كنت قد نشرت في تموز الماضي مقال بعنوان (مشروع علي السراي المفلس) تحدثت فيه عن التناقض الواضح بين شعارات (علي السراي) الرنانة في محاربة الأرهاب والتطرف الديني وبين الطائفية التي أنقاد خلفها كالبهيمة!!،، وقد وصفته بـ (الأعور) لأنه منحاز وينظر للأمور بعين واحدة ،، (عذرا لكل صاحب عين كريمة) ،، لكن الأيام كشفت أن هذا الطائفي ليس (أعور) فقط ،، وأنما دجال ،، فأصبح بلا حسد (الأعور الدجال) عن جدارة وبدون منافس. بحث هذا الدجال بين قمامة المنطقة الخضراء عن دور يلعبه في حكومات (القامّة والزنجيل) ،، فسعى وأجتهد وتحدث بطائفية وتوسل وقبل الأيادي والأقدام بأحذيتها ،، لكن دون جدوى ،، فالمرتزقة كثيرون وأقاربهم أكثر والمحسوبيات على قدم وساق ،، والأقربون أولى بـ (الكراسي) ،، وبعد ما عجز (السراي) عن الحصول على قطعة (ولو صغيرة) من الكعكة أو منصب يفتح له باب (يلغف) منه ،، أختار الوتر الحساس ليضرب عليه ويُسمع الآخرين نغماً طائفياً يطرب أسماعهم ويحرك أحساسهم ،، فأسس ما تسمى بـ (المنظمة الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف الديني) ،، التي يأمل أن تنال رضا الحكومة الطائفية في المنطقة الخضراء وتكسب عطفهم أو تلفت نظر المخابرات الإيرانية ويتخذون منها غطاء يخفي أعمالهم المشبوهة (هذا أذا لم تكن هي كذلك ومؤسسها مطية للمخابرات الإيرانية). الدجال علي السراي يبحث عن التمويل المادي ،، هذا هو المهم ،، التمويل ،، حيث بدأ بالتملق والتمسح بذيول الطائفيين وخدمة أمنياتهم ،، لعل أحد منهم يتصدق عليه بحفنة من الدولارت التي تجعل لعابه يسيل عند مشاهدتها ،، لكن ظنه خاب ورجاءه يآس ،، ولم يعره أحد أي أهتمام ولم يلتفتوا صوبه لأنهم منشغلون بتعمير حساباتهم المصرفية ،، فبدأ بعض من معارفة بالتحرك ولفت النظر له (غير مستبعد أن يكون لهم كومشن) !!،، فيقول سامي جواد كاظم عن التمويل "السيد السراي لم يطالب بذلك وهذا يكفي لصدق النوايا واذا ما ارادت جهة ما او شخص ما ان يساهم ماليا فانه يستطيع مطالبة السيد السراي باي ضمان يشاء وفي حالة عدم حصوله على ذلك فله الحق ان يمتنع" ،، كذلك أشار (الرفحاوي) سيف الله علي على هذا الموضوع وقال "كم شكى لي من ضيق ذات اليد وعن عدم دعمه او مساعدته من اي مسؤول حكومي عراقي طالما ان الموضوع يخص الاغلبية في العراق" ،، لاحظ أعترافهم الصريح بأن المنظمة طائفية تخص الأغلبية في العراق (يعني الشيعة) ،، وهو يستجدي التمويل بأسم الشيعة لانه يعلم أن حكومة المنطقة الخضراء غارقة بالطائفية!!،، وتشير (الطائفية) ناهدة التميمي في أحدى مقالاتها عن قلة أمكانياته فتقول "فلم يجد هذا العراقي الغيور علي السراي بدا من اخذ الامر على عاتقه ومواجهة هؤلاء بنفسه رغم قلة امكاناته" وفي مقالة أخرى تقول ،، "ألا يستحق هذا البطل علي السراي أن يكرم ويقدم له الدعم المادي"!!،، وكما يبدو أن محاولات الأصدقاء لم تفلح ،، فقرر الدجال علي السراي أن يخاطب (نوري المالكي) مباشرة على أمل أن يناله من (الحب) جانب ،، فنشر رسالة موجهة لنوري المالكي معطرة بكلمات التملق وعبارات التمسح والاستعطاف ،، وقد بدأها بالمباركة بتشكيل ما تسمى بالحكومة الجديدة التي يترأسها شخص متهم بتصفية مائة وخمسون الف عراقي على الهوية (حسب وثائق ويكليكس التي تتهم المالكي) ،، وكذلك أفتضح من قبل بفتح سجون سرية (أعترف بها المالكي) ضمت عراقيين من شريحة واحدة ،، وتشريد وتهجير وأغتيالات ،، وتستر على دور أرهابي إيراني في العراق ،، فكيف يكون هذا الدجال علي السراي مدافعاً عن الارهاب والتطرف الديني وهو يبارك لسفاح دموي طائفي لم يشهد التاريخ مثلة سوى جده اسماعيل الصفوي!!،، فهل حاول (الأعور الدجال) التحقق من وثائق ويكليكس والمطالبة بمحاسبة المالكي؟!،، ولماذا سكت الدجال علي السراي أمام مكرمة المالكي للصدريين (الخارجين عن القانون) والمتهمين بالقتل والتهجير والتصفية الطائفية والذي أفتاهم حازم الاعرجي بقتل السنة وهدم مساجدهم !!،، إلا تعامل هذه الحثالة معاملة الارهابيين؟!،، كذلك ،، أعترف حزب الدعوة بجميع الجرائم الارهابية التي نفذوها طيلة عقود ،، وبفتوى خالصة من المقبور (الخميني) ،، فلماذا لا يقيم الدجال عليهم الدعاوي كأرهابيين في رقابهم دماء أبرياء ،، ولا يذكر الخميني كمحرض على القتل كما يتهم غيره؟!،، هل شفع لهم المذهبأم أنهم معصومون. في رسالته التي وجهها لكلب الأمريكان نوري المالكي يحمد (الأعور الدجال) الله كثيرا على تشكيل (الحكومة) ،، وأنه سيستأنف نشاطه من خلال منظمته (وهو يشير بالحديث إلى سجناء عراقيين في السعودية) ،، لكنه لم يتطرق لموضوع السجناء العراقيين في إيران ،، ولم تحركه أغتيالات الطيارين العراقيين ،، ولم يوجه سؤال لنوري المالكي عن شحنات السلاح التي تدخل للعراق عن طريق جارة السوء ،، ولم يعلن شكوكه عن وجود دور إيراني أرهابي في العراق بعد أعتقل ضابط كبير في جيش القدس الإيراني في أفغانستان يحمل أسلحة ومتفجرات لتنفيذ أعمال أرهابية ،، ويأتي في نص حديثة المعسول للمالكي "إنني الان بانتظار تشكيل الحكومة كي تكون هنالك جهة عراقية مسؤولة أستطيع مخاطبتها والتنسيق معها" ،، وكما هو واضح أن الدجال علي السراي يحاول ربط منظمته المفلسة بكرسي (المشلولين) لنوري المالكي وحكومته ،، من أجل أن يحسب حسابه بالدولارات ،، وتكون له نسبة من مبيعات النفط كبقية (الحرامية) ،، أذن البكاء على (الهريس) وليس على (الحسين) ،، ومن المؤكد أن السعودية لو طلبت شخص يقوم بالدفاع عن نظامها مقابل مبلغ محترم وجواز دبلوماسي وشقة في الرياض ،، فأن الدجال علي السراي سيكون أول المتقدمين والمتضرعين لقبوله ،، فأمثاله دينهم دنانيرهم ،، كما هو الحال مع المختار أبن أبي عبيد الثقفي عندما أراد تكبيل الحسن بني علي (ع) وتسليمه للأمويين طمعاً في مكافئة أو هدية بعد أن كان أول المتحمسين للقتال!!.