رحم الله صديقي ورفيقي المناضل المفكر القومي الراحل عبدالله الحوراني أبن غزة العربية التي أنصفها بأصراره على التواجد بين حناياها لفترات طويلة ولم يحتمل البعد عنها ألا تحت ضغط مهمات أضطرتة لتحمل مشاق السفر الخاضعة لأجراءات خانقة ولا تحتمل , كانت تفرضها سلطات الأحتلال الصهيوني الفاشية عند المنفذ الحدودي الوحيد بين فلسطين ومصر , وأخرى مزاجية تفرضها سلطات الحدود المصرية وتشمله كلما دعاه الواجب الفكري النضالي أنتصارا لقضية فلسطين , وكان واحدا من أبرز رموزها الموحدين الرافضين لسياسات التسوية التي أسست لها أتفاقيات العار من كامب ديفيد الى أوسلو الى خارطة الطريق الأميركية السارقة للحق العربي _ الفلسطيني في القدس الشريف بغية محاصرة أرض المعراج النبوي المقدسة , وتغييرمعالم المدينةالعربية والأسلامية التأريخية عرفت الفقيد الراحل منذ الستينات خلال فترة وجودنا في دمشق واكره أن أقول لاجئين ,لأن اللجوء يعني التبعية للسلطة ,وليس أستقلال الرأي والموقف ألا ما ندر وما كان هو تابعا ولا كان الكثير من رفاقنا الفلسطينيين والعراقيين كذلك مما أوجد بيننا ألفة قربت وجهات نظرنا ازاء الكثير من القضايا التي أحاطت بالأمة في فترة أشتدت فيها الهجمة الأستعمارية ضد أمة العرب وبأستخدام لئيم لشعار فرقها تسد قبيل وقوع نكسة حزيران 1967 وما بعدها وحتى الآن , فكان من بين الأعلى صوتا في التنبيه لمخاطر هذه الهجمة والأكثر دعوة لتوحد القوى والشخصيات العربية وخصوصا قومية الأتجاه في مواجهتها وأعتقد أن موقفه النجيب المناهض للأحتلال ودعوته للعرب وقواهم الوطنية والقومية في عموم أقطار الوطن العربي للتوحد في أسناد المقاومة العراقية المتصدية للمحتلين أعداء العراق والأمة العربية ,لا بل ظل يؤكد أن مثل هذا التصدي يبني قاعدة صلبة للتوحد القومي المنشود وأذا كانت الظروف قد باعدت بيننا في المكان بعد تركنا لدمشق بسبب مستجدات العمل السياسي القطري في العراق وتطورات العمل الفدائي العلسطيني فقد أستمر تواصلنا عبر لقاءات ومؤتمرات جمعتنا في القاهرة وبيروت ودمشق وكان لولبا فيها , أضافة الى مؤتمرات عالمية نظمها البعثيون العراقيون في باريس أنتصارا لوقفة الصحفيين المصريين الذين تصدوا لسياسات السادات الأستسلامية وفي روما دعما لفلسطين ولرجال المقاومة وفضحا للمواقف العربية الرسمية الأستسلامية الممالئة للغرب ولواشنطن وفي بغداد لمناقشة قضايا تتصل بالنضال التحرري العربي والأنساني الى جانب أسناد وقفة العراق المتصدية للشر الفارسي القادم من الشرق وعبر جميع تلك اللقاءات كان حريصا أن يلتقي القائد الراحل صدام حسين رحمه الله والرفيق طارق عزيز فك الله أسره , التي جرت في فترات زمنية مختلفة ولكن في ظروف تآمر متشابهة في الهدف العدواني , ولطالما أبلغني سعادته لما كان يدور بينه وبين الشهيدعلى حدة وبينه وبين الرفيق طارق من تصور للمواقف العربية على مستوى القوى والحركات القومية وما سادها من أختلافات وتقاطعات أدت الى تشتتها وبالتالي أضعاف دورها في حشد طاقات الجماهير العربية في مواجهة التحديات المصيرية وكيف أن عجز الموقف القومي عن الأرتفاع لمستوى الدور المطلوب كان وسيظل سببا أعطى الفرصة لأعداء الأمة للأستهانة بالعرب المتفرقين , وأكد أهمية العمل لتحريك سواكن العمل القومي مما كان يدفعه على الدوام أن يواصل مشوار الدعوة لتوحيد تلك القوى وتفعيل مواقفها الكفاحية في أطار جبهة موحدة قادرةعلى تصليب المواجهة والأنتقال بها من الصد الى الهجوم على الأعداء ولم يثنه ضعف أستجابة القوى الشقيقة وأنما دفعه ذلك لبذل جهد أعلى وتيرة في هذا الأتجاه ,وفعل ذلك ,لكن النتيجة لم تسفر عن شيئ أيجابي كما كان يتمنى للأسف الشديد ,على الرغم من أنه حذرمن نيات الغدر العدوانية التي أحاطت بالعرب أستثمارا لضعفهم , ومع ذلك أستمر في طريق دعوته , لعل الناس تصحو بعد حين ورحل الحوراني من دون أن يشهد ميلاد مشروعه التوحدي القومي ,والمثير للحزن أن أحدا من الأخوة المناصلين العرب الذين ألتقاهم على مدى السنوات الطوال الماضيات لم يعترض على ما نادى به الراحل , وما طرحه من ضرورات تستدعي تحقيق هذا الأمل أو قللوا من أهمية وأيجابية أنعقاده , فقد كانوا متحمسين للدعوة , ولكنهم لم يبادروا عمليا بأسناده , في حين آثر بعضهم ان يتحالف مع من كانت لهم مواقف معلنة ضد العراق وشعبه بعد تعرضه للغزو والأحتلال, حتى أن البعض منهم لم يكلف نفسه أدانة المتواطئيين مع المحتلين!! ولا ندري متى يصحو المناضلون العرب المبشرون بفكر قومي على زمانهم ليحتلوا مكانهم في الساحة العربية بفعل نضالي يتناسب مع ما يجب أن ينهضوا به من مهمات قومية واجبة الأداء منذ زمن بعيد بعد أن كان لتوحدهم الوطني والقومي في الماضي دوره البارز في تصعيد وقيادة نضالات الأمة نحو التحرر والأنعتاق من سطوة الوجود الأستعماري وكسر قيود الأحتلال الأجنبي وتصفية أحلافه الجائرة والأمساك بأولى خطى التوحد والتوجه لبناء قواعد النهوض العربي في جميع مجالات الحياة ولن أقول الآن ونحن نودع الراحل ونحيي تفرد مواقفه القومية الوحدوية فكرا مجددا وممارسة لم تنقطع في الدعوة لها , أقول هل يكفي أن نبكي غيابه أم أن الخطب الذي يحيط بالأمة وحذرمنه الراحل بتوافق مع ما كان دعا اليه القائدان الخالدان الراحل جمال عبد الناصر والشهيد صدام حسين يحتم عليهم أن يغادروا حالة الصمت ويذهبوا للفعل الذي يعرفون طريقه جيدا ويدركون أنه لا يعبد بالكلام ولا بأطلاق الشعارات , بل بالنضال لفك أسر الطاقات العربية الحبيسة وتوحيد العمل القومي بأتجاه أجتثاث الدرن الأحتلالي الأجنبي في العراق وفلسطين وقطع دابر التدخلات الفارسية والأميركية في الشأن العراقي والعربي ,فهل نرتقي بحزننا على الراحلين الى مستوى الفعل الكفاحي المتناسق في النوايا والخطوات الذي مثل أمل الأمة وحاديها لاستعادة وعي عفره التغييب , والأمساك بدفة أقتدارها من جديد , وصولا الى شواطئ نهوض شمسه لن تغيب رحم الله أبن غزة المناضل المفكرالصديق الراحل عبد الله الحوراني , ولتخلد ذكرى القائد الراحل جمال عبد الناصر والمناضل القائد الشهيد صدام حسين رحمهما اللهولتبقى راية الأمة العربية مرفوعة وهي راية حق ولتنتكس رايات أعدائها وهي رايات باطل