تمر علينا في 31/12/2010 م الذكرى الرابعة لإغتيال الشهيد القائد الرئيس المجاهد صدام حسين رحمه الله . وتمر ذكرى استشهاده الرابعة وهو مايزال ماثلا أمام البعثيين والعراقين وأخيار الأمة والعالم بصموده وفدائيته وجهاديته التي استصغرت المحتل وأعوانه وفضحت ضعفهم وقلة حيلتهم أمامه . فحبكوا المؤآمرة بليل وعلى عجل للتخلص من هذا المناضل الذي يقاتلهم من داخل أسوار المعتقل وحصونه المنيعة بفكره ومبادئه واخلاصه لوطنه وأمته، ذلك ماقالوه بألسنة عمالهم وعملائهم في المنطقة الخضراء عندما قالوا إن العجلة في إعدامه كانت - نتيجة الخوف عندهم من احتمال قيام بعض الجهات بمحاولة لتحريره - . ولكن استمرار المعركة الدائرة في العراق بين الحق والباطل رغم مرور ثمان سنوات على الإحتلال قد قطع الطريق أما كل الأكاذيب وفضح كل المساحيق التي وضعها الغزاة والعملاء على وجوههم القبيحة واستقر الأمر بعد كل ذلك التضليل والخداع عاجزاً عن أن ينطلي على العراقيين فأخذ الصراع أبعاده الحقيقية التي قرأها الشهيد صدام حسين منذ بداية المؤآمرة - إن الهدف هو كل العراق (أرضه وشعبه ووحدته وخيراته ودوره القومي والانساني)- وتعود ذكرى استشهاد الرئيس المجاهد صدام حسين ونحن نعيش نهايات العام الثامن من معركة الحرية ضد الاحتلال وعملائه والتعاونين من الحاقدين على العروبة الاسلام ، وقد فرزت الخنادق وزال الغبش الذي حاول الاحتلال أن يطبع به عدوانه ويوحي أنه جاء معاديا لثورة تموز وحزب البعث وقيادته وبهدف إزالة سلطته فقط . ليلتبس الأمر بعض الشيء على القلة ويوفر ذريعة لعملائه لموقف الخيانة هذا بحجة معارضة النظام الوطني في البلاد. ولتصبح الحقيقة التي تسطع في كبد سماء أن الهدف الحقيقي للعدوان كان كل العراق (أرضه وشعبه ووحدته وخيراته ودوره القومي والانساني). فقد فتحت نافذة الهزيمة على العدو وأخذت تتسع يوما بعد يوم ليقرر العدو الذي جاء ليستقرفي المنطقة ويمتص خيرات العراق ويحكم قبضته عبر الدويلات التي قرر صناعتها على أنقاض هذا البلد ، ليقرر الهروب وينسحب من المعركة منهكا بجراح عميقة (مادية ومعنوية) تحت ضربات المقاومة العراقية الباسلة . وعلى الرغم من أن الهدف المركزي والمباشر للاحتلال الصهيوأمريكي في العراق قد فشل فشلا ذريعا إلاّ أن المؤآمرة على هذا البلد خاصة والمنطقة بشكل عام لم تمت تماما الأمر الذي يقتضي الاستمرار في النضال البطولي لأبناء الرافدين ومقاومتهم الباسلة بقيادة البعث للاجهاز على مشروع الصهيونية والغرب لتقسيم لعراق ووضع ثرواته تحت خدمة مصالح وأهداف أعدائها واستعادة هيمنتهم الكاملة على مقدرات الأمة العربية والاسلامية ووضع مصيرها بيد عدوها التاريخي الصهيونية والامبريالية. لقد بات واضحا بعد مرور ثمان سنوات على الاحتلال مقدار الضرر الذي أصاب كل الذين ساهموا في تمرير المؤآمرة على العراق وتسهيل مهمة قوات الغزو الأجنبي ، كما أتضح مدى سذاجة تفكير وقصر نظر العرب الذين أعتبروا مساعدة الأجنبي على احتلال أحد أهم أعمدة الأمة وأجزاء الوطن الكبير حماية لهم ولأنظمتهم ومصالحهم السلطوية والعوائلية الخاصة .ولم يجنوا من هذا الدور الخياني إلاّ مزيدا من الخنوع وتمكين الهيمنة الأجنبية من استكمال الطوق حول أعناقهم فاصبح الفكاك من قبيل المستحيلات .