من حقنا ومن حق كل عربي أن يفخر بما حققته المقاومة العراقية الباسلة علي مدي كل هذه السنوات منذ الغزو والإحتلال ولقد خطت خلالها تاريخا مشرفا من الإنجازات والإنتصارات في تاريخ الأمجاد العربية بعد أن نجحت في قلب النظريات العسكرية رأسا علي عقب بل وأستطاعت بما لديها من إمكانيات محدودة في التخطيط ببراعة في تنفيذ وإحكام قبضتها علي الإحتلال وعملائه ومحاصرتهم داخل بروجهم المشيدة في قواعدهم العسكرية ، فالمقاومة العراقية ظهرت ونضجت وتبلورت فكرتها وبكل أشكالها وأطيافها الإسلامية والقومية منذ اليوم الأول للغزو والإحتلال وقد بدأت مقارعة المحتل في ميدان الشرف والعزة بقدراتها الذاتية وبما هيأه الرئيس الشهيد صدام حسين من مال وسلاح ورجال عندما شعر بما يحاك للعراق من أهداف ومؤامرات شيطانية ، ولقد تباينت وتيرة المقاومة عبر هذه السنوات بين التصعيد والملاحقة وبين الهدوء النسبي وإنخفاض عملياتها إلي أدني المستويات في بعض الفترات وما كنا نشاهده ونقرأ عنه في وسائل الإعلام المختلفة في أولي سنوات الإحتلال لم نعد اليوم نراه ونشاهده بعكس المقاومة في أفغانستان التي زادت وتيرتها في السنوات الأخيرة مع تكبيد المحتلين كل يوم خسائر فادحة واليوم يفكرون جديا في الهروب السريع ، نحن نعلم حجم ما تتعرض له فصائل المقاومة علي أيدي الإحتلال والعملاء من ضغوط وفتن ومؤامرات لأضعافها و من عدم وجود دعم عربي لها علي مستوي الحكومات ومع كل ذلك أستطاعت هذه المقاومة بما توفر لها من إمكانيات أن تحقق إنتصارات عظيمة باتت تأتي ثمارها اليوم نتيجة أساليبها الواضحة منذ بداية الغزو وأعتمادها علي تكتيكات وأساليب قتالية متغيرة ومتطورة بتغير الظروف المحيطة لها وقد بلغت حداً من التقدم والتطور ما لم تبلغه أي حركات أخري وقد بلغ هذا التطور قمته إلي الحد الذي جعلها هي من يبادر بالهجوم علي قوي الإحتلال وتكبيده خسائر فادحة في العتاد والقتلى من جنوده المرتزقة بل كنا نشاهد في السنوات الأولي للإحتلال وفي ظل تواجد عسكري كبير بان المقاومة العراقية أعتمدت علي مضاعفة الهجوم الموسع الذي شمل كل محافظات العراق في آن واحد الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي المجرم بوش إلي تغيير إستراتجياته كلما فشلت خططه ، لقد قامت هذه المقاومة الوليدة في بدايات الغزو والإحتلال بما يعتبر نقله نوعية لهذه المقاومة بإدخال وتطوير أسلحتها مما أدخل الرعب في نفوس جنود الإحتلال وعملائه،وبذلك يكون لهذه المقاومة المجاهدة المناضلة الفضل في إلحاق الهزيمة باقوي الجيوش في العالم ولم يجد الإحتلال وعملائه لوقف هذه المقاومة وإضعافها إلا إثارة الفتن والنعرات المذهبية وذلك من أجل تحييدها وتقسيمها حسب المذاهب وإضعافها وإقتتالها بل ووصل الأمر بالغزاة إلي القيام بعمليات إرهابية عن طريق عملائهم وشركاتهم الأمنية الأجيرة وإلصاقها بالمقاومة حتي ينقلب الشعب العراقي علي هذه المقاومة ، ولكن هيهات فقد فطنت هذه المقاومة وقياداتها ورجالهم الشرفاء إلي هذا المخطط فعملت علي وحدة الصفوف وتوحيد عدد كبير من الفصائل عام 2007 تحت راية واحدة عرفت فيما بعد باسم القيادة العليا للجهاد والتحرير يقودهم شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الدوري وتمخض بيان عن هذه الوحدة بإعتبار هذه المقاومة هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب العراقي ومواصلة مقاومة المحتل حتي تحقيق الإنسحاب الكامل ، مما أجبرت شيطان العصر علي سحب بعض الأعداد من جنوده مع الإبقاء علي البعض داخل قواعد عسكرية حصينة للتخفيف من أعداد قتلي جرذانهم المذعورة ، ولكن ومع إستمرار وبقاء الإحتلال وعملائه علي رأس العملية السياسية القذرة كان لابد من القلق علي المقاومة من الوقوع والإنجرار في الأفخاخ التي تشوه صورة المقاومة من خلال ما نسمعه ونشاهده اليوم في وسائل الإعلام من جرائم إرهابية تستهدف أبرياء ومباني وسيارات مفخخة تذهب فيها أرواح ودماء عراقية طاهرة وإلصاق هذه العمليات بالمقاومة وفي المقابل لا نري او نسمع أي معلومات أو بيانات عبر وسائل الإعلام ترد علي هذه العمليات من خلال النفي أو التأكيد علي فحوي هذه العمليات وأهدافها كما انه لا تصدر اونسمع أي بيانات من المقاومة عن عمليات قامت بها فالشارع والمواطن العربي أصبح اليوم لا يعلم أو بالآحري يجهل حقيقة ما يدور علي أرض الواقع من عمليات تستهدف الإحتلال ، ولكن ما نقصده في هذا الشأن هو علي المقاومة أن تطرح مشروع سياسي وطني موازي للكفاح المسلح ، لان بناء العراق ونهوضه من كبوته لن يكون إلا بمشاركة جميع أبناء العراق من الذين يقاومون بالسلاح ومن يقدم النصح لهم لان بدون الدعم الإعلامي والسياسي للمقاومة لن يكون هناك نجاح وذلك بعد أن أرست قواعد عمل الكفاح بفضل سواعد أبناء العراق من الجيش العراقي المنحل ومنهم من أنخرط في أعمال المقاومة بخبراتهم وأيمانهم ووقوفهم جنباً إلي جنب مع أبناء الشعب الرافض لهذا الغزو والإحتلال وبذلك تؤكد هذه المقاومة بأنها واعية ويقظة لكل ما يدور حولها من مخططات لضرب وحدتها وشق صفوفها ، وبالرغم من تأسيس جبهة سياسية تعمل علي إظهار الحقائق للشعب العراقي وللشارع العربي إلا أننا لم نسمع لهم صوتأ أوتواجداً ، فالأمر يحتاج إلي كشف الحقائق وإعلان البيانات الموثقة بكافة الطرق وتوصيلها إلي المواطن العربي الذي ينتظر من هذه المقاومة الكثير ، ومنذ فترة سعدنا كثيراً لاختيار الشيخ حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين ليكون ناطقًاً سياسيًا ورسمياً لبعض فصائل المقاومة العراقية بكافة توجهاتها القومية والإسلامية ومع ذلك لم نري لهذه الجبهة أي نشاط سياسي او دور في هذه المرحلة الخطيرة ، كذلك نعلم بان القيادة العليا للجهاد والتحرير لها أيضا ممثلاً سياسياً وإعلاميا ومع ذلك لم نسمع لهم صوتا ، المقاومة اليوم ما زال أمامها تحديات كثيرة تضعها أمام مرحلة من أدق المراحل التي تجاوزتها منذ الغزو فالأمر لم ينتهي عند سحب بعض القوات أو تنصيب رئيس كرتوني للدولة أو رئيس حكومة ووزراء تفصيل علي مقاس المحتل فالمقاومة أمامها الكثير والكثير، وأهم هذه الأولويات اليوم هو التركيز علي الدور السياسي والإعلامي للمقاومة المسلحة لان الشارع العربي لابد له أن يعلم ما يجري علي أيدي المقاومة بدلا من تشويه حقيقة هذا النضال نحن ندرك بان مصير أمتنا معلق بمصير المقاومة في العراق ومستقبلها السياسي ، نحن لنا الحق في أن نقلق علي هذه المقاومة من إنشغالها بأهداف ثانوية أو خلافات أيدلوجية من خلال الفكر والحزب الواحد فالمقاومة العراقية اليوم هي حجر الزاوية في جدارالمقاومة العربية والتي نعقد عليها الآمال .