من مهازل زمن (الديمقراطية) أن يصبح الموت أفضل من العودة لأحضان الوطن ،، هذا ما وصل أليه حال الأنسان العراقي الذي فضل الموت منتحراً في أرض غريبة على أن يعود للعراق!!،، فكيف علينا أن نفسر هذه الحالة ،، وكيف لنا أن نقرأ الوضع المآساوي في العراق الذي أصبح الموت أفضل منه؟!. لم يترك العراقيون باب إلا وطرقوه من أجل أن يجدوا ملاذاً أمناً يخلصهم من طاعون (الديمقراطية) الذي أنتشر بالعراق وراح ضحيته الملايين ،، فكانت أستراليا وجهة الكثير من العراقيين لما تتمتع به من مميزات تفقدها باقي دول العالم ،، ورغم أن طلبات اللجوء تنتهي بالرفض فأن العراقي الذي لم يبقى لديه شيء يخسره ويغامر به سوى حياته لايفقد الأمل في حصوله على اللجوء حتى وأن وصل بطرق غير شرعية ،، ولهذا فأنهم يدفعون مبالغ كبيرة للمهربين الذين يوصلوهم عن طريق البحر للشواطئ الأسترالية ،، وطبعاً بمراكب قديمة غرق منها اعداد كبيرة ،، وبعد أن يصلوا لأستراليا يتم احتجازهم في (كمب) خاص ،، وتنظر دائرة الهجرة في طلباتهم المقدمة ،، فيمنحون البعض ويرفضون البعض الاخر ،، ويتم تسفير من يرفض طلبه إلى بلده ،، وللعلم ،، في حالة حدثت قبل فترة فقد وصل بهذه الطريقة شخص معظم عائلته تعمل في المنطقة الخضراء ،، وبمناصب كبيرة ،، وهو من المنتفعين من الاحتلال بشكل كبير ،، وقبلت الحكومة الاسترالية طلبه ومنحته اللجوء !!،، مع العلم أن هناك في (الكمب) عراقيون بحاجة للجوء أكثر منه رفضت طلباتهم ،، ومن ضمن من رفض طلبه عراقي يبلغ من العمر 40 عاماً (أب لأربع أبناء يعيشون في العراق) ،، فوصل اليآس بهذا الرجل إلى الدرجة التي فضل فيها الموت على العودة للعراق ،، فأنتحر بشنق نفسه في حمام بعد رفض طلبه مرتين ،، ووقعت هذه الحادثة يوم أمس في مركز الاحتجاز (فيلاوود) في سيدني. هذه الحادثة تأخذنا إلى تصور الحالة المآساوية التي يعيشها الشعب العراقي ،، وتعكس لنا صورة الحالة النفسية التي أصبح عليها العراقي الذي فضل الموت على العودة للوطن ،، فبأس ديمقراطية جاءت بها أمريكا يفضل العراقيون الموت عليها ،، فأين وصلت الحالة بالشعب العراقي الذي فضل لقاء ملك الموت على العيش تحت سلطة نوري المالكي.