بل زاد الوضع سوءاً ببروز عوامل تهديد وهيمنة إضافية على المصالح والوجود العربي تمثل في ايران التي تحررت من المطرقة والطود الشامخ (عراق البعث)الذي كبح جموحها وأحلامها الفارسية في أرض وخيرات العرب وكسر شوكة التمدد الفارسي في أرض العروبة . وكنتيجة لغياب الدور العراقي المتصدي تحولت معاناة الدول العربية التي ساعدت الغزو الى مأساة يومية عبر التهديد الايراني بالاحتلال المباشر أو بجعل دولهم والمنطقة كلها ميدان المعركة وتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة والمصالح المتضاربة . وبتمكين الأجنبي في المنطقة بحجج ومبررات مختلفة في الظاهر توحدت النتيجة من حيث إنعدام الحرية وعدم قدرة العرب على التصرف في أوطانهم ومقدراتهم فالذي يحدث في بغداد من فقدان العراقيين القدرة على تحديد خياراتهم يحدث في معظم الدول العربية ولاسيما تلك التي لعبت دورا في تسهيل وصول الاحتلال وكأن العراق وسلطته الوطنية حينها كانا هما الذان يؤمنان ذلك القدر من الحرية الذي ضاع تحت أقدام المحتل . وهذا الوضع الذي يكبل الجميع كل بسبب خاص به ومن منطلقات تخصه هو نتيجة واحدة من الناحية العملية (العرب كلهم تحت الاحتلال وثرواتهم كلها تحت قبضة الأجنبي) والقادم قد يكون أسوأ من الواقع المعاش إذا أستمر السبات العربي الذي نشاهد. هذه المحطة هي التي ينبغي أن يقف عندها العرب وينظروا الى المصائب التي صنعوها بأيديهم بجدية وألاّ يهربوا من مواجهة الحقيقة التي يعيشون ويستديروا الى الطريق الصحيح إن أرادوا الحياة بقليل من الحياء وإلاّ فان وجودهم نفسه سيكون في خطر ان استمرت الوتيرة على ما نرى .إن طريق عودة العرب الى الحياة بقليل من الحياء لا بد أن يمر في تقديري بالمحطات التالية : أولاً / الإقرار بان السيطرة الأجنبية في المنطقة نتائجها واحدة وإن تعددت أسبابها .ثانياً / إن الأمن والحرية مفهومان مرتبطان ارتباطا لا يقبل الفكاك ولا يتحققان إلاً معاً ويزول أحدهما بزوال الآخر ووإن أي كلام بغير ذلك هو نوع من الضحك على النفس ومضيعة للمال والجهد . ثالثاً / إن نضال العربي من أجل الحرية في كل أرض عربية مكمل للمسعى الجماعي ويتوجب دعمه ومساندته وبما أن أبواب المصائب على العرب قد فتحت أبوابها واسعة باحتلال العراق فان العودة الى الوضع الصحيح توجب دعم المقاومة في العراق وتمكينها من تخليص وطنها من الاحتلال الأجنبي. رابعاً / إن هوان العرب على الآخرين هو من هوانهم على أنفسهم ومن هنا ينبغي الخروج من الغيبوبة التي عاشوها والتخلص من أوهام المؤسسات الكاذبة التي ساهمت سلبا وكانت سببا في وصول العرب الى هذا الدرك من الدونية وانحطاط القدر أوتنظيمها بصورة تمكنها من تقديم خدمة إيجابية للعرب . خامساً / على العرب أن يدركوا إن كل الذي يجري في الساحة العراقية من محاولات الخداع بالديمقراطية وحرية الصحافة وغيرها ماهو إلاّ كذبة كبرى يراد تسويقها عاى العرب وإلاّ كيف توجد الديمقراطية في بلاد تئن تحت الاحتلال وغياب الحرية التي هي شرطها الأساس ؟ وكيف توجد الديمقراطية والحرية في ظل إنعدام الأمن بشكل كامل ؟ كيف تكون الصحيفة حرة وكتابها تحت الاحتلال يرعاهم إن راعوه وإلا فهم كما بلدهم تحت القبضة وبسطال الجندي المحتل؟ . سادساً / كما كان الاحتلال الأجنبي للعراق عاملا حاسما في تكبيل كل العرب فان ما يجري الآن من مؤآمرة لسلخه عن جسد الأمة عبرتجزئته وتفتيت كيانه ستكون الأرضية التي سيتم تاسيسا عليها تقزيم الوطن العربي لذلك فان واجب الدفاع وحدة العراق انما هو من صميم واجبات العرب اليوم وهوفي النتيجة دفاع عن أنفسهم وأقطارهم التي أجرموا بحقها عندما أهدوا العراق للصهيونية وقدموه على طبق من ذهب للاحتلال الأمريكي والفارسي . في ذكرى استشهاده الرابعة لا بد لنا من أن نسأل الله الكريم أن يرحم المجاهد صدام حسين ويكرم مثواه وينزله منازل الشهداء والصديقين ويمن على شعب العراق الكريم ومقاومته الباسلة بالنصرالمبين .ويحطم على أيديهم مؤآمرات الأعداء ويرد كيد المعتدين على نحورهم .