من الطبيعي جدا ، أن تتصاعد دعوات الانفصال عن العراق ، من قبل بعض من يسمون أنفسهم ، ساسة العراق اليوم ، مستقوين بالمحتل ، وفي هذا الوقت بالذات ، لان الهدف الأول من الاحتلال الأمريكي للعراق ، هو تقسيمه ، وفقا لإستراتيجية الشرق الأوسط الجديد ، كما يعرف الجميع. وتأتي مطالبة مسعود برزاني ، في كلمته ، في المؤتمر الثالث عشر ، لحزبه الديمقراطي الكردستاني ، بحق تقرير المصير لأكراد العراق ، في هذا السياق ، من خلال توكيده الصريح ، أن المرحلة تنسجم مع ذلك. بمعنى إن الظروف التي أنتجها المحتل الامريكي ، بالتعاون مع شركائه ، المحليين ، والإقليميين ، والدوليين .. باتت ناضجة لتنفيذ هذه الصفحة الخبيثة. وحيث ان برزاني لم يكتف ، بحق تقرير المصير للأكراد ، وتطبيق المادة ( 140 ) الملغاة قانونيا ودستوري ، التي تضمن له قضم محافظة كركوك ، بل تمادى بدعوة سكان المحافظات ، بإقامة إقليم خاص بهم,فان هذا يعني بشكل واضح ، أنه يدعو للانفصال ، وضم كركوك للإقليم ، و يحرض سكان المحافظات لإقامة الأقاليم. وهذا مايشجع أطرافا أخرى ، للمطالبة ( بحق تقرير المصير) المزعوم ، لاسيما وان أكثر من دعوة أطلقته ، أطراف أخرى ، متآمرة على وحدة العراق ، لإقامة محافظات خاصة بهذه الأقليات. ولاشك أن هكذا دعوات مشبوهة ، لتقسيم العراق ، إلى فدراليات ، ودويلات هزيلة ، وكيانات كسيحة ، هي صفحة تالية ، في مسلسل تنفيذ مشروع الاحتلال ، الذي سبق أن أعلنه بايدن ، حيث ستضع العراق ، على طريق حرب أهلية ، تأتي على الأخضر واليابس ، بحيث لايحصد أدوات التقسيم منه ، سوى الخيبة والخسران. وبغض النظر عن مواقف دول الجوار ، التي تحتضن أقليات كردية ، من مشروع الانفصال ، وتقسيم العراق ، وتداعياته ، على وحدة أراضي ، وسلامة تلك الأقطار ، والمس بسيادته ، فان الشعب العراقي الموحد ، كيانا وأرض ، وشعب ، وتاريخ ، وحضارة ، سيتصدى ببسالة ، لكل هذه المشاريع ، وسيقبره ، على صخرة صموده الصلدة ، ليبقى العراق ، واحد ، موحد ، لا يقبل القسمة والتقسيم مطلقا. وان غدا لناظره لقريب.