ماذا تبقى لي في الوطن لامنزل ياويني ولاطير يقودني الى الجنة ..ماذا تبقى لنا في الوطن ونحن مشردون في بقاع الارض ..وكل الاراضي لانتحملها ولاتتحملنا لاننا من نسل عراقي لايقبل القسمة على اثنين الا على الارض العراقية وهذه الخصلة في العراقي الذي اختلط دمه بماء دجلة والفرات وبتراب العراق هذا العراقي الذي لايهوى الا عشتار ولايستنشق الا هواء العراق فهي الداء والدواء .ماذا تبقى لنا من الوطن ..لقد خلد التاريخ العراقي كصاحب اول حضارة على الارض وعندما يقول حضارة بكل معاني التكوين للحضارة ..ماذا تبقى لنا من الوطن بعد الدمار الاول لهولاكو وعاد العراقيون ليعيدوا بغداد لامجاد العراق ومنذ مجئ هولاكو الثاني في عام 2003 لم يتبقى من الوطن شئ ..كيف تقاس الحضارات بثقافتها وكتابها بشعرائها وفنانيها وعلاماءها ورموزها التاريخية وانجازاتها للحضارات وتاثيرها على الحضارات وعقولها الجبارة والتي شيدت الجنائن المعلقة في زمن عجز التاريخ عن التصميم في زمن نبوخذنصر ونبوبلاصر في زمن التشريع الاول للقانون انه حمورابي صاحب اولى القوانين لتنظيم المجتمعات ..اية مجتمعات تلك التي كانت وكنا امتدادا لها حتى عام 2003 مع بداية وجود الموسيقى في زمن الحضارة السومرية والتي تتمثل بالموسيقى السومرية في الديانات والمراسم والأحتفالات في العصر السومري في مدينة لكش(2500ق.م) وقد عثر المنقبون على وثائق متعددة تمثل أنواع من الفرق الموسيقية في الوركاء كما وجدت الرقم الموسيقية في الأختام الأسطوانية والمنحوتات المتنوعة للآلات الموسيقية والمحفوظة في المتاحف المتنوعة في العالم ماذا سيقولون لنا اننا طمرناها أم طورناها برموز عظام في المجال الموسيقى . فكان ولادة النتاج الجديد من عمالقة الموسيقى على ارض الرافدين ارض التاريخ والامجاد ومنهم الملا عثمان الموصلي ...وكذلك في القرن الاخير من المعروفين للجميع الفنانون الرواد جميل بشير ومنير بشير وسلمان شكر وسالم حسين والعازفة العراقية بياتريس اوهانسيان وغانم حداد وعازف الناي الشهير خضر الياس وعازف العود على الامام وعازف الفلوت فؤاد الماشطة وانور صالح علي وخزعل مهدي وعلي مردان وحسين العزي واحمد جوادي وابراهيم هاشم ودلشاد والقائمة تطول من الموسيقين الذين كانت لهم بصمات على تاريخ الموسيقى الحديث في العراق في كل المجالات منها الموسيقى العسكرية في بداياتها مع تاسيس الجيش العراقي البطل ومع تاسيس الفرق الموسيقية في العقود الاولى من القرن الماضي وحتى الوصول الى كبريات الفرق السمفونية التي اسست على ايدي عباقرة الموسيقى في العراق وكانت لهم بصمات في الحفاظ على التراث الموسيقى واستحداث في العمل الموسيقي..ماذا سنقول لهم وماذا تبقى منهم للوطن ولنا وللاجيال القادمة .. ماذا ومن سيذكر هؤلاء كما نحن نذكر السابقين اصحاب البصمات التاريخية في امجاد العراق في هذا المجال ماذا سنقول للحضارة الاولى وماذا سنحاكي بابل وسومر واور والحضر وبغداد ماذا سنحاكي الملوية وزقورة عكركوف هل سنبكي على زوالها ونودعها الى الابد هل سندمر التاريخ كما دمرنا تاريخنا وسلمناه الى المحتل كما فعل العملاء والخونه والجواسيس ماذا سيحكي التاريخ عنكم... وماذا سيقول عنا اصحاب البناء والسيادة والتاريخ الابيض وماذا سيقول عنكم اصحاب الاحتلال والتدمير والتاريخ الاسود ..ماذا سنقول وتقولون الى جواد سليم تحت نصب الحرية في ساحة التحرير ماذا ستقولون الى نداء كاظم من البصرة صاحب تمثال الفراهيدي والسياب ماذا ستقولون وتقنعون شيخ النحاتين محمد غني حكمت في رموزه التي استنبطها من تاريخ العراق من نصب كهرمانه وشرزاد وشهريار في ابو نؤاس ليحاكيهم ابا نؤاس عن ايام بغداد ماذا ستقولون له وهو اراد ان يكون نسخة من الروح السومرية في النحت ..بماذا ستقنعون اسماعيل فتاح الترك في موسوعته في التجديد والحداثة وماهي حداثتكم في المعمار ماذا ستقولون الى التشكيلي الكبير مخلد المختار اهي تدريسكم للطائفية ..من منكم سيشيد نصبا مثل نصب الشهيد العراقي الخالد . ماذا ستقولون لابي جعفر المنصور مؤسس مدينة بغداد العظيمة المقاومة لكل انواع الغزو التتري وفي كل زمان وهي تقف كالنخلة الشامخة والذي دمرتم تمثاله الشهير في المنصور .. تريد الغاء دراسة المسرح لنبقى على التخلف ولنعود الى عصر التراب الاجوف ماذا سنحاكي ونكتب الى محمد سعيد الجليلي وعبد المنعم الغلامي وعبد المجيد البكري ومحي الدين الشيخ وعلي النحاس واحمد الصوفي وحسيب عبد الفتاح وصفاء الدين حبيب الحيالي وعبد الرحمن الصالح ومنهم من كان الاوائل الذين بادروا الى ترميم الثقافة المسرحية من الموصل واسسوا فرقة دار التمثيل العربي في الموصل ) وكانت امتداد للاندية الثقافية المهتمه بالمسرح العراقي انذاك ..ماذا ستحاكون ونحاكي فاضل عباس وفوزي الامين ومحي الدين محمد وعبد الله العزاوي ونديم الاطرقجي وسليم بطي والرائد حقي الشبلي مؤسس المسرح العراقي الحديث ومؤسس معهد الفنون الجميلة واجهة من واجهات الثقافة والفنون في العراق هذه الواجهة التي يفتخر بها العراقيون امام العالم لانها انجبت ابراهيم جلال وخليل شوقي وجعفر السعدي وجاسم العبودي ويوسف العاني وفاضل القزاز وسامي عبد الحميد وبدري حسون فريد وطه سالم ومعاذ يوسف وصلاح القصب ويوسف الصائغ ووجدي العاني وسليم البصري وعوني كرومي وعبد الوهاب الدايني ومحسن العزاوي ووجيه عبد الغني وجلال جميل ومؤيد وهبي ومقداد مسلم وعبد المنعم خطاوي وهاني هاني ومحسن العلي واسعد عبد الرزاق ومرسل الزيدي وقاسم محمد وطعمة التميمي والتشكيلي الكبير العملاق فائق حسن وجواد سليم ومخلد المختار وحنا بطرس في الموسيقى واجيال واجيال من الفنانين والمثقفين تخرجوا من هذا الصرح الحضاري الذي تتباهى الامم بهكذا صروح وتتباهى بالرموز العظيم ..ولاتتباهى بالخونة والعملاء.. نتباهى في حضارتنا العظيمة ونحن العراقيون الاصلاء نتاجها الطيب للامة وللمجتمع وانتم نتاج رضاعة السم والحقد حتى على انفسكم لانكم فاشلون في كل مراتب الحياة .ماذا ستقولون الى الفرق المسرحية التي تاسست منذ 100 عام في ارض العراق العظيم على ايدي عظماء المسرح العراقي من فرقة المسرح الحديث وفرقة مسرح اليوم وفرقة الفنون المسرحية وفرقة المسرح الشعبي وفرقة المسرح الحر وفرقة اتحاد الفنانين وفرقة المسرح العراقي وفرقة مسرح 14 تموز للتمثيل والفرقة القومية للتمثيل ..وكان قد اصبح العراق في طليعة الدول في المسرح العربي في المشاركات ومن اجل وضع اللبنات لبناء وتطوير فكر المجتمع العراقي وبالتحديد بعد ثورة القضاء على الامية ..واليوم نشهد اكبر امية في تاريخ العراق بعد الاحتلال ..لقد كان لنهوض الفنون في العراق من الموسيقى والتشكيل والمسرح والنحت لها تاثير كبير على تطوير ثقافة المجتمع نحو الخروج الى عالم الثقافة الحديثة في التطور الفني في كل المجالات الفنية .. اما اليوم سنبكي على اطلال الفنون ماذا سننقل للاجيال من ثقافات ماذا سنبني من حضارة اليست الحضارات تقاس بالفنون والعلوم والمجتمعات المتطورة ...ساقبل اناملكم ياقديسين ايها الفنانين الرواد بكل المجالات على ما قدمتموه للعراق ولنا ساقبل قبوركم من الرواد الذيين وافاهم الاجل واصبحت علومهم مصادر تاريخية للفن العراقي ويطيل الله في عمر الطيبين منهم ليرفدوا الاجيال بالثقافة والتجديد وان يشهدوا التحرير ليكونوا جزءا من تحرير البلاد من التخلف الذي اطبق على المجتمع وبات التخلف مصدر من مصادر ثقافتهم .. ابكيك ياعراق وابكيك يابغداد الجريحة .سنغسل وجهك الجميل لنزيل غبار الاحتلال سنلبسك ثوبا جديدا بعد التحرير يليق بك وباسمك الخالد سنجعل في كل ساحة من ساحاتك صرحا من صروح التاريخ الجميل ...وسنجعل في بعضا منها صروحا تمثل الفترة المظلمة للاحتلال لتتذكر الاجيال القادمة ماذا احل ببغداد والعراق ...سننشد نشيد الحرية نشيد التحرير وتقرع الطبول وتعزف الموسيقى وننشد وطن مد على الافق جناحا وارتدى مجد الحضارات وشاحا وسنعمل الى ملحمة العصر وعلى ساحة الاحتفالات لنعرف العالم بتاريخنا المجيد وتاريخ التحرير والمقاومة .. رسالتي الى شعبي ..هؤلاء هم الخونة والمتخلفون يريدون التخلف لكم ...ونحن كما عرفتموننا بنينا امتدادا لحضارة وكنتم فيها احرارا مثقفون لاتنتمون الا للقلم والكتاب والدفتر والفكر والثقافة ..وماعليكم الا ثورة من اجل القلم والكتاب والدفتر لانهما رمز من رموز التحرير لاجل مجتمع مثقف ... عاش العراق عاش العراق عاش العراق من نبوخذنصر الى صدام حسين من حمورابي الى صدام حسين من اشور بانيبال الى صدام حسين من الحسين (ع) الى صدام حسين من صلاح الدين الى صدام حسين من ابو جعفر المنصور الى صدام حسين من هارون الرشيد الى صدام حسين سيبقى العراق وبغداد حاضرة للتاريخ الجميل وحاضرة للثقافة وتوقف كل شئ وتوقفت الحياة منذ عام 2003 ننتظر التحرير العظيم ليتوج اعظم انجاز في تاريخ العراق