لكل انسان منا هدف وغاية والبحث عن اسلوب او طريقة لتحقيق هذه الغاية والهدف مشروع، لكن الامر يتطلب ان تكون الغاية (الهدف) والوسيلة (الطريقة) من نفس الجنس والجوهرة، وبهذا فان الهدف السامي يتطلب ان تكون الوسيلة لتحقيقه سامية والعكس صحيح، والاهداف التي يتطلع اليها الانسان متعددة ومنها الهدف السياسي، والهدف السياسي نوعان: الاول يتدنى عند البعض ليكون ارضاء للشهوات الشخصية التي نراها تتجلى في الهوس للوصول الى السلطة، وبالتالي يعطي العمل السياسي مفهوم الدجل ومسايرة الظروف، والثاني يرتقي الى التعبير عن حاجات الشعب وامنيه في التخلص من السياسين الفاسدين واستعادة ثقتة هذا الشعب بنفسه وبأنه اهل لنوع ارقى من هذا النوع من السياسين، ولمستوى ارقى من مستوى خلقهم وفكرهم وكفاءتهم. السياسيون الجدد الذين ابتلى بهم شعبنا في العراق بعد الاحتلال هم من النوع الاولى الذي اقل مايقال عنهم انهم غرباء لايفهمون روح هذا الشعب ومصالحه وهم نتاج احتلالين امريكي وايراني لارض العراق المقدسة وهم ثمار انحطاط وسقوط الاخلاق والقيم وسيادة المفاهيم الميكافيلية والبرغماتية في ظل الهيمنة الامريكية ويمينها المتصهين على العالم، وهم نبات نمى وترعرع في اجواء الفساد بعيدا عن الام الشعب وماسيه وعلى راسها الم (الحصار القاتل)، جاء بهم الاحتلال الامريكي في (بساطيل) جنوده، فاسحا امامهم مجال التنفذ والسيطرة فتحولوا بقدرة المحتل الى وزراء ونواب ووجهاء. اما النوع الثاني من السياسين الذين امنوا بفكرة (عقيدة)، فهم من ابناء الشعب الذي نبتوا في جو الشعب والامه وعرفوا حقيقته وهم من سياتي من رحم العمل الشعبي المسلح، متوجهين الى الشعب وحده معبرين عن روحه وامانيه يملاءهم الاعتزاز بالملايين من ابناء هذا الشعب المعزولة عن سلطة توجيه مقدراته، هذا النوع من السياسين سيثبت بان القيادة الصحيحة القوية المخلصة لابد وان يكون من نتاج الشعب المجاهد والمكافح، لا من الفئة الفاسدة التي تتسلط اليوم على رقاب الناس بمساعدة الاجنبي. ان اساليب العمل الصحيح لتحقيق الاهداف السياسية العليا لابد ان تستمده من الفكرالقومي ومن الحياة التي يعيشها ابناء شعبنا في العراق وابناء امتنا العربية هذه الايام، فالعمل السياسي الحقيقي مرتبط بالفكرة (العقيدة) تراقبه ويلازمه، وهذا العمل هو نابت من الواقع الحي، يجيب على ضرورات هذه المرحلة التاريحية التي يجتازها الشعب والامة، مرحلة ضعف وانحراف، وبدء يقظة نراها في المقابلات التي تجريها الفضائيات مع ابناء شعبنا في العراق وعلى امتداد الارض العربية الذي يعبر بصدق وعفوية عن تطلعاته، لا بد ان نزيل عنها الغبار عبر الابتعاد عن الصيغ الجامدة والقيم الميته، ولابد للعمل السياسي المرتبط بفكرة ان يستقر في اعماق الارض والمجتمع وهذا لايكون الا بتغير كل الاوضاع والمفاهيم الذاتية والموضوعية القائمة. علينا الايمان بان الفكرة الصحيحة قابلة دوما لان تتجسد بعمل صحيح، وهذا يعني التخلص من الاعتقاد بان الفكرة لا تصلح الا ذريعة وستار لعمل لا يمت اليها بصلة ولايقوى على التخلص من الاساليب والاغراض السياسية المعروفة ولا يطمح الى احداث اي تغيير جوهري في تفكير الناس واخلاقهم وبالتالي في اساس حياتهم، ان عدم فهم الفكرة وضعف التعلق بها يؤدي الى اختلاط الحابل بالنابل وذوبان الفوارق بالقيم وفقدان الثقة بالمبدأ من حيث هو مبدأ وتشابه التصرفات والنتائج بين الوطنية والخيانة. ان التهاون والتساهل في الاسلوب يعني تفريطا بالفكرة (العقيدة) نفسه، و مهمة العقائديون هي التنبيه والعمل على رصد اي انحراف والعمل على استرجاع قيمة الفكرة والثقة بها وان توجه العناية الى الاسلوب باعتباره انه اصبح المميز الوحيد والفارق الحقيقي بين الفكروالمبادىء من اختلاف وتفاوت وان يركزوا على علاقة الفكرة بالاسلوب، وان تحدد هذه العلاقة بشكل يجعل الاسلوب تتمة عضوية للفكرة، فلا تبقى هناك غاية وهناك وسيلة وهذا ماتقتضيه المرحلة الحالية. ان الواقع الحالي الذي يعيش فيه ابناء العراق فاسد لكنه لايعبر عن الحقيقة الكامنة في عمق الارض وفي نفوسهم، وان النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه ابناء هذا الشعب متفسخ، لكن هناك ماهو ارقى منه وهناك مستوى اعلى من هذا الواقع ياتي عبر العمل الشعبي المسلح الذي تتكامل فيه الاداة التي تقوى على احداث التغير، العمل الجهادي الذي تنتشر فكرته وتعمم على انحاء العراق والوطن العربي الكبير ليتم التغير الشامل في الاخلاق والفكر والحكم والتشريع للوصول الى المجتمع المنشود (الحلم)، الحر الموحد، حيث يكون الانسان العربي (الفرد) في مكانه المناسب ويبدل حكم الخونة والمأجورين بحكم الفكر (العقيدة) والعمل.