لا شك أن كل عمل مسلح يطال المدنيين الأبرياء , هو عمل مدان ومرفوض ولا يقبل به أي أناس عاقل , فما بالك إذا كان هؤلاء المدنيين هم مسالمين ويؤدون شعائرهم الدينية , دون أن يؤذوا أحدا وداخل بيت عبادة من بيوت الله. من العار أن تستهدف المجموعة التي قيل أنها من "القاعدة" , الأخوة المسيحيين , أهلنا في الوطن وجزء من مكوناته، ولم يحملوا السلاح يوما إلا ليدافعوا عن وطنهم في وجه الغزاة والمحتلين , وان التستر بالأسباب التي أعلنوها هي وجه بشع لاستغلال حياة الأبرياء. وبالقدر الذي أدين فيه العملية القذرة للمجموعة المجرمة , فإن هذه الإدانة أوجهها أيضا "للقوى الأمنية العراقية" وبما يسمى "الحكومة العراقية" التي استعملت القوة المفرطة , ