جـِـئْنا نُقدّم وردةً وسلاما فلــقد غـــدونا جـثة وركامـــا مِنْ أيـن أبدأُ بالكتابة بعـدمـــا كسروا الدواةَ وأخرسوا الأقلامابـغدادُ بعدَكَ لمْ تُضفّر شعرَها والنخلُ بعدك ما استضافَ حَمامايَبْكيكَ أطــفالُ العراقِ فكلُّــــهمْمِنْ بــعد موتِك أصبحوا أيتامــا والأرضُ قد ضاقتْ على سكّانهاوالموتُ حلّقَ في العراقِ وحاماوالماجــداتُ تلوَّثت أعراضُهن فمَـن سـِــــواكَ يُطـهِّر الآثامـــاكسرى يُوزِّع في العراقِ سُمومَه بـين الأَزِقـَّـةِ يَنْشـرُ الإجرامـــاوالموتُ صارَ مُخيِّماً والعلقميُّ أطـالَ في أرض العراقِ مُقامــا ***يا موسمَ الأفراح كيف تركتَني فوقَ الرّصيف مُمزّقا وحُطامــابغدادُ كيف نبذتِني أهُوَ الصدودُلمـَـنْ بأهداب الحبيبة هـامـــــاكيف افترشْتِ الحضنَ للغرباء كيفَ خلعت عن وجه العفاف لثامالا أنت مَنْ أحببتُها يوما ولا مـَـــنْ بادلَـتني بالـغرام غَرامـــاوأنـا الفلسطينيْ الـذي عَشِـق العراق حضارة وعروبةً ومَقامافلـْتعذريني إنْ قسـوتُ فربـمـاكحـْـلُ العـيون يسبب الآلامـــا ***بغداد تبحثُ عن شقيقاتٍ لــها تسـتصرِخ الأَمـْصارَ والأهرامــالا تسـتغيثي فالعـروبة كذبةٌوالعُربُ باتوا في الحضيض نيامالا خالد في الحي يصقل سيفهكـــلا ولا عمـــٌر يُغـيث خـيامـــا ***يــا أنبلَ الشــهداءِ إرجِع مرةً وانشُـر ببـغدادِ الســلامِ سلامـــاخانتْك أشباهُ الرجال وطالما خانــوا قُبيلكَ مُصْلِحاً وإمـامـــاهم حاربوك لأنهم وجدوا الحسامَ يظــل في كـفِّ الكبير حُسـامــاوأردت تبنـي للعروبة مجدَها مِـن بعد أن ملأوا البلادَ ظلامـاحرقوا العراقَ لتَسْتتِبَ عروشُهمأبَتِ الخيانةُ أن تفارقَ أهــلهاباعـوا العراق ليشتروا الأوهامـا***نبكيكَ ملءَ جفوننا يـا ســـيدا شَــغَلَ الزمانَ وطاولَ الأيامـــافالعالمُ العربيُّ أصنامٌ نُقدِّسها كأنّ محـمدا ما حـطّم الأصنامافمِن المُحيط إلى الخليج حَظائرٌ راع يســوق بـِحَـقْلـه أغـنامــــاوعَوائـلٌ تتوارثُ الأجــيالَ في وطـــني كـما تتوارثُ الأنعامــاوالشـــعبُ مــبتهجٌ بخـَـيبتِه إذاعَطَس) الزعيمُ أحالها أنغامــاوالحاكــمُ العربــيُّ إمّــا خائنٌأو جاهــــلٌ يَستَصغِـر الأقلامــاوالشـعب بـين مُـطبِّلٍ ومُزمِّـروزعيمُه قِــــردٌ يعيشُ فُصاماوالحاكم العربيُّ نمرودٌ هُـنا وهناك جَرو يلعقُ الأقداماوالشـــعبُ إمّا فَرْخةٌ مذبـوحةٌ او أَرزَقــــيٌّ يَطلــبُ الإنعام***أسَـدٌ على شــطِّ الفراتِ بِكِبْرِهيَطـوي الجراحَ ويكــظِم الآلاماكـــم مِنْ يدٍ خانتْكَ إذْ عاهدتَهاونطيـحة نَفَثَت علـيكَ سُــــقاماكـــم مِنْ يدٍ بادرتَها الإكرامَ قد ردّت إلـيك المَكرُماتِ ســـهامانحن الحقارةُ كلُّها .. كلبٌ يُعاقر كلبة .. ديـك يبيض ســُـخاماوإمامُنا في الليلِ عاهرةٌ ومـع ضوء الصباح يَبيعُنا الإسـلاماسُحقا على وطنٍ إذ الخِصيانتحكمه .. فأصبح للكلابِ طعاما ***حتى بموتك ما استراحوا سيدي حـتى بمـوتك زِدتَهم إيلامـــــافأتيتَ مقصلةَ الشهادةِ باســـماً لم تحـنِ رأســاً للطُّغاةِ وهــامالم تسألِ العُملاءَ مَرحمةً ومنذ متى الفوارسُ تطلب استرحاماووقفتَ ســيفا شـامخا فكأنما تصطادُ من كـفِّ الإله وســاماوزأرت: (تُفٍّ) مِن زمانٍ عائبٍفيه الأراذلُ أصبحوا حُكّامـــاكنتَ المسيحَ على الصليبِ مُعلقا كنتَ الكبيرَ عن الصِغار تساماوبلحظةٍ ودّعتَنا ومضيتَ فــي اثــر الحجـيج لتبدأ الإحرامــاخَرِست عصافيرُ العراق حزينة وحـمامُ مــــكةَ للفجيعةِ هامــاومضى الزمانُ بأُسدِه ورجالِه والـيومَ صـرنا نعـبدُ الأقــزامافَلَرُبَّ مَيْتٍ في المماتِ حـياتُهولرُبَّ حـيٍّ في اللحودِ أقامـــا سنُعلِّم الأحـــفاد أنك فـــارسٌ لــم يحنِ رأســـاً للطغاةِ وهاما***لا اعينُ الجبناء نامت سيدي كلا ولا سيفُ العـدالة نامـــــاعاد الرجالُ إلى الرجولةِ إِذ رأوا منك المواقفَ تصنعُ الأحلامــابغدادُ قد جاءتْكَ بالبُشْرى فقد أضحى التتارُ بسَـوحِها أرقاما]صرعى على أسوارها سقطوا وجنْدُك حولَهم قد أطبقوا الإحكاماهي ســاعةٌ للنصر ثم نحيلُهمجِيَفَا لــــــدودِ الرافدين طعاماهي ساعةٌ كي نكْنِس العملاءعن أسوارنا ونُزخْرِف الأعلاماوسَنطرد الجرذان شرقا عن مدائننا ويبزغ فجرُنا بســــامايا أروع الشهداء إنك خالـــدٌ فلــقد غدوتَ لأمــة إلهامـــاطَلَع الصباحُ فليس تُهزَمُ أمّة في ذاتِ يومٍ أنْجبتْ صــــداماالفاتحة على روح الامه العربيه