكرتنا وحياتنا إزدحمت بما لا يُحصى من الأهوال والمآسي والمصائب التي جلبها الى وطننا وشعبنا أبناءُ الزانيات وفسّاق الأرض ولصوص لا دين ولا قِيم ولا أخلاق عندهم , الاّ أننا لا ننسى أبد , فهو ليس مجرد ذكرى , ذالك اليوم المجيد المشهود حيث كنت فيه بامتياز البطل الشهيد الذي أبى أن يموت الاّ واقفا مرفوعا الرأس , كنخيل وتاريخ العراق وشعبه الأبيّ , ثافب البصر واثق الخطى , في تحدي ليس له قرين أو مُقارن في التاريخ. ومَن شاهدك وأنت قاب قوسين أو أدنى من الموت الجسدي لم يشك أبدا بانك كنت الوحيد الذاهب الى الحياة , في قلوب الملايين , بينما قتلتك المُصابون بالرعب والهلع , ماضون الى مزبلة الخزي والعار ومقبرة النسيان الأبدي. لقد سعى أعداؤك وبذلوا كل جهد ومارسوا كل الحيل والألاعيب وفنون الشعوذة والتزييف والجدل , وهم خبراء مختصون في هذه الميادين , من أجل إقصائك عن دائرة الضوء , وإثارة الغبار والأتربة ليحجبوا عن الناس الحقيقة الحقيقية التي كنت تمثّلها. وكان شعبك الوفي على يقين بأن كل ما قيل وكُتب وروّج عنك وضدّك أعداؤك الحاقدون من طائفيين وعنصريين ودُعاة مظلوميات , لم يكن الاّ فحيح أفاعي سامّة وعواء ذئاب مسعورة ونباح كلاب ضالّة. وفي النهاية , التي سطّرتها بدمك الزكي وبكلماتك المقدسة وبصمودك الأسطوري , خابت وأيما خيبة آمال تلك العصابة التي تحكم العراق اليوم في أن يروك ميت , جسدا ملقى في زاوية مهملة. فعراقهم اليوم , خلافا لعراقك الزاهي الأمن المستقر المتكبّر الشامخ الطموح , ضرب أرقاما قياسيا في كلّ ما يسيء لنا كشعب ولعراقنا الحبيب كوطن. فبفضل حكامنا الجُدد فُزنا بالمداليات الذهبية , بعد أن إنتزعناها بجدارة وبطولة من الصومال وأفغانستان ودول لم يسمع بها أحد , في الفساد المالي والاداري والرشوة وسوء الادارة والتنظيم وفقدان الأمن والأمل ولقمة العيش أيضا. وكدولة صار عراقهم الجديد كالبعير المعبّدِ , يخشاه الناس وتتجنّبه الدول الأخرى. حتى الجيران , رغم أن "الجار حقّه عالجار" إستأسدوا علينا في غيابك وصار ظُلمهم أشد من وقع ألف حُسام مهنّدِ. وكانت تكفي , في يوم م , خطبة واحدة منك لكي ترتعد هلعا وخوفا فرائصهم وعروشهم وشورابهم الخالية من الرجولة. فلا مجال هنا للمقارنة , فأنت الثُريّا وهم ما دون الثرى. وبما أنهم من فصيلة الفئران والعقارب والزواحف , فقد حشروا أنفسهم في جحور وثقوب المنطقة الخضراء بحماية حراب الغزاة المحتلّين , أمريكان ومجوس وصهاينة وألف إبن علقمي ساقط. لا يملكون الجرأة في الوقوف مترا واحدا خارج مكاتبهم المحصّنة أو مواجهة الناس ولو لخمس دقائق , بينما يدّعون ليل نهار أنهم جاؤوا لتحرير الشعب العراقي من"ديكتاتورية" صدام حسين وبناء دولة المؤسسات والقانون وإشاعة الحرية. ويا ليتهم , وهذه أمنية كلُ عراقي اليوم , تمكّنوا من تحقيق واحد في المئة فقط ممّا صنعه وحقّقه وإنجزه صدام حسين للشعب العراقي. لقد أثبتت تجارب سنين الاحتلال الدامية وحكم عصابة المحميّة الخضراء من ذوي السوابق ومحترفي العمالة والخيانة وبيع الضمائر والشرف , بأن عصرك "الديكتاتوري" هو من أزهى العصور وأكثرها إستقرارا وأمنا. وثمّة أكثر من دليل وبرهان على أنك كنتَ العادل في كل شيء , حتى في ما لا نتفق معك عليه ونرفضه. وكنت الصادق قولا وفعل , وكنت الأكثر وضوحا في الرؤيا وفي التفكير. وكنت الأكثر إخلاصا وتفاني , رغم وقوع العديد من التجاوزات والانتهاكات هنا وهناك , للعراق وشعبه. وكنت قبطان متمرس لسفينة العراق التي أردت أمواج الشر والغدر والضغينة أن تحطّمها وسط البحر الهائج وتترك ركابها الآمنين لقمة سائغة لأسماك وحيتان البحر المجوسي الصهيوني. قد يختلف الناس معك وحولك , وهذا أمر أكثر من طبيعي. وقد يطول حقد الحاقدين وشماتة الشامتين بك وبرفاق دربك سواء الشهداء منهم أو الأحياء الذين رفعوا راية الله وأكبر ومضوا في نفس الطريق الذي لا طريق سواه لتحرير العراق من كل محتل وغازٍ وعميل. وقد يطول بنا ليلنا الداكن المكفهّر تحت سماء ملبّدة بغيوم الطائفية والعنصرية والقبلية. لكن التاريخ وشعبك الوفي قد قالا فيك الكلمة الأخيرة , بانك باقٍ وهمُ الراحلون , وأنك خالدٌ وهمُ الزائلون , وأنك حاضرٌ أبدا وهمُ الغائبون. ومهما طبّلوا وزمّروا وإقاموا الأفراح والأمراح وملأوا الفضائيات صراخا وزعيقا ونهيقا حول ديمقراطيتهم الطائفية المشؤومةأو منحوا أنفسهم ألقابا ومناصب وأوسمة وإستحدثوا لهم وزرارات جديدة ومؤسسات عجيبة فسيبقون مجرد دُمى خشبية , بلا ضمائر ولا أرواح أو مشاعر , بيد أسيادهم المحتلّين , مجوس وصهاينة وأمريكان وعرب خانوا وباعوا عروبتهم ودينهم بحفنة دولارات ملطّخة بدم آلاف الأبرياء. فنم قرير العين أيها الرئيس الشهيد. فإن نجومهم السوداء آفلة لا محالة عن سماء بغداد الحبيبة. mkhalaf@alice.it




السبت٢٦ ãÍÑã ١٤٣٢ ۞۞۞ ٠١ / ßÇäæä ÇáËÇäí / ٢٠١١


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق محمد العماري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان