إن كانت جريمة إغتصاب فلسطين جريمة القرن العشرين فأحتلال العراق وقتل شعبه وتدميره جريمة القرن الحادي والعشرين بإمتياز، وقد طرحنا في مقدمة مقالنا الجزء الأول، ثلاثة أسئلة عن الجريمة ودوافعها،وكتبنا في الجزئين 1و2 إجابة لمجموعة الأسئلة التي أردناها مدخلا لتحليل الجريمة، واليوم نكمل إجابة تلك الأسئلة التي تعطي للمواطن والقاريء حقيقة الجريمة وأهدافها ودور حكومة الإحتلال فيها ودور دول الإحتلال ذاتها، واليكم أجوبتها: 1. لماذا إستهداف الكنيسة وفي يوم الصلاة الجماعية للمؤمنين من المسيحيين؟ إن إستهداف مؤمنين يؤدون شعائر دينية ويقيمون صلاة فرضها الله على عباده، وإلتزم بها الذيم آمنوا منهم بكتبه ورسله هو عمل عدواني، معادي لله وملائكته وكتبه ورسله وإعلان عن الكفر، لأن الله سبحانه وتعالى علمنا وأمرنا بأن الإيمان هو توحيد الله عز وجل في علاه واليوم الآخر والعمل الصالح، وقد أكدها القرآن في الآية 62 من سورة البقرة (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، هذه هو الإيمان وهذه هي أركانه وأعمدته، فمن يبتدع غير هذا فقد حرف وغير قول الله، وهو معادي للإيمان بالله وأنبيائه ومكذب لما جاء في كتبه التي نزلها للبشرية، وهو ليس على ملة أي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام أجمعين، فأؤلئك الذين يفتون بجواز قتل المسيحيين ليسوا من الدين في شيء بل هم جنود للشيطان وجند للدجال، وبما أن هذا العمل الإجرامي الشنيع يمثل كفرا بما شرعه الله ونبيه الكريم محمد العظيم إذن لماذا إستهداف المؤمنين وهم يؤدون منسكهم الديني في بيت من بيوت العبادة التي حرم الله فيها القتال والرفث والفسوق وبإسم الدين؟ هذا الذي ندعوا كل مؤمن أن يعيه ويتحرى أسبابه وأهدافه ويدقق من المستفيد منه. 2. áãÇÐÇ ÇáÓÑÚÉ ÇáÎÑÞÇÁ æÇáÑÚäÇÁ æÇáãÊåæÑÉ Ýí ÞÑÇÑ ÇÞÊÍÇã ÇáßäíÓÉ¿ åá äÇÊÌÉ Úä ÛÈÇÁ æÊÎÈØ Ãã ÇÓÊåÇäÉ ÈÃÑæÇÍ ÇáÚÑÇÞííä æÊÞÕÏ¿ åÐÇ ÃãÑ íÍÊÇÌ Çáì ßËíÑ ãä ÇáÊÏÞíÞ æÇáÊãÍíÕ æÇáÊÃäí ßí äßÊÈ Ýí ÊÝÇÕíáå ÇáÏÞíÞÉ¡ æÃÚÏßã ÅäÔÇÁ Çááå ÈÚÏ Ãä ÃÌãÚ ãÚáæãÇÊ ÊÝÕíáíÉ Úä ÇáÌÑíãÉ ÇáÅÑåÇÈíÉ ÇáãäßÑÉ ÈÕÝÍÊíåÇ – Ãí ãÇ ÞÇãÊ Èå ÇáÚÕÇÈÉ ÇáßÇÝÑÉ ÇáÊí ÅÞÊÍãÊ ÇáßäíÓÉ æãÇ ÞÇãÊ Èå ÇáÚÕÇÈÉ ÇáÍÇßãÉ ÇáÝÇÌÑÉ æÇáÝÇÓÞÉ ããä íÏÚæä Ãäåã ÍßæãÉ æÏæáÉ ÞÇäæä- ÓÃÚæÏ áÃßÊÈ ÝíåÇ¡ æáßä ßÊÍáíá áÅäÓÇä æåÈå Çááå ÚÞá ÃÞæá: åá ÊÃäÊ ÏæáÉ ÇáÞÇäæä æÏåÇÊ ÇáÅÓÊÑÇÊíÌíÉ ÇáãÊÝÊÞÉ Ýí ÇáÌæÇäÈ ÇáÃãäíÉ æÇáÅÓÊÎÈÇÑíÉ æÇáÚÓßÑíÉ ÞÈá ÅÊÎÇÐ ÞÑÇÑ ÇáÃÞÊÍÇã ááßäíÓÉ ÇáÊí ÈÏÇÎáåÇ (150) ãÕáíÇ ÃÚÒá Ýí ãæÇÌåÉ ãÌãæÚÉ ÛíÑ ãÚÑæÝÉ ÇáÚÏÏ æáÇ ÇáÊÓáíÍ æáÇ ãæÇÞÚ ÅäÊÔÇÑåã æÊæÇÌÏåã Ýí ãÈäí ÇáßäíÓÉ¿ åá ÊÏÇÑÓ ÇáÚÈÇÞÑÉ ÇáÓÊÑÇÊíÌííä Ýí ßíÝíÉ ÇáÅÞÊÍÇã æÚÏÏ ÇáÞæÉ ÇáãÎÕÕÉ ááÅÞÊÍÇã æÞÏÑÊåÇ æÊÓáíÍåÇ æãÓÊæì ÊÝßíÑåÇ æÓÑÚÉ ÇáÈÏíåÉ æÅÊÎÇÐ ÇáÞÑÇÑ Ýí ãæÇÌåÉ ÃäÇÓ ÅäÊÍÇÑííä ãÌÑãíä íÚÑÝæÇ ãÇ åæ ãÕíÑåã Åä ÅÓÊÓáãæÇ Ãæ ÃáÞí Úáíåã ÇáÞÈÖ æåã íÓíØÑæä Úáì åÐÇ ÇáÚÏÏ ãä ÇáãæÇØäíä ÇáÚÒá æÇáÐí ÈÇáÈÏÇåÉ ÛÇáÈíÊåã ÇáÚÙãì ãä ÇáÔíæÎ æÇáäÓÇÁ æÇáÃØÝÇá¿ Ãáã íßä ÈÇáÅãßÇä ãÝÇÌÆÉ ÇáÅÑåÇÈíä ÈÍíË ÊÊã ÇáÓíØÑÉ Úáì ÇáãæÞÝ ÈÃÞá ÇáÊÖÍíÇÊ¿ Ãáã íßä ÈÇáÅãßÇä ÇáÅÓÊÚÇäÉ ÈãæÇØäíä ãä ÇáÚæÇÆá ÇáãÌÇæÑÉ ááßäíÓÉ áãÚÑÝÉ ÊÝÇÕíá Úä ãÏÇÎá ÅÖÇÝíÉ æÌÇäÈíÉ Ýí ÇáãÈäí æÈÔßá ÓÑíÚ¿ Ãáã íßä ÈÇáÅãßÇä ÅÍÏÇË ÚÏÉ ÝÊÍÇÊ ÈåÏã ÃÌÒÇÁ ãä ÌÏÇÑ ÞÇÚÉ ÇáßäíÓÉ ÈÍíË íãßä ÇáãÕáíä ãä ÇáÎÑæÌ ãä Êáß ÇáÝÊÍÇÊ ßÃä íßæä ÈÞáå äæÇÝÐ æÔÈÇÈíß Ãæ åÏã ÌÏÇÑ ãä ÌÏÑÇä ÇáÞÇÚÉ Ýí ÃßËÑ ãä ãßÇä¿ Ãáã íßä ÈÇáÅãßÇä ÃÍÏÇË ÝÊÍÇÊ Ýí ÓÞÝ ÇáãÈäì íÊã ãä ÎáÇáå ãÚÇáÌÉ ÏÎæá ÞæÉ ááÞÇÚÉ ßí ÊæÇÌå ÇáÚÕÇÈÉ æÊÏÇÝÚ Úä ÇáãÕáíä¿ æãä Ëã ÅÍÏÇË ÝÊÍÉ ØæÇÑíÁ áÅÎÑÇÌ ÇáãÍÇÕÑíä¿ æßËíÑ åí ÇáÃÝßÇÑ æÇáÅÍÊãÇáÇÊ ÇáÊí íÌÈ Ãä íÖÚåÇ ÚÓßÑí ãÍÊÑÝ ãÏÑÈ áãæÇÌåÉ ãËá åßÐÇ ÍÇáÉ¡ æáßä ãÇ ÍÏË íÏáá Úáì ÚÏÉ ÃãæÑ: ÇáÃæá ÇáÌåá ÇáßÇãá æÇáÃãíÉ Ýí ÇáÚáæã ÇáÚÓßÑíÉ æÇáÔÑØæíÉ áãæÇÌåÉ ÇáãæÇÞÝ ÇáÂäíÉ æÇáãÝÇÌÆÉ. æÇáËÇäí Ãä Úãá ÇáÍßæãÉ Úãá ØÇÆÔ æÅÓÊåÊÇÑ ÈÍíÇÉ ÇáãæÇØäíä æÚÏã ÅåÊãÇã ÈÇáäÊÇÆÌ¡ æåÐÇ íÏá Úáì ÇáÝÌæÉ Èíä ÇáãæÇØä æÇáÓáØÉ Ýåã ÃÕÏÑæÇ ÇáÃæÇãÑ ÈÇáÅÞÊÍÇã æáÇ íåãåã ÇáäÊÇÆÌ¡ ÝÅä äÌÍ ÇáÃãÑ Ýåã ÃÈØÇá æÚÈÇÞÑÉ æÅä ÝÔá ÝÇáÚÐÑ æÇáãÈÑÑ ãæÌæÏ ÅäÊÍÇÑíæä ÝÌÑæÇ ÃäÝÓåã æáã ÊÊãßä ÇáÞæÇÊ ÇáÍßæãíÉ ãä Úãá ÃÝÖá ãä Ðáß. æÇáÃãÑ ÇáËÇáË Ãä ÇáÍßæãÉ ÊÊÚÇãá ãÚ ÇáÔÚÈ ßãÇ íÞæá ÇáãËá ÇáÔÚÈí ÇáÚÑÇÞí (ãËá Çáí ãÖíÚ ÚÌá ÎÇáÊå ÇÐÇ áÞÇå Ýåæ íÛäí æÅä áã íáÞÇå Ýåæ íÛäí) Ãí Åäåã áÇ íåãåã ÃãÑ ÇáãæÇØä¡ Çáãåã ÍãÇíÉ ÔÎæÕ ÇáÓáØÉ. ÇáÅÍÊãÇá ÇáÑÇÈÚ åæ Ãä íßæä ááÍßæãÉ íÏ Ýí ÇáÌÑíãÉ æÊÈÛí ãäåÇ ÛÇíÇÊ æåæ ÇáÕÑÇÚ Úáì ÇáÓáØÉ Ýåí ÈåÇ ÇáÚãá ÊæÍí ááÔÚÈ æÇáßÊá ÛíÑ ÇáãÑÊÈØÉ ÈÃÌäÏÉ ÅíÑÇä Åä ÊäÙíã ÇáÞÇÚÏÉ ÇáÐí åæ ãä ÇáØÇÆÝÉ ÇáÓäíÉ åæ ÇáÃÞÑÈ áåã Åä áã íßä ÇáÏÇÚã æãä Ðáß ÈãÇ Ãä ßÊáÉ ÇáÚÑÇÞíÉ ÊãËá ÇáÓäÉ ÝáÇÈÏ ãä ÊÍÔÏ ßÇÝÉ ÇáßÊá ÇáÕÛíÑÉ ãÚ ÇáãÇáßí áÊÔßíá ÇáæÒÇÑÉ æáíßä ÇáËãä 130ãæÇØä ÚÑÇÞí Ýí ßäíÓÉ ÓíÏÉ ÇáäÌÇÉ æ500ãæÇØä Ýí ÃÍíÇÁ ÈÛÏÇÏ æ 30 ãæÇØä Ýí ÏíÇáì (ãÏíÑíÉ ÇáÏÝÇÚ ÇáãÏäí) æ50 ãæÇØä Ýí ÇáÊÃãíã ßã íßæäæÇ ÃãÇã ãÇ íäÊÙÑå ÇáãÑÊÒÞÉ æÇááÕæÕ ÇáÐíä íÍÓÈæÇ Ãä íÊæáì ÇáãÇáßí ÑÆÇÓÉ ÍßæãÉ ÇáÅÍÊáÇá áÏæÑÉ ËÇäíÉ¿ ÃäÓì ÇáÔÚÈ Ãä ßá ÇáÐíä íÍßãæå ÍÇáíÇ ÈÅÓã ÇáÚãáíÉ ÇáÓíÇÓíÉ æÈÇÆÚí ÇáÏíãÞÑÇØíÉ Ýí ÔæÇÑÚ æÍÇÑÇÊ æÞÑì æãÏä ÇáÚÑÇÞ æÈÛÏÇÏ ÇáÍÈíÈÉ ÊØæÚæÇ ãÚ ÇáÅÍÊáÇá áÞÊá ßá ÇáÔÚÈ æÊÏãíÑ ßá ÇáÚÑÇÞ áÎÏãÉ Ïæá ÇáÅÍÊáÇá ÇáÃãÑíßí ÇáÕåíæäí ÇáÝÇÑÓí¿ ÝÇáãÇáßí æÇáÚÈíÏí æÒÈÇäíÉ ÇáÔíØÇä ÌãíÚÇ ãÓÊÚÏæä áßá ÌÑíãÉ ãä ÃÌá ÇáÓáØÉ æÇáãÇá¡ æáæ áã íßæäæÇ ãÓÊåÊÑíä ÈÃÑæÇÍ ÇáÚÑÇÞííä áãÇ ÊÌÑÄÇ ÈÇáÞæá Úä äÌÇÍ ÚãáíÉ ÅÞÊÍÇãåã ÇáÑÚäÇÁ æÅÑÊßÇÈåã ÌÑíãÉ ÃÎÑì ÈÍÞ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí ÈÞÊá ÃÈäÇÆå Ýí ÈíÊ Çááå¡ Ãæ ÅßãÇá ÇáÕÝÍÉ ÇáËÇäíÉ Ýí ÇáÌÑíãÉ ÇáãÑßÈÉ ÈÚÏ ÊÓåíá æÕæá ÇáÚÕÇÈÉ ÇáãÌÑãÉ áíÌåÒæÇ åã ÈÞæÇÊ ÑÓãíÉ Úáì ÇáãæÇØäíä ÇáÚÑÇÞííä Ýí ßäíÓÉ ÓíÏÉ ÇáäÌÇÉ¡ æåäÇ ãä ÍÞ Ãí ÅäÓÇä æáíÓ ãæÇØä ÝÞØ Ãä íÓÃá ÇáÚÈÞÑí ÚÈÏ ÇáÞÇÏÑ ãÍãÏ ÌÇÓã ãÇåí ãÚÇííÑ äÌÇÍ ÇáÚãáíÉ ÅÐÇ ßÇäÊ äÓÈÉ ÇáÎÓÇÆÑ ÝíåÇ 87% Ãæ ÃßËÑ ãä ÇáãæÇØäíä ÇáãæÌæÏíä Ýí ÇáãÈäì¿ æåá ÇáãÞÕæÏ ÈÇáäÌÇÍ ÇáÐí ÞÇáå ßÐÇÈ ÈÛÏÇÏ ÞÇÓã ÚØÇ ãÑÏÏÇ ãÇ ÞÇáå ÓÝÇÍ ÈÛÏÇÏ ÇáãÇáßí æßáÈå ÚÈÏ ÇáßÑÓí ÇáÚÈíÏí Ãä ÅÌÑÇÁÇÊ ÇáÅÞÊÍÇã ßÇäÊ äÇÌÍÉ¡ ÈÃäåã ÍÞÞæÇ ãÇ íÈÛæä æíåÏæä åã æåæ ÊæÓíÚ ÇáÝÊäÉ æÞÊá ÇáÔÚÈ æÇáÊåíÆÉ áÊæáì ÇáÚãíá ÇáãÒÏæÌ ÇáãÇáßí ÑÆÇÓÉ áÕæÕ ÈÛÏÇÏ áÏæÑÉ äåÈ ËÇäíÉ¿ 3. ما هي الأبعاد من وراء ذلك العمل المعادي لله وعباده ولشعب العراق؟ إن الله سبحانه وتعالى يضرب الأمثال لأولي الألباب عل العقول تعي وتدرك ما يريد من العباد المكلفين والمسؤلين يوم الدين وهم الإنس والجن، فقد بلغ البشرية أن أول بيت وضع للناس الذي هو ببكة، وجعله حرماَ آمناَ ومزارا لكل المؤمنين، وأبلغ البشرية بلسان خاتم أنبيائه وسيدهم عليه وإخوانه الأنبياء صلاة الله وسلامه وعلى آل بيته الطاهرين ونذيرها ومبشرها ورحمته لها أن لايشد الرحال إلا لثلاث مسجد الرسول والمسجد الأقصى والمسجد الحرام، وأمر خليله ونبيه أبا الأنبياء إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ونبيه إسماعيل إن طهرا بيتي للساجدين ونادي للحج يأتوك من فج عميق، هل قرأ أحد بني آدم ذلك كما أقرأه أنا، أن الله اراد بذلك قدسية وحرمة السبق في المكان الى الأيمان ولذلك جعل لقلء أبوينا أدم وحواء عليهما السلام بمكة وجاء بهم للبيت الحرام كي يكون أول بيت للإيمان، وجعل إبعاد أبينا إسماعيل وأمه لوادي غير ذي زرع (مكة) كي تكون أول دار للحنفية الحق التي بعث بها أبا الأنبياء سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ولو تفكرنا وتدبرنا مشيئة الرحمن الرحيم الذي كل شيء عنده بحسبان وعلم سابق لماذا جعل أول حضارة ومدنية بشرية في العراق ثم في مصر واليمن وقسنا على قداسة أول بيت للإيمان لعرفنا قدسية أقدم الحضارات، ولجعلنا لأرض الرافدين والكنانة وسبأوحمير ذات القدسية التي نص عليها رب السماوات والأرضين لبيوته، فإن كانت مكة والقدس والمدينة مدن الهداية وبيوت الرحمن التي منها شع نور الإيمان لتوحيد الله العزير الجبار، فالعراق ومصر واليمن أرض الله التي منها إنطلق المعرقة والعلوم والثقافة والوعي لترسم ملامح التحضر والمدنية البشرية فهل يفقه البشر ذلك، وهل يعي الناس حجم الجريمة والعدوانية عليهم عندما تستهدف قوى البغي والإرهاب والفحشاء والمنكر تلك الديار صانعة التأريخ وملهمة البشر ما علمه الله لبني أدم، وليعلم الجميع أن الله سبحانه هو العليم الخبير وهو الذي علم الإنسان، وهو القائل عز وجل (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، نعم هكذا أرى ديار الحضارة والمدنية في بلاد الرافدين وأرض الكنانة واليمن السعيد، وهكذا يفترض أن تكون نظرة الناس لها بقدسيتها وحرمتها فمنها نتج أول حرف وأول قانون أول الحضارات نعم يجب أن يتوجه لها بني البشر بخشوع وقدسية ورهبة من غضب الله، لأنها من علم البشر الحضارة ومعنى الحياة وقيمتها الإنسانية، لا أن يتوجه لها الكافرون والبغاة بالصواريخ واليرانيوم والقنابل الفسفورية والعنقودية وطائرات الدمار وأسلحة التدمير الشامل والقتل الجماعي، وبدلاَ من أن يجعلوها قبلة للمفكرين والباحثين والعلماء والمؤرخين يحشدوا كل لصوص وممتهني الجريمة والرذيلة ليعيثوا فيها فساداَ وإجراما ونهبا لتراث الإنسانية ودلائل تطورها الفكري والديني والحضاري والإجتماعي، وبدلا أن يُدرّسوا أجيال البشرية تاريخها كي ينهلوا منه المدنية والحضارة والسلام والتعايش والمعرفة يوظفوا كل إمكانات الشر والتحريف والتزوير لكي ينشروا بين أبناء تلك البلدان البغضاء والحقد والضغينة والإحتراب. هذا ما تدعيه أمريكا زعيمة الإرهاب والجريمة والعدوان في العالم في ديمقراطيتها، التي تريد أن تفرضها على البشرية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والتي بدأت تتغير هذه الأيام لمسمى جديد لا يختلف في أهدافه وهو مكافحة التطرف، ولهذا نرى ونتابع وجود يد كانت سابقا خفية لأمريكا وقوى العدوان على البشرية من إدارات دول تعتبر نفسها نموذج الديمقراطية كفرنسا وبريطانيا وألمانيا باتت اليوم علنية ، تلك الدول التي يحفل تاريخها بالجرائم والعدوان على الشعوب، ويسجل أقذر ما في التاريخ البشري من جرائم ضد الإنسانية والشعوب والآفراد. ما حدث في كنائس ومساجد العراق في بغداد ونينوى والفلوجة وكركوك وديالى والبصرة وكل مدن العراق بعد الإحتلال، ماهو إلا نتائج للفكر المتطرف والعدواني والفتنة التي إستخدمها وأدخلها الأمريكان والبريطانيين وتحالفهم العلني والخفي مع قوى إقليمية ومافيا الجريمة واللصوصية والرذيلة عراقية كانت أو عربية إسلامية أو مافيا أوربا المعروفة، والتي تحكم وتتحكم بكثير من التجارة السوداء والرذيلة، وترتبط بشخوص تقود بلدان وتوجههم وتتحكم بسياسات دول كبرى ويسميها كثير من الكتاب والمفكرين بحكومة العالم الخفية، نعم أدخلوها للعراق ومولوها وأسسوا لها تلك المافيا العراقية الأصل بإسم المعارضة العراقية والعربية والإسلامية بإسم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والمافيا من محترفي الجريمة والمرتزقة الدوليين بإسم الشركات الأمنية، حتى تولدت مافيا محترفة في المنطقة، وبدأت هذه المافيا الإرهابية تنتشر في العالم كالسرطان وتقلق البشرية جمعاء، وما يجري في الصومال والسودان واليمن ولبنان وحتى مصر ودول المغرب وصحراء أفريقيا الغربية ومنطقة القرن الأفريقي وأفغانستان وباكستان وكشمير وإيران وتركيا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق من دول آسيا والشيشان وجورجيا وغيرها الى نتاج الفتنة التي توجد فيها يد للغرب الإمبريالي والتي ستفرخ مافيا شريرة لتغرق العالم بالإرهاب، ولم ينتبه العالم لماذا تولد كل هذا العنف والتطرف والعدوانية أو إن هناك قوى متحكمة في السياسة الدولية لا تريده أن ينتبه لأنها مستفيدة ولها أهداف وغايات من ذلك، وأبرزها الصهيونية العالمية والجشعين والمرابين والكافرين الذين يتصوروا أن جمع المال والثروات سيخلدهم ويسيدهم على البشرية، ولم يفكر إنسان منهم بقول الله العليم القوي العزيز (ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالاَ وعدده * يحسب أن ماله أخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما ادراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدد*)،هذا ما ستواجهه البشرية إن ضد ظلت قوى الشر والعنجهية والبغي تتحكم بها وتستخدم المال والقوة الغاشمة والقتل والجريمة لتفرض مخططاتها الإرهابية والشريرة كإغتصاب البلدان ونهب الثروات وإستباحة إنسانية الإنسان وحقوقه كما جرى في فلسطين التي تبقى أكبر جريمة وإستباحة وعدوان على البشرية وما دونها من الجرائم بحق الشعوب. هذه في تصوري وتحليلي هي الجريمة ودوافعها وغايات الجهة التي تقف ورائها والتي جندت أطرافها سواءا عصابات قاعدة بلاد الرافدين أو حكومة المالكي لإرتكبها، فالطرفين تنظيمن دولة العراق (القاعدة) وحكومة العراق كلاهما يرتبطان بذات الجهات أمريكا والصهيونية ونظام إيران، الله يرحم شهدائنا شهداء العراق ويمن على جرحانا بالشفاء ويحفظ الباقين ويمحق الكافرين وأعداء الله وعباده، وغدا سينتهي البلاء ويأتي نصر الله ويلقى كل إمرء حساب عمله، (فمن يعمل مثقال ذرة خيراَ يره * ومن يعمل مثقال شر يره) الزلزلة الآيتين 7و8 ، وغدا لناظره قريب، والله هو الحي الذي لا يموت.