كَتَبْتُ إليكِ في حُلُمي كتاباً وأوْدَعْتُ المحبةَ في كتابـــــــي وأسمعتُ الحروف رفيف قلبي وما حَمَلَ السؤال من الجوابِ وقد سافرتُ في أفقٍ بعيدٍ وقد حلقتُ في مُدُنِ الغيابِ وحدثتُ النجومَ حديثَ خِلٍّ تضوَّعَ بالمودةِ والعذابِ وخلتُ بأنني آثرتُ صمتي فهمهمتِ السكينةُ في شعابي ولم أُسْلِمْ رؤاي إلى فناءٍ مخافةَ أن أعود إلى صوابي وقد خبأْتُ وجهيَ تحتَ سيلٍ من الأمواجِ تزخرُ بالعُبابِِ وما أعلنتُ إلاّ فيضَ شوقٍ تمثل بالرحيلِ إلى الإيابِ وإني إذ سريتُ على جناحٍ من الكلمات يحملني خطابي إلى بغداد تلك ا لأرَّقتني وصارت كالنسيمِ تدق بابي وظلَّ غزالها يجري طليقاً بروض هوايَ يمرح في الروابي وكم غنّت على كفي كطير ٍ تُلاعبني وتشربُ من شرابي شفيعيَ أنني فيض ٌ غزيرٌ من المطرِ المفضضِ بالسحابِ وأَنَّ أصابعي طلعٌ نبيـــلٌ من النخلِ المسافرِ في الهضابِ وأَنَّ دمي تبرعمَ آدميّـــاً فغادَرَني وأوْدَعَني ثيابي أقولُ وقد حلمتُ وكنتُ أُذكي شموعَ مودتي وندى شبابي وقد أحصى المدى ضرباتِ نبضي ولاتَ مناصَ يُخطئُ في الحسابِ وطارحتُ البلابلَ بوحَ شدوي وشاغلتُ الطيور على الروابي وما عاتبتُها إذْ أنَّ قلبـــــــي خلا رغم الحنين من العتابِ أُجاذِبُها المحبَّةَ في ابتهالٍ من الصلواتِ بالكلمِ المُجابِ وقد صيَّرتُ أجنحتي شراعاً فطرتُ لها لأُبحرُ في الضبابِ تناثَرَ ريش أجنحتي ولكنْ سريتُ مع المدى مثل العقابِ لأهبطَ بي على حصن ٍ منيفٍ من الصرح المسوَّرِ بالقبابِ لتنطلق الشموس وقد تنادتْ بها الأضواء في كلٍّ الرحابِ تزاحِمُها النُّجومُ كأنَّ سيــــلاً من الأفلاك ينزلُ بانسكابِ وها أنذا أحدِّقُ في فضاءٍ توشَّحَ بالنظارةِ والشبابِ فأقرأ وسط حضرتها نشيداً عذوبةُ عزفه بوحُ الرّبابِ سلوا بغداد عني فهي أدرى وقد خبرَتْ هوايَ وكلَّ ما بي من الشوقِ العظيمِ كأنَّ روحي أضاءَ فناءَها عودُ الثقابِ فذابَتْ شمعةً زادتْ بهاءً على جَنَباتها بالإنسكابِ وها أنا ذا أقبَّلُ وجنتيــها لكي أحيي المحاجرَ باقترابي وقد أحسستُ أني لصقَ نفسي فأسلمتُ الفؤادَ إلى مآبي