كثر الحديث عن الارهاب وتعددت الآراء حول اشكاله ووجوهه وتناولت عديد من المقالات حول الاحداث الاخيرة في كنيسة سيدة النجاة في الكراده ببغداد والاعمال الاجراميه التي اعقبتها بعد يومين في معظم مناطق بغداد السكنيه والكثيفه بالناس الابرياء فراح ضحيتها عشرات من الابرياء والتي استنكرتها كل بلدان العالم وكل المنظمات العالميه مهما اختلفت معتقداتها. الارهاب واحد مهما تنوع الارهابيون وتفننوا في قتل النفوس البريئه والتمثيل بها لانه (من قتل نفسا بريئه كأنما قتل الناس اجمعين) لكن اذا حاولنا تفسير المسميات حسب اهوائنا وعواطفنا الشخصيه دون النظر الى شرائع الله وكتبه المقدسه ووصايا الانبياء والمرسلين والاقتداء بها والعمل بموجبها وتطبيقها من السماء على الارض سنكون قد جنينا على انفسنا وعلى مجتمعنا الذي نعيش فيه والمحصله النهائيه ستكون كارثيه ونتائجها وبالا علينا ستمزقنا هذه الافعال وتشتتنا وتقطّع اوصالنا اربا اربا لاننا نسيّس الدين ونديّن السياسه وهذا اشد الاخطار وافتكها بالروح والجسد. وهذا الذي بدأ يحصل على نار هادئه ومع شديد الاسف ان لم يقف في وجهه رجالنا الاشاوس والطيبون من كل دين ومذهب... لان البعض واقولها بمرارة وغصّه نعم البعض من الاشرار تجرد من ايمانه ومعتقده وركب رأسه ليتهور وينطح بقرون حاده في كل حدب وصوب ليقتل الطفل الوديع والشيخ الاعزل يخطف طفلا او بنتا لتحقيق اهداف سياسيه وبدافع الانتقام فيقتل ابرياء حرم الله قتلها. اخواني القراء : الارهاب واحد في كل صوره واشكاله بشع شرير شرس يجب ان نمقته مهما كان لونه وهدفه ونعزله عن الجهاد في سبيل الله وعن النضال والكفاح من اجل تحرير الاوطان لان هذه الدماء التي تسيل خارج هذا السياق هي ضحيه وخسارة للوطن وللشعب ايا كان صاحبها... الارهاب واحد سواء قدم من الشرق او من الغرب فنحن يجب ان لانميّز بين ارهاب سلطه او دوله او جماعة وعصابه تقتل الناس العزل والابرياء... يجب ان نضع هذين النوعين من الارهاب في كفتي ميزان فتتعادلان ومن يفرّق بينهما فهو ليس وطنيا ولا يكفر الارهاب ويدينه لان الارهاب لادين له... لكن يعبر عن شجبه بلسانه او على الورق... وهذا اضعف الايمان فهل هذا يكفي لوضع حد لقتل البريء؟ لنحكم ضمائرنا دون الانجرار الى العواطف او التحيّز ونبدي آرائنا وكما امر الله به فنحن عباده الصالحين ونبين وجهة نظرنا في الوقائع التي حصلت منذ احتلال افغانستان والعراق واحداث الحادي عشر من سبتمبر وعمليات القتل في كثير من بقاع العالم والتي ينسبها البعض للقاعده او لغيرها من المنظمات الارهابيه الاخرى فالهدف واحد والدم الذي يسيح ويسفك هو للبريء سواء من قتل في منتجعات مصر السياحيه او في منتجع بالي باندونيسيا ام في جبال باكستان وافغانستان بقصف قراهم وبيوتهم واسواقهم وجرائم ابو غريب واغتصاب عبير في المحموديه وانتهاك اعراض الناس والتعذيب في السجون والمعتقلات ووثائق ويكيليكس ام في اسواق الفلوجه والمسيب ومدن تركيا والفلبين وكثير غيرها كلها مدانه بكرة واصيلا ويجب ان يشجبها كل ضمير انساني حيّ... المجتمع الدولي يجب ان لايكيل بمكيالين ويجب ان يدين القاتل مهما كانت هويته لانه يقتل الابرياء العزل فعندما يقصف الطيار الامريكي مدينة عراقيه او افغانيه او باكستانيه لايميز من سيقتل سيموت حتما خليط من الناس الابرياء من طفل وشيخ وامراة ويحرق الغل والبيت وينفق الحيوان وكل كائن حي بلا استثناء اليس هذا ارهابي بكل معنى الكلمه؟ وعندما يدخل الارهابي الكنيسه او المسجد وهو مدجج بالسلاح ومتمنطق باحزمه ناسفه ويحمل في يده قنابل لا ليقتل الابرياء والمصلين في بيوت الله فقط كما يدعي وانما لينشر المبادي والمعتقدات التي يؤمن بها عن خطأ فهل يمكن ان نصنّف هكذا عصابات بالمتدينين او متحمسين لنشر مباديء دين سمح ومتسامح ويؤمن به مليار من البشر... حاشا لله ان ينتمي مثل هؤلاء المراهقين المدفوعين والمدربين خارج الوطن وظلما ينتمون الى هذه الشريعه التي تتبرأ منهم جملة وتفصيلا. انا لا اضع فرقا بين جورج بوش الاب وابنه وتوني بلير ومن تلطخت اياديهم بدماء العراقين والمسلمين الابرياء وكل البشر لا استثني حتى فاجعة مومباي في الهند والتي راح ضحيتها عشرات الابرياء على يد الارهابيين من دولة جاره لهم هل نعتبر اؤلئك الضحايا كفره وملحدين يجب ان نقتلهم ونستأصل وجودهم؟ هل هكذا تقول لنا شرائع السماء؟ اذا الارهاب واحد وان تعددت وجوهه عليه ادين اصحاب القرار ومن بدأ بهذا العنف واشعل شرارته واوقد لهيبه ليدمر دولا وشعوبا تحت حجج ومسميات كاذبه وغير دقيقه ثبت بطلانها. هذا مافعلوه بالعراق وافغانستان فقتلوا شعبا اعزل ودمروا بلدا كانت تسوده الوحده والمحبه بين ابنائه ونفذوا عملهم الاجرامي بحق هذا الشعب ليصل ما وصل اليه. انا لا اضع مقارنات و فروقا بين العصابات التي هاجمت بغداد بصواريخ باتريوت وسكود والقنابل العنقوديه والصواريخ الموجهة باشعة اكس في حروب قذره من قبل رؤساء الولايات المتحده الامريكيه ومنهم كلينتون وبوش الاب وابنه... ألم يقتلو الطفل والمرأة والشيخ وهدموا بيوتهم على رؤوسهم... ألم يهاجموا جموع المصلين وطلاب المدارس والمتبضعين في سوق المسيب والفلوجه والموصل وبغداد وغيرها من المدن العراقيه وحولوها الى اشلاء منثوره؟ اذا مالفرق بين هؤلاء القتله ومن خطف طائرة مدنيه واسقطها على الناس الابرياء وقتل من فيها ومن سقطت عليه؟ ألأم يموت المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي في هذه العمليات؟ ... أليسوا ايضا ابرياء يجب ان نقول الحق حتى على انفسنا. اذا مالفرق بين عصابة بوش المجرم ورهطه ومن تورط معه في فناء العراق وتدميره وبين العصابه التي هجمت على كنيسة سيدة النجاة... كلاهما عصابتان ارهابيتان حاولتا ادخال الدين في السياسه والدين بريء منهما : بوش اصدر اوامره بالمباشره في الهجوم على العراق وهو مخمورو بدواعي الحقد والكراهيه وباسم الدين وظلما ادعى ويدعي بانه ينتمي الى دين سماوي يحرم قتل النفس فالمسيحية بريئة كل البراءة من هكذا حكام وسيلحقه الخزي والعار في حياته ومماته وهو ينعت حرب العراق بالصليبيه والصليب بريء منه ومن فعلته الشريره وهاهو قابع في مزرعته نادما لكن (بعد خراب كل شيء) بعد ان لفظه شعبه قبل ان يلفظه العالم بأسره هاهو يلعن نفسه وفعلته البائسه ... اذا ما الفرق بين عصابة بوش وعصابة المراهقين الذين غسلت ادمغتهم والسوا هذا اللباس لقوموا بتنفيذ جريمتهم البشعه بحز رقبة طفلة عمرها اربعة اشهر على المذبح وهم يكبرون ويصفونها بالكافره.. وقتل كهنه وشيوخ ونساء بلا رحمه... هل يمكن ان نميز بين هذين الشكلين من الارهاب أذا؟ فالارهاب واحد اخوتي القراء ويجب ان يستأصل و يأخذ كل مواطن دوره في الوقوف ضد هذا التيار الذي يهدد سلامة البلد لانه سيدمر ويحرق ماتبقى من بيدر العراق وسيخلط الاوراق بعبث وعنجهيه وقسوة... يجب ان ندينه مهما كان شكله ولونه ورائحته قبلما يستفحل خطره ويزحف ليحرق حتى خضرة الحقول المتبقيه ((وحسبنا الله ونعم الوكيل)) يجب تجفيف منابعه والوقوف بوجهه بقوة ووحدة العراقيين وصلابتهم ووطنيتهم فالرهاب واحد سواء جاءنا قادما من خلف الحدود او تمت تغذيته من داخل القطر لانه فهو خاسر في كل المقاييس ولابد من زوال هذه الغمه وسيلحق اذى بنفسه اولا وبمن يدفعه الى هذه الافعال الشنيعه ثانيا وبالنتيجه نكون قد خسرنا كل شيء... وسنندم ونعضّ الاصابع ويوم لاينفع الندم.