التشيع الصفوي ،، هي حركة سياسية ليس لها صلة بالمذهب الشيعي لامن قريب ولا من بعيد ،، وهي أقرب للمنظمات الصهيونية من ناحية الفكرة وأستغلال الدين ،، ويمكن وصف التشيع الصفوي بـ " حركة ظاهرها ديني وباطنها سياسي ، تهدف إلى تطويع المجتمع وأحتواءه والسيطرة على أفراده"،، والجدير بالذكر أن (فقهاء) حركة التشيع الصفوية ركزوا بشكل كبير على تحفيز العاطفة والغريزة على حساب أضعاف العقل وتحديد التفكير ،، ليجعلوا من أتباعهم مجرد آلة تتبع التعليمات ولا تمتلك القدرة على أتخاذ القرارات ،، أما أسباب ظهور هذه الحركة فيعود لعدة عوامل سياسية. هناك رواية (من الخيال الصفوي) تدعي أن أسباب لجوء الدولة الصفوية (للتشيع) جاء على خلفية (أنفصال) الشاه أسماعيل الصفوي عن زوجته بالطلاق للمرة الثالثة ،، وهذا ما جعلها محرمة عليه حسب ما يقره المذهب السني (الذي كان يتبعه) ،، فما كان أمام الشاه أسماعيل سوى أن يصبح من أتباع المذهب الشعي الذي لايعارض عودة المرأة لزوجها بعد الطلقة الثالثة ،، ومن هذه الحادثة يلمس أسماعيل الصفوي (كما تدعي الرواية) أن المذهب الشيعي هو الأصلح فجعله مذهب الدولة الرسمي!!. أن رواية الشاه أسماعيل وزوجته ليست سوى رواية خيالية لاصحة لها ،، فالتشيع الصفوي يعود إلى فترة سبقت قيام الدولة الصفوية !!،، وأن الشاه أسماعيل كان شيعياً (تشيعاً صفوياً) قبل أن يتوج ملكاً على بلاد فارس ،، فقد حول "حميد بن جنيد بن صفي الدين الاردبلي" ،، (والد أسماعيل الصفوي) ،، الحركة الصوفية التي أسسها قطب الأقطاب (الجد السادس لاسماعيل الصفوي) إلى حركة سياسية (تدعي التشيع) ولكنها متطرفة ومغالية في معتقداتها وفي تأويلها الباطني ومتعصبة في الولاء لصاحب السلطة إلى درجة التقديس ، وقد منح هذا التغيير نقلة نوعية لشيوخ الطريقة الصوفية الذين أصبحوا دعاة سياسة بغطاء ديني ، مما سهل لهم الاشتراك في الاحداث السياسية في إيران وأذريبيجان!!،، وكانت هذه بداية حركة التشيع الصفوية التي ورثها الشاه أسماعيل الصفوي وعممها بالحديد والنار على الرعية ،، وقد أطلق على الحركة في عهده بالقزلباشية (ذوي الطاقية الحمراء). بعد المعارك الضارية التي خاضها إسماعيل الصفوي ضد منافسيه، والتي حقق فيها انتصارات كبيرة بالسيطرة على القبائل والاراضي المترامية وضمها لسلطته ، أسس الدولة الصفوية عام 1501م ونصب نفسه شاه عليها متخذاً من تبريز عاصمة لدولته ،، وما أن تركزت دعامات الدولة الحديثة حتى أعلن الشاه أسماعيل أن التشيع هو مذهب الدولة الرسمي ،، وبدأ يدعو الناس للتغيير ،، وعندما نصحوه بأن هذا قد يثير الرعية الذين يتبعون المذهب السني ،، قال مقولته الشهيرة ،، "إنني لا أخاف من أحد ،، فإن تنطق الرعية بحرف واحد فسوف امتشق الحسام ولن أترك أحداً على قيد الحياة"،، ثم أجبر الرعية للدخول في المذهب الجديد بالحديد والنار ،، وسن قوانيين تعاقب المخالف تصل إلى حد الموت ،، وقد حُصدت أرواح كثيرة نتيجة رفضهم التغيير ،، من بلاد فارس أو من العراق (بعد أحتلاله) ،، ومن الأهداف التي سعى أليها اسماعيل الصفوي بفرضه التشيع الصفوي هي: * التخلص من فرض دخول الدولة الصفوية (ذات الغالبية السنية) تحت مظلة دولة الخلافة العثمانية (السنية) ،، وهذا السبب أدى فيما بعد إلى تراجع الشاه أسماعيل الثاني أبن طهمساب أبن اسماعيل الصفوي عن قراره بارجاع بلاد فارس إلى المذهب السني. * تجريد المجتمع الفارسي من الولاء المذهبي للخلافة العثمانية السنية بتغيير مذهبهم ،، وتوسيع هوة الخلاف بدق أسفين الطائفية. * النهوض بفكر عقائدي متكافئ بالقوة مع الفكر العقائدي لدولة الخلافة العثمانية يعاكسه بالاتجاه يمنح الدولة الصفوية قدرة لمواجهة العثمانيين بدوافع دينية. * أحتواء الفرد والسيطرة عليه من خلال حصر المجتمع بشخص رجل الدين (القريب من صاحب السلطة) ،، الذي يستخدم الفتوة الدينية لتحريك الرعية. * ألهاء المجتمع في صراعات عقائدية وقومية من أجل أبعادهم عن الصرعات السياسية الداخلية. لقد عملت حركة التشيع الصفوي على تقسيم المجتمع الاسلامي مذهبياً وكذلك (عرقياً) ،، فشنت حرباً ضد العرق العربي بإحياء جسد الشعوبية ،، رغم أن الصفويين أدعوا العروبة بربط نسبهم ببني هاشم ،، يقول علي شريعتي عن الشعوبية في الدولة الصفوية " بغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية". يعتبر (الخميني) من أكبر وأبرز المنظرين لهذا الفكر في العصر الحديث ،، ومن المجتهدين في أحياء تراثه وتجديدة بحلة من الافكار التي تتناسب وتطلعاته ،، فقد نهض بحركة التشيع الصفوية ونقلها من حالة الخمول الى النشاط من جديد ،، رغم أن نشاط التغذية الفكرية للحركة والجهود المبذول لأستمراريتها ظلت على الدوام تعمل لتطوير الأفكار ،، الا انها تسارعت بشكل كبير مع وصول الخميني للسلطة ،، ومن الجدير بالذكر أن أول مطبوع صدر بعد قيام الجمهورية الاسلامية كان بعنوان الغزو الثقافي حيث رفع الخميني شعار محاربة الثقافة الايرانية التي وصفها بالدخيلة والقضاء عليها ليحل محلها بأفكار حركة التشيع الصفوية من جديد ،، ورغم وفاة الخميني ألا أن ميراثه الفكري أصبح قاعدة متفرعة لازالت تنمو وتتشعب بكل الاتجاهات لتثبت وجودها بكل بقاع المجتمعات التي تؤمن بالتشيع الصفوي وأفكاره التي طورها الخميني.