ليس من المفروض علينا أن نمجد بالحكام العرب وهم الذين تآمروا على العراق وشعبه ،، ولا يجب أن نقول لهم عفا الله عما سلف ،، بل يجب أن نؤكد أستنكارنا للموقف المخزي لهم وخصوصاً حكام الخليج ،، ونحملهم جزءاً كبيراً من جريمة أحتلال العراق وما سبقها من مؤامرت ،، مروراً بالحصار الأقتصادي الذي أنهك العراق وأستنزف قوته ،، والذي كان لحكام الكويت دوراً متميزاً فيه ،، أنتهاءاً بالصمت المخجل عندما أغُتيل شهيد العراق الكبير صدام حسين أسكنه الله فسيح جناته ،، ومن المؤكد أن لا فرق بين من قدم الدعم اللوجستي للغازي ،، وبين من صمت خوفاً وخضوعاً ،، حتى من عارض الحرب منهم ولم يقدم شيء للمحتل ثم أعترف بحكومة الأحتلال وتعامل معها فهو مشترك بنحر الشعب العراقي ،، ويكفي أن بعض الدول العربية أوصدت أبوابها بوجه العراقيين ،، بل أن أحدى تلك الدول (التي كانت غارقة بخيرات العراق) أصبحت تعيد الوافدين من العراق بنفس الطائرة التي أقلتهم أو يُحتجزوا في المطار يوماً كاملاً حتى تأتي طائرة أخرى لتعود بهم إلى العراق ،، والمحزن في الأمر أن يتمسخر شرطي في المطار ( معروف لدى المسافرين العراقيين ببشرته السمراء ) على العراقيين ويتعامل معهم بقلة آدب وحقارة لامثيل لها ،، حتى أنه لا يشفق أو يرحم شيخ أو طفل ،، ومن أفعاله الدنيئة أنه ترك امرأة عراقية مسنة عدة ساعات دون أن يقدم لها كأس ماء تتجرع به دواءها !!،، وما يحز بالنفس عندما تعلم أن (أصول) هذا الشرطي من بلد عربي كان للعراقيين مواقف كبيره مع أبناءه!!،، وفي بلد عربي آخر ،، طلبت أحدى الشخصيات العراقية المعروفة التي ألتقت بحاكم تلك الدولة ،، أن يسهل مرور العراقيين ويساعدهم ،، فرد الحاكم قائلا ،، نحن لانفتح الباب للعراقيين لأننا لانريد أن يفرغ العراق من (طائفة) معينة!!،، هذا ما يهم الحاكم العربي من أمر العراقيين ،، ولهذا فأننا أصحاب موقف من الحكومات العربية وليس الشعب العربي أو العروبة نفسها كقومية ،، لكن هل هذا يعني أن نجعل منهم شماعة نعلق عليها ماحدث بالعراق ونترك أصحاب الجرم الأكبر؟!. ماذا عن خونة الداخل؟!،، ألم يكونوا هم أصحاب الجرم الأكبر!!،، فأذا كانت الحكومات العربية قد تأمرت على العراق فذنب من خان العراق وهو يحمل جنسيته أعظم ،، فلماذ نجرم العرب ونستهين بذنب المجرم الحقيقي الذي يعيش داخل العراق ،، وأقولها بصراحة ،، أذا كنا نمتلك الشجاعة فعلينا أن نشير بالبنان على المجرم الحقيقي ،، كل من لم يدافع عن العراق ،، ولم يستنكر الأحتلال ويرفضه ،، وأتبع فتوى السيستاني التي أطلقها عشية الغزو بعدم الدفاع عن العراق ،، ومن خان الأمانة والشرف وسلم القيادة العراقية للمحتل ،، وأيد الاحتلال بكلمة أو فعل ،، أو شرع للأحتلال وعمل تحت مظلته أبتداءاً من المالكي مروراً بيونادم كنة وعدنان الدليمي وانتهاءاً بالطلباني والبرزاني ،، فهؤلاء هم المجرمون الحقيقيون الذين يجب محاسبتهم قبل غيرهم ،، فلولاهم لما أحتل العراق ،، حتى وأن فتحت كل دول العالم اراضيها للمحتل فما الفائدة أذا لم يجد المحتل من يرحب به داخل العراق ،، وحتى إيران ماكان لها أن تجد موطئ قدم في العراق ويكون لها نفوذ لولا خونة الداخل ،، فما كان للمحتل أن يسهل نفوذ إيران لو لم يجد قبول وترحيب بذلك ،، فعندما وصلت القوات البرطانية الغازية على مشارف مركز البصرة رفع الخونة صورة الخميني على واجهات المحلات ولصقت على الجدارن ،، هذه حقيقة لايمكن تهميشها ،، لم يستطع هولاكو التقدم نحو العراق وأحتلاله لو لم يأته الضوء الأخضر من أبن العلقمي ،، لقد عجزت ألمانيا عن أيجاد مجموعة تشكل منهم حكومة في فرنسا عندما أحتلتها ،، وفي اليابان تجاهل الشعب الياباني المنشورات التي ترميها طائرات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ولم يرفع منشور واحد من الارض ،، في بلدان كثيرة كانت المقاومة تجد لها ملاذاً بين الناس ،، بينما في البصرة يحاصرون المقاومين ويبلغون قوات الاحتلال عنهم !!،، (أتكلم عن البصرة لأنها مدينتي) ،، المشكلة التي نواجهها ونخشى أن نعترف بها هي في الداخل وليس في الخارج ،، فعندما أشار أبطحي إلى دور إيران في أحتلال بغداد لم يكن دوراً عسكرياً أو لوجستياً ،، بل كان معنوياً ،، فإيران جهزت المناخ المناسب للمحتل وهيأت له الظروف الملائمة لمشروعه ،، فمن أين جاءت حكومة الأحتلال أليس من إيران ،، ومن شرع للمحتل إليس المرجع السيستاني (الإيراني الأصل) القابع في النجف ،، فلماذا نترك (حامل الجنسية العراقية) الذي يقول أن أمريكا حررتنا ونمسك (غير العراقي) الذي ساعد الأحتلال ،، ومن كان يقاتل في البصرة يوم التاسع من نيسان 2003 يعرف جيداً ماحدث عندما جرحته رصاصات الغدر ،، وسأذكر للأمانة والتاريخ بعض الأمثلة. دخلت القوات البريطانية المحتلة إلى مركز البصرة عن طريق شارع دينار ،، وتجمعت آلياتهم عند زاوية بناية المخابرات ،، حيث كانت هناك مقاومة شرسة من آخر النقاط الدفاعية العراقية المتواجدة عند فرع البصرة للحزب ،، الذي يبعد مقدار نصف كيلو متر عن دائرة المخابرات ،، وكانت المجاميع العراقية مؤلفة من الحزب ،، المخابرات ،، الامن ،، فوج الطوارئ ،، بعض من قوات الجيش وفدائي صدام ،، وكانت الشجاعة التي أبداها المدافعون أكبر من أن توصف ،، حتى أن الدبابات البريطاية لازمت مواقعها ولم تكن قادرة على التقدم ،، فاستعانوا بالطائرات المروحية ،، وبعد قتال شرس (رغم التفوق العسكري للقوات الغازية) شعر المدافعون أن ظهورهم مكشوف ،، وأن رصاصات الأخوان قامت تطلق من على أسطح المنازل ،، ليس على المحتل بل على اخوتهم العراقيين !!،، وأتبعتهم تلك الرصاصات حتى اثناء انسحابهم ،، وهذه حقيقة يعرفها كل من اشترك بتلك المعركة. ولنأخذ مثل آخر ،، أحد أبطال الجيش العراقي الذين دافعوا عن أم قصر في المعركة الشهيرة ،، وهو ضابط ذكره الرئيس الراحل صدام حسين (رحمه الله) في خطابه وأشاد ببطولته ،، هل يتوقع أحد أين أصبح اليوم !!،، غير أسمه وراح يعمل حارس ليلي بعد أن أخذ (حملة الجنسية العراقية) مسكنه وهدروا دمه بعد أن أعتبروه (مجرماً) لأنه دافع عن العراق!!،، كم هذا مؤلم ،، يتهمون من قاتل دفاعاً عن العراق بالجرم ،، ولايحاسبون القزويني الذي تمنى أن يكون العراق ولاية أمريكية!!. في الختام أقول ،، نحن لايمكن أن نغفر لمن تأمر على العراق من الدول العربية أو الأقليمية ،، لكن خونة الداخل جرمهم أكبر ،، ويجب أن يعالج المرض الخبيث قبل أن نتخلص من مسبباته ،، فخيانة الأخ لك أكبر بكثير من تآمر أبن العم عليك.