بغداد هذا أنـــــــــا أمشي بلا قدمي وأقتفي ظلك الفضي في حلــــــمي أدور في الأرض ناعورا ً فيـملأني دولابُ قلبي بدمع ِ الحزن ِ والألــم لا الليـــلُ يمنحني صبرا فيرحمني ولاكتــــابي وقرطاسي ولا قلمــي أنا المـُعنـّى وبغداد التي تركــــــتْ بي الجراح وهدتـْنــــــي من السقم قد حولت غربتي بيتـــــــا ً أدورُ به أقلبُ الخطو لم أهجع ولم أنـــــــم ِ بغداد قيســُك ِ قد هُدّتْ أضالعــــــهُ لفرط ما ذابَ منه القلـــــبُ ثم دُمي لأن دجلة َتبكي وسط مهجتــــــــه والأعظمية قد ضاقت من الســــأم ِ وطائرَ الكرخ لم يرقص لرغبتـــه وإنما كان مذبوحا من الألــــــــــم ِ أما العيونُ التي في طرفــِـــها حورٌ فقد تلاشتْ بها الأضواءُ في الظـُلـَم ِ ومارأينا قتيــلا ً فرط فتنتــِـــــــــها لأن كلَّ ضيـــاء ٍ في العـيون عَمي وها أنــــا قيــــسُك المنفيُّ لا أمـــلٌ يقيلُ لي عثرتي في غيهب ِ الحلــم ِ أهيم ُ وسط البراري والمدى عطشٌ أدورُ مثلَ غزال ٍ في الفلاة رُمـــــي لم تحمل الريحُ صوتي كان مائجها يدورُ حولي فيلقيني إلى الـــــــــعدم ِ وطائري كان أعمى فارتدى دمــــهُ وظلَّ يبكي وحيدا ً دونما نغـــــــــم ِ وإنني في الليالي كنت ُ في ولــــــه ٍ أحسُّ طعمك ِ مثل الشهد ِفوقَ فمي فابتدي رحلتي في السرِّ مصطحبــا ً قصيدتي وبصوت ٍ جدُّ منكتـِـــــــــم ِ أقول ُ محبوبتي قد أصبحتْ لغتـــــي خرساءَ بل سُـوِّرتْ بالحزن ِوالصمم ِ فيحتويني خشوعٌ يعتــــــــري جسدي من قمة ِ الرأس ِ حتى أخمص ِ القـدم ِ سبع مضيـــــن وأعوامي ملبــــــــدة ٌ سماؤها والليــــالي قد سفكنَ دمــــي بغداد ممنوعة ٌ عني رسائلهـــــــــــا ممنوعة من هناء ِ الوصل ِ والكلـــم ِ ممنوعة ٌ حدَّ أن طارتْ مخيلتــــــي سرا ً إليــــــــها بقلب ٍ جدُّ مضطرم ِ وقد جُنِنـْتُ لأني كنتُ في قلــــــــق ٍ أرنو لوجه ٍ حزين ٍغير مبتســـــــم ِ وقد ذرفت ُ دموعا ً كان هاطلـُهــــا يفيضُ بي حدَّ أن ناديت ُ وا ألمـــي وا أمتي أين أنت ِ الآن هل عَقِمـتْ دُناك ِ واستؤصلتْ موصولة ُالرحم ِ يا أمتي هذه ِ بغداد قد هُضِمـــــــت ْ تفيضُ حزنا ً ببحرٍ جدُّ مرتطــــم ِ فأين َ أنت ِ أما هزَّتك ِ نائبــــــــــــة ٌ منها أما صاحَ فيك ِالإرث ُفي الشيم ِ بغداد ياحلوتي صبرا ً فإن لنــــــــــا ربٌ فلا تحملي غيضا ً ولا تلمــــي نامت نواطيرُ أهلي عن ثعالبهــــــا وليس عندك ِ غير الله ِ والقيـــــــــم ِ هتفتِ بي إنني في كل معضلــــــــة ٍ أنا هنا أتحدى موجة الظـُّلــــــــــــم ِ أنا هنا مثل سيفِ الله ِ واقفـــــــــــــة ٌ وفي يد الصيد يعلو في المدى علمي شبـّاب بغداد ماهانتْ عزائمهـــــــــمْ فهم يخوضون خوضَ الأسد ِ في السُّدم ِ أنا هنا ليس تلويني نوائبهــــــــــــــــم ْ والنصر بات وشيــــكا ً جدُّ منحســــم ِ وليس حزنـــك َ إلا ّ محضَ همهمــــة ٍ تسري بقلبـك َ فرط البعد ِ والســــــأم ِ فاصبرْ وحدقْ إلى الأعلى ترى أملا ً آت ٍ لتبصرَ نصر الله ِ في القمــــــــم ِ