ألا أعقلوا بنو العُرب رسالتي *** وأي عراقٍ بعد عراقكم تَعبُدون؟ وبأي وادٍ سَيجري فيهِ فُراتكم *** وأي قبلةً بعد كعبتُكم تستقبلون؟ ومن يِحمي مُغر المسيحِ ومهدهِ *** ومن أي بُراقٍ بعد اقصاكم سِتعرجون؟ وأي بيت بغيرذي عمدٍ تُشيدوه *** ومتى نكونَ في الدُنيا او لا نكون؟ كُنا أمة ٌ تُضَمَّرُ بالعِتاق كلَّ يومٍ *** وتُسَنُّ على صوت سَنَابِكِها القُرُونُ وَعِزتنا فوق ظهورها بنيناها *** وبها سُقنا الرقاب وأرمدنا العيون وما غُمُدَ لنا سيفٌ دونَ دمٍ *** وما فُتح لنا جرحٌ أو أطبقنا دُونه جفون وحجبت رماحنا الشمس خشيةً *** وركبنا ظهر السُهيل رفعةً والعرجون ألسنا خير من ركب المطايا *** وبنو المجوسَ سقيناهم كأس المنون؟ ألسنا بنو العُربِ حين التنادي *** وبحر الروم ملئناه سِفون؟ ألَسَنا أخُوةَ المَوْتِ إذا فَزِعْنا *** وكأس الرَّاحَ سقيناه يوم الظُعون؟ ألسنا لُجة البحر إذا غضبنا *** مذ وطئناه قدماً وتركناه سكون؟ ألم نكن مُزن الله لعباده ... بنا زَرَعوا وشرِبوا وبنا يستقون؟ ألم تكن لنا العلياء وطئاًً *** بما أضاف الاجداد لنا والقرون؟ ألم نكن أكثر الثقلين رجالاً *** ببطن منى واعظمهم بطون؟ ألم تكن لنا البطحاء مهداً *** ولنا فيها قافية ودُرٌ مكنون؟ فينا جذوة العلم والنبوةَ توهجت *** وباقي الخلق الى جهلٍ يركسون فينا ابراهيم ابٍ لكل نبي *** وبعزة وفخر اليه منتسبون فينا عليٌ درنا المُصفى والحسنُ *** والحسين لبني العُربَ ينتمون فينا ابا بكرٍ صديقاً لنبيه *** وفاروقها عمرٍ وعثمان والاقربون لنا حوض النبي وسوقياه *** ومكارمَ نبوةٍ وخلقها متوارثون لنا ظهر الثريا مساكناً ولافخرُ *** و قاصراتِ الطرفِ حورً وعيون بنا أبتدأ الخلق بآدمٍ *** نوحٍ وهود ويونس ذو النون فلا اُقُسم بالنجم وبما يهتدون *** والقمر والقلم ومايسطرون لناخذن الدنيا بالرديناتِ عنوةًً *** نموت دونها او يموتون وثار ابن فاطمة نحن أهله *** من آل رستم ومن للنارعابدون