هناك حرب ضروس وهناك صراع دام يدوران على ارض الرافدين ومنذ وقوع الاحتلال البغيض والى اليوم .. هذان المتغيران طرفيهما الاحتلال الغبي من جهة ومن جهة اخرى القوة المضادة له وهي المقاومة العراقية البطلة بكل اطيافها الوطنية والقومية والاسلامية .. لقد تشكلت المقاومة العراقية من عناصر بشرية متوفرة ومستعدة بتكوينها الفطري للمقاومة وهي ذات عنصرين هما الرجال والنساء بشكل رئيس مضافا اليهما القوة الثالثة من اطفال العراق وهم يقاتلون ببراءة طفولتهم التي ترفض الغريب الذي يحتل بلادهم عنوة عن طريق التظاهر ورفض الاعطيات التي تقدمها لهم قوات الاحتلال بل وقذف الاليات المحتلة بالاحجار وبالشتيمة التي تعكس الرفض العام لتواجد تلك القوات الغازية .. ان تلك المقاومة الطفولية ذات تأثير معنوي كبير عاناه الاحتلال وما يزال يعاني منه كونه فشل في تدجين الكثير من اطفال العراق وحسب الواقع العائلي المقاوم والرافض للاحتلال وهو نوع من انواع ثقافة المقاومة ضد الاعداء وانعكاساتها على اجيالنا المنصهرة في فكرة المقاومة من خلال الضخ العائلي المقاوم اولا ومن خلال الجغرافيا الطاردة للاحتلال ولاهله من ناحية اخرى .. اما القوة الثانية من المقاومة البشرية فهم الرجال والذين يشكلون رأس الرمح في مقارعة الاحتلال البغيض من خلال التواجد في الميدان مدججين بالسلاح اللازم ومزنرين بالخطط العسكرية استعدادا للتعرض لقوات المحتل اينما وجدت وفي الوقت المناسب وحسب خطة حربية شعبية توقع الكثير من الخسائر في صفوف قوات الاحتلال اليات وجنود وفي ذات الوقت تقلل من خسائر مقاتلينا الاشاوس الابطال .. وهذا هو ديدن الحروب الشعبية التي مارستها الشعوب المقهورة بالاحتلالات والتي نالت استقلالها بهذا الاسلوب القتالي الذي يهير قوات العدو حيث لا يدع لها فرصة الاستراحة والامن والاطمئنان في البلد المحتل .. ان حالة الترقب والخوف المستمرين التي تعيشها قوات الاحتلال مؤكدا لا تحتمل من قبلها الى ما لا نهاية بل سوف تؤدي بالنتيجة الى انهيار المعنويات للعدو وفقدانه الصواب من خلال الكر والفر والتعرض المستمر له وبالتالي يضطر الى الانسحاب بعد وصوله الى حالة الخيبة بالاستقرار نتيجة مطاولة رجال المقاومة ونفسهم الطويل ظمن الية قتالية مبرمجة ومقادة ومخطط لها من قبل رجال قادة ميدانيين يوصفون بالصبر الجميل اولا وبالقدرة على زرع الثقة بالنصر بين صفوف المقاومين الثوار من خلال روح الايمان بالقضية العادلة التي يقاتلون من اجلها وهي تحرير البلاد من القوات الغازية وهي العدو المتواجد والجاثم على ارضنا والحاكم بنا وبمقدراتنا والمستغل البشع لخيراتنا والمدمر لبلادنا .. ان العامل المهم الاخر الذي يغذي روح المقاتل هي فكرة الايمان بالله سبحانه وتعالى ومن ثم كون المقاتل يجاهد في سبيل الله ويؤدي فريضة اوجبها الله سبحانه وتعالى وجعلها من نصيب المؤمنين به حتى وأن كانت كرها لهم الا انها فرض والا تمت استباحة اراض المسلمين في أي وقت ومن قبل أي طامع لعين .. لكن بالمقابل يجد الانسان المؤمن ان الله اوجب عليه فريضة الجهاد دفعا للاعداء ومن ثم اخراجهم من اراض المسلمين وهو واجب ديني مقدس وفريضة لا اجتهاد فيها وكما جاء بها القران الكريم وافتى بها فقهاء الامة في حالة احتلال العراق وهو موضوعنا وحالتنا اليوم التي نعيشها تحت نير الاحتلال المركب الغاشم الانكلواميريكي الصهيوني الفارسي .. ان المقاومة العراقية البطلة لها شروط ولها مواد ولها قوانين ومن تلك المواد الاساسية الصانعة للشكل النهائي للمقاومة العراقية الفاعلة اليوم على الساحة العراقية هي المرأة وهي الماجدة العراقية ام واخت وزوجة وبنت الرجل المجاهد .. اذن من هذا التركيب العائلي المتشابك بالعيش والمصالح في ذات البيت يمكن الاستنتاج بأن لا امكانية للرجل ان يقاوم ويستمر بمقاومته وواجباتها بدون المرأة التي تعيش في ذات البيئة البيتية والتي توفر للمقاتل الضرف المناسب المادي والزمني والمعين المعنوي كي يستمر بواجبه الذي قد تكون نتيجته الاستشهاد فضلا عن التأثير على المستوى الاقتصادي الذي يلزم انشغال الرجل بالمهمة القتالية لفترة ما ومن ثم ينقلب ذلك على كم انتاجه وبالتالي ما لذلك من تأثير على المستوى المعاشي لعائلته ومع ذلك ترى المرأة العراقية المجاهدة تسد تلك الموجبات المادية اللازمة للعيش المناسب من خلال القدرة الهائلة على الاقتصاد البيتي والتصرف فيه وحسب الوضع الاستثنائي الذي تعيشه العائلة المقاتلة .. ان الماجدة العراقية التي تسربلت بثقافة الجهاد تراها تلك الانثى المضحية بالكثير من مباهج الحياة بل وتراها ممتلئة بالرضا امام زوجها وابنها واخيها وابيها الذين يقاتلون الاعداء ويذودون عن حياض الوطن المحتل ,وهذا ما يزيد ويرفد المواطن العراقي بالقوة والطاقة المعنوية اثناء تأديته واجبه القتالي لانه يشعر ان هناك وراؤه امرأة مجاهدة وحسب وضيفتها البيتية والعائلية وهي الماجدة المدبرة وذات القدرة الهائلة على اقناع افراد العائلة على القبول بما هم فيه من عوز وشضف العيش مقابل ثروة الجهاد ومردودها النفسي العالي على شخصية العائلة المقاتلة التي تقف دوما في مقدمة الطابور الشعبي دينيا ووطنيا وقوميا ونزاهة .. للمرأة العراقية دور هائل في حمل اسرار الرجل المجاهد وحفظ ما اوجب حفظه بعيدا عن اعين الاعداء من المحتلين الاوباش ومن ذيولهم الجواسيس والعملاء وهذا بربي اصعب الواجبات التي تضطلع بها الماجدة العراقية .. لهذا تلاحظ ان كل ما يقال عن طبيعة المرأة في الثرثرة والاسهاب بالحديث وتفاصيلة عن أي موضوع في الحياة العامة ترى ذلك الاسهاب لا يتعرض الى حيثيات ومعلومات المقاومة عند الماجدة المقاتلة المجاهدة حرصا على حماية من يقاتل في بيتها من ناحية ومن ناحية اخرى حرصا على رفاقه في السلاح الذين تفخر بهم وبصحبتهم للرجل المجاهد من بيته .. هنا يكمن سر نجاح رجال المقاومة في تخطي اصعب اللحظات التي تمر بها عوائلهم من خلال تمهيد المرأة الماجدة واستعدادها لمواجهة اقسى الضروف ومن دون الوقوع بفخ الحصول على معلومات في حالات المداهمات التي تقوم بها قوات الاحتلال او القوات الحكومية العميلة .. هناك الاف الشواهد على المواقف الامنية الذكية جدا والمحسوبة بدقة المرأة العراقية على تفويت الفرصة على الاعداء في الحصول على المعلومة الخبرية او المادية التي قد توقع الرجل المجاهد في قبضة الاعداء وقد تنهي حياته وتلك بربي اروع الواجبات واشجعها وادقها التي تقوم بها المرأة العراقية المجاهدة .. مواقف وتصرف لا يمكن الخوض بتفاصيلها قامت بها المرأة العراقية البطلة الساند القوي والجدار الظهير المتين للرجل الثائر .. لقد وصل الحال بالمرأة العراقية الماجدة ان ضحت بقوتها وكنزها النقدي والذهبي وما تملك من اجل دعم الجهد المقاوم ولولا هذا الكرم وتلك العين المفتوحة للمرأة العراقية وقمة الايمان تلك بفكرة الجهاد لوقف الرجل عاجزا عن مواصلة الجهاد وبالتالي لاصبحت القيادات الميدانية والعليا في وضع اخر لا تحسد عليه من الضيق والعجز المادي ولكن كل ذلك جاء بحلوله من خلال تفهم المرأة العراقية الماجدة لفكرة الجهاد التي بالنتيجة توصل الى رضى الله والوطن والشعب بل وراحة الضمير المؤمن الحي .. المرأة العراقية الماجدة اكتفت بالقليل وتركت حرث الدنيا وراؤها وراحت تبسط الاحوال امام الرجل من اجل اضافة المعنويات الى معنوياته وبتلك الحال صبر الرجال على ما هم عليه لان وراؤهم نساء من طراز اخر ممتلئات بالايمان ولهن القدرة الهائلة على العطاء والايثار والتضحية في سبيل الواجب المقدس وهو الدفاع عن الوطن الذي تراه المرأة سليمة الفطرة والتربية بأنه دفاع عن الشرف الرفيع ودفاع عن الوجود وبالتالي دفاع الحق ضد الباطل .. لقد رعت المرأة العراقية الماجدة اطفالها وتابعت تربيتهم وتعليمهم في غياب الرجل المقاوم بل وحاولت سد فراغه في البيت واقناع اطفالها بقدسية غياب الرجل عن البيت وبقدرة المرأة البارعة في هذا المجال ,فلم تتفكك الاسر ولم يتدنى مستوى التعليم ولم ينحدر الاطفال الى الرذيلة بل بقي اطفال المجاهدين هم الاقوم سلوكا واخلاقا ومواقف بين جيلهم من الاطفال وتلك بربي مهمة بالغة الخطورة قامت واوفت بها المرأة العراقية الماجدة التي جاهدت وقاتلت الزمن الصعب وصروفه بطريقة منقطعة النظير ليبقى الرجل على حاله من المعنويات ولاكثر من سبع سنوات عجاف من الكر والفر مع عدو قوي وظالم وكافر لا يرحم .. المرأة العراقية وفي بعض الحالات اضطرت ان تحمل السلاح وتستهدف الغزاة وفي مواقف استفزازية استثنائية تم رصدها في المجتمع العراقي لتنبري المرأة العراقية مقاتلة بالسلاح ايضا في الضرف الخاص دفاعا عن البيت وعن العرض والشرف الرفيع بل وقسم منهن استشهدن او دخلن السجون في حالات كثيرة نتيجة تلك المواقف البطولية الاسطورية التي مارستها الماجدة العراقية وعلينا وعلى كل المنصفين ان نوثق تلك المواقف البطولية للمرأة العراقية المجاهدة .. المرأة العراقية استثنائية في مواقفها فكم منهن استقبلن جثث ومواكب تشييع ابناءهن وازواجهن واخوانهن واباؤهن بالهلاهل والاهازيج لهذا الموت بشرف الرجال وبقدسية الفراق الابدي مقارنة مع من قتل او مات عميلا او جاسوسا قذرا او قاعدا جبانا منافقا .. وهذا هو الموقف الاخر للمرأة العراقية الاستثنائية التي امست مثلا جبارا للمرأة العراقية بشكل خاص والمرأة الاخرى بشكل عام .. المرأة الماجدة العراقية قاتلت بقلمها القاطع لاوصال الاعداء حين استلته من غمده واساحت حبره على ورق المقاومة العراقية البطلة ليعانق قلمها بندقية الرجال الاشاوس ولم تتردد رغم الصعاب ورغم التهديد والوعيد من قبل الاعداء المحتلين وحكوماتهم العميلة .. بل قسم منهن دخلن السجون من وراء كتاباتهن وعذبن اشد التعذيب وهذا كان ثمن الكلمة المقاومة الشريفة التي اضطلعت بها المرأة العراقية المعطاء الظهير القوي للرجل المقاتل .. لقد اصابت اقلامهن قلوب وارواح الاعداء بطعنات نجلاء لا يشفون منها على الزمن البعيد والقريب وتلك بربي مواقف نسائية ماجدة لا تنسى بل ومتابعة من قبلنا ومن قبل قيادتنا العراقية المجاهدة الصبورة على المكاره والمؤمنة بقدرها ليل نهار لان الله معها وهو راعيها طالما انها على حق .. المرأة العراقية الماجدة استغلت مواهبها ايما استغلال دفاعا عن حياض الوطن والشرف الرفيع من خلال سيل القصائد وسرد القصص والروايات والابداع في هذا المضمار الانساني الذي يتغلغل بسلاسة الى القلوب البشرية ويحركها لرفض الاحتلال وباطله ومن ثم ينتصر للحق ويثور من اجله .. فطوبا لكن ايتها الماجدات الكاتبات والشاعرات والفنانات الاعلاميات الموجهات من اجل قضيتنا ووجودنا وتحرير بلدنا من كل درن احتلالي بغيض .. واخيرا وليس اخرا فالكتابة عن دور المرأة العراقية الماجدة المساهمة في ثورة تحرير العراق لا تفي بواجبها من خلال مقال او مقالين بل تحتاج الى مجلدات توثق للتاريخ .. فمن الاحداث التي اضطلعت بها المرأة العراقية الماجدة ما لا يمكن الكشف عنه اليوم وعن الاسماء الفاعلة ومنه ما يمكن التعرض له وابرازه من اجل رفع معنويات الرجال من ناحية ومن ناحية اخرى من اجل تحريك روح المرأة العراقية الاخرى التي كانت اما ضحية خيانة الرجل او قعوده وعدم مشاركته اهله في الدفاع عن الوطن والشعب والدين .. فالمرأة العراقية اهينت وقتلت وهجرت ولم تهوي في مستنقع العمالة والجاسوسية على الوطن الحبيب بل ظلت شامخة محافظة اكتفت في قليل الدنيا من اجل وفير الاخرة او قل الخير الباهر ما بعد التحرير فالجزاء من جنس العمل .. وغدا لناظره قريب .. ومن الله التوفيق ..