سبع سنوات من الاحتلالين الامريكي . الصفوي للعراق اقيم فيه نظام سياسي صنيعة هذين الاحتلالين ,فازدادت فيه نسبة الفساد الاداري والمالي والاخلاقي وتعمق التدهور الامني وتعرقلت فيه الخدمات الاساسية الضرورية للمواطنين وانهارت البنى التحتية للمؤسسات التربوية واخترقت المليشيات الطائفية الاجهزة الامنية ووزارتي الدفاع والداخلية.لقد كشفت اجتماعات اربيل بين الاطراف المتنازعة على الحكم حجم المشكلة التي يواجهها العراق بوجود هؤلاء العملاء وادلاء الخيانة من خلال طريقة حديثهم انهم يقودون مفاوضات لا مشاورات لوجود خلافات عميقة منذ ايام عيشهم على فتات الاجنبي لولادة مولودآ مشوهآ اسمه حكومة المالكي الجديدة بعد 9 اشهر من المماطلة والتسويف وشراء الوقت .مستنسخين التجربة اللبنانية ويتحدثون عن الديمقراطية ويكذبونها. اما الصفويون فكانوا موجودين في تلك الاجتماعات يعملون على توزيع الادوار والمناصب بين اتباعهم لاستمرار سيطرتهم سياسيا وعسكريا وامنيا على مرافق العراق!!. لقد ادعت حكومة المالكي استقلاليتها وثبات ووحدة قرارها الوطني عندما ابلغت هيلاري كلينتون عميلهم مسعود البارزاني بضرورة ( تقاسم مشروع للسلطة والشراكة الوطنية وتقسيم المناصب بين الكيانات الفائزة في الانتخابات ) .ومعظم حكام العراق الجديد يتحدثون عن تقاسم السلطة ومرددينه وهم جالسين على مقاعد الطائفية المحصنة بالمعادلة الاقليمية لتزييف واقع عراقي مرير للصراع على السلطة وفرض الامر الواقع بالانتفام وتصفية الحسابات التاريخية بينهم. المالكي رفض الحديث عن اتفاق شامل وتذرع بالوقت لانتزاع السلطة .. قائل ( سنحكم بكم او بدونكم ) !! فهم الذين جاءوا بالدبابات والطائرات الامريكية ويستقوون بيهم!!.لقد عرضت ادارة اوباما وصفا تفصيليا ومكتوبا للاجتماعات والزيارات والمكالمات الهاتفية التي لم يعلن عنها سابقا وقام بها ( بايدن ) مسؤول ملف العراق وغيره.والتي كانت افكاره تدور على تعديل اليات الحكم في العراق وخصخصة صلاحيات المالكي عبر تأسيس ( المجلس الوطني للسياسات العليا والامن الاستراتيجي ) .فكان يتصل بمسعود البارزاني عدة مرات بالاسبوع للضغط عليه وعلى المالكي وجلال الطالباني واياد علاوي!!. وابلغ البيت الابيض حلفائه حكام السعودية والاردن وتركيا بهذا الحراك والضغط !!.حتى ان بايدن اتصل باسامة النجيفي قائلا له ( ان العالم وامريكا والمنطقة جميعهم يريدون ان يروا القائمة العراقية والعرب السنة!! يشاركون بصورة كاملة في الحكومة القادمة ) !!. ويعلق احد المسؤولين الامريكان الذين اشتركوا بهذا الحراك مع الحكام الجدد الاعداء قائل ( انه من الواضح ان ايآ من هؤلاء لايحبون بعضهم بعض وسيكون من الصعب استمرار هذا التحالف لمدة طويلة ) .فقائمة العراقية اصرت على منصبي رئاسة الجمهورية والوزراء مما افقدها حسن المناورة والتكتيك ووضعها في موقف تقاطع المصالح!! مع الاكراد الذين قرأوا ومنذ وقت مبكر الخريطة السياسية والتنسيق الامريكي.الايراني.حتى ابعدوا عن هذين المنصبين ولم يعرفوا اللعبة التي يقودها المالكي وواشنطن وطهران والاكراد وبايدن!!. فعلاوي اختبر خصومه وانصاره,فان ذهب للمعارضة سيتيح للمالكي استقطاب جبهة التوافق وتيار اخر اسمه ( الاعتدال ) الذين ينتظرون باحر من الجمر لموالاته.اما المالكي وحزب الفضيلة والمسميات الاخرى,فقد اختبرخصومه واعدائه الميدانيين وخصوصا جيش مقتدىوانصاره الذي دخل حكومة المالكي ليحمي اتباعه من بطش الامريكان والاستفادة من مداخيل العملية السياسية المادية والسلطوية للنفوذ من خلالها.لانه لايستطيع ان يكون خارج منظومة مناهضة طهران وفتاوي كاظم الحائري الايراني الجنسية المرشد الروحى لال الصدر!!.فالمالكي رفض التخلي والتنازل عن منصبه مهما كلف الامر لانه القائد العام للقوات المسلحة!! مدعيا ببقائه بيد الشيعة لانهم الاكثر طائفة وسكان كما يقول في مجالسه الخاصة!!.وهناك الحبر الكثير الذي سال عن الاتفاق الضمني بين الامريكان والصفويين حوله!!. والذي امعن في شخصنة اللعبة متجاوزا التناوب بينه وبين نفسه ورسالة الناخبين العراقيين عبر صناديق الاقتراع ولن يستطع التحكم بحكومته الجديدة على غرار مافعل بالمنتهية ولايتها.لانه ايراني الهوى والتفكير ويعرف كيف يشعر الصفوين بالثقة معه لتنفيذ نفوذهم في العراق.بالرغم من وجود عدم رضا ورفض عليه من قبل الشعب العراقي والكيانات السياسية,وما كشفته وثائق ويكيليكس على طغيانه واساءته استخدام المؤسسة الامنية والعسكرية والاعتقالات في مناطق ( السنة العرب ) وتقديمه التنازلات للاكراد وعدم المبالاة تجاه قتل الاقليات الدينية وخاصة اخواننا المسيحين .وفي مقالة كتبها احد قادة حزب الدعوة العميل والصديق الحميم للمالكي وعضو مايسمى التحالف الوطني و مجلس النواب السابق لمدة سنة وقدم اعتذارا للشعب العراقي والمقيم حاليا في المانيا بعنوان ( كفى يابو اسراء اذيتنا والله ونفذ صبرن ) يقول فيه ( انك تواصل على الامساك بالحكم لانه ضمانة من اجل ان لايفلت الحكم من ايدي الشيعة بعد ان حرموا منه حسب تصوركم .. وان صراركم متأت من الخوف من كابوس عودة البعث والبعثيين وتخاف ان يتحول العراق الى دولة علمانية وتفلت الامور من الاسلاميين ) !! ويضيف قائل ( انك تريد ابقاء الامر على ماهو عليه خوفا من افتضاح ماتخشى افتضاحه اذا ما آلت اليه الامور لغيركم فتفتح ملفات الفساد والتزوير والعنف التي بدرت منكم او من حلفائكم او القريبين منكم حزبيا او ايديولوجيا او مذهبيا او من اقربائكم ) !! .. اما مجلس عمار الحكيم فانه لم يتراجع عن علاقاته الحميمية والعميقة مع طهران لانه اقرب المكونات الشيعية الطائفية موالاة لهم!!. لكنه تلقى الضوء الاخضر منهم للحراك والمناورة دفاعا عن مستقبله السياسي الذي لن تحميه هذه العلاقة المتميزة, مع احتمال ابتلاع المالكي لمجلسه وقواعد اتباع مقتدى والمرفوضيين جميعهم من قبل الشعب العراق. فهم لايستطيعون ترك ولي نعمتهم الذي يرسل لهم مئات الملايين من الدولارات كما كشفته وثائق ويكيليكس مؤخرا.بل كان بالون اختبار لانجاز خيار سياسي يتضمن تأمين وصول مرشحهم عادل عبد المهدي لاستلام احد المناصب السيادية!! .. اما الاكراد فقد اقنعهم الامريكان بعدم عقد اية صفقة سياسية مع الاطراف المتنازعة . وطلب الاكراد منهم ان يكونوا بقربهم وحولهم حتى تبقى هذه الاطراف صادقة معهم لتحقيق مطاليبهم ( 19 ) وتوثيق مواقف كل طرف منهم وعرض الحلول الوسطى لانجاز الوعود للاكراد ( بألتحريك المبكر عن قضية مايسمى المناطق المتنازع عليها وقوانين استخراج وتصديرالنفط والغاز من هناك ) !! وهم يعرفون ان مطاليبهم ستحتاج الى قرارات برلمانية وتوافقات اقليمية وهناك رفض شعبي داخلي عراقي لها .لكنهم وضعوها كمصدات دفاعية تحميهم من المساومات وضغوط المالكي المقبول ايرانيا وامريكيا . ان حكومة المالكي القادمة ستكون ضعيفة لانها تدور في فلك الاحتلالين الامريكي.الصفوي وغير متماسكة سياسيا وتنظيميا واعضائها لايتبعون دائما تعليماته بل ينفذون توجيهات احزابهم ومليشياتهم الطائفية ذات التوجهات المختلفة وستنشأ وزارات وتشكيلات ومناصب سيادية اخرى من اجل ترضية الكيانات السياسية وستصبح عالة على ميزانية الدولة والاستحواذ على عدد من البنايات والاكثار من الجهاز الاداري والامني والبطالة المقنعة لاجل ارضاء شخصيات مرفوضة سياسيا وشعبيا.ترى انها اعلى من ان تشغل مناصب اقل من سيادية وانشط من ان تتقاعد وتترك العمل لغيرها بعد جمعها ملايين الدولارات وانشات العديد من العمارات والفنادق والمشاريع التجارية في الخارج.