لم يكن الموقف الجزائري الشجاع مفاجأً وهو بلد المليون شهيد ومن غيره يدرك فلسفة المقاومة وهو من بدأ بها في بلاد المغرب العربي عندما هزم الاحتلال الفرنسي فكانت الجزائر السباقة في تنظيم صفوف المقاومة عندما قرر رجالها الشجعان تحرير البلاد من المستعمر الغازي وتحقق النصر المبين عام 1962 ولا يخفى على القارئ في إن العراق من الأقطار العربية السباقة في دعم ثورة الجزائر بالسلاح والأموال بل هناك من الرموز العراقية التي سالت دماءها على ارض الجزائر لكونها ارض عربية ...واليوم كان قرار الجزائر قيادة وشعبا بمقاطعة انعقاد مؤتمر القمة المزمع عقده في بغداد المحتلة موقف حازم وشجاع بل يعبر خير تعبير على إدراك وخطورة هذا المؤتمر الذي يعطي شرعية للاحتلال وحكومة نصبها الاحتلال ... والمواطن العربي يدرك جيدا إن هكذا موقف يكون فرديا وليس جماعيا لان الجامعة العربية وأمينها المخضرم عمرو موسى لاتفعلها لأنها فاقدة الإرادة والمبادرة وهي مجرد أداة طيعة للمشايخ ووسيلة ترميم لااكثر وستبقى هكذا لذا فان مقاطعة مؤتمر القمة يكون مبادرة فردية وحسب إدراك البلد العربي لضرورة اتخاذ هكذا موقف شجاع ففعلتها الجزائر وسجلت وقفة تاريخية ستذكر دائما وتبقى في ذاكرة العرب عموما والعراقيين خصوصا وهنا يبرز موقف أقطار عربية لاتزال ينظر إليها بأنها في الخط العربي الرافض للهيمنة الأمريكية وهذا مايراه ويسمعه المواطن العربي في مشرق العرب ومغربه وستكون ليبيا هي القطر العربي الذي يستوجب اللحاق بالجزائر في خطوة يباركها شعبنا العربي في ليبيا بل الشعب العربي ممثلا بالمقاومة العراقية الباسلة وبمنظماته وأحزابه الوطنية والقومية ....فهل سيفعلها الزعيم ألقذافي الذي لم يجرأ حاكم عربي على فضح الأمور والوقائع ....نعم هل سيفعلها العقيد ألقذافي ...؟