يُحكى أنه كان هناك والي في إحدى الدول العربية يلتقي المواطنين مباشرة ،وذلك لسماع شكاواهم ، ويجلس بجانبه أحد الوزراء الذين يعتمد عليهم ، وله القُدرة في إعطاء الحلول لحضرة الوالي . أحد المواطنين البسطاء جاء يشكو حياته المعاشية ، حيث أن مسكنه هو غرفة واحدة فقط ، وله من الأبناء الكثير ، وكذلك فإنه يمتلك أغنام وأبقار، وغيرها من الحيوانات التي تدر عليه الرزق ، وما أن سمع شكواه حضرة الوالي وحار في أمره لأنه لا يريد أن يهديه بيتا ، أومأ إلى الوزير لإيجاد الحل ، فبادر الوزير بالطلب من هذا المواطن المسكين أن يضع جميع الحيوانات في غرفته ، ويأتيه بعد أسبوع ،وخرج المواطن لينفذ أمر الوزير وفعلا وضع كل ما يملك من أبقار وأغنام وغيرها من الحيوانات في الغرفة التي يعيش فيها هو وأبنائه ، ومر أسبوع وعاد إلى حضرة الوالي ، وما أن رآه الوزير بادره بالسؤال عن وضعه الآن ، لكن هذا المواطن أخذ يبكي من وضعه الحالي غير المحتمل ، فطالبه الوزير بإخراج البقر من غرفته ، ويعود إليه في الأسبوع التالي ، ونفذ المواطن الأمر ، وعاد إلى حضرة الوالي في الأسبوع التالي ، وتكررت الحالة حينما شاهده الوزير فبادره بالسؤال عن وضعه فأجابه المواطن بأن وضعه مازال سيئا، لأنه لم يذق النوم منذ نصيحته الأولى ، مما حدى بالوزير أن يطلب منه إخراج بقية الحيوانات من الغرفة ، ويعود إليه في الأسبوع الذي يليه ، ونفذ المواطن هذا الأمر ، حيث أخرج جميع الحيوانات من غرفته ، وعاد إلى حضرة الوالي ، وما أن رآه الوزير والسؤوال عن حاله ، أجاب المواطن المسكين ، الآن الحمد لله وشكرا لحضرة الوالي . تذكرتُ هذه الحكاية وأنا أتابع ما حصل لتشكيل " الحكومة في العراق " ، فمن هو الوالي ؟ ومن هو الوزير ؟ ومن هو المواطن ؟ ، أترك الإجابة للقارئ الكريم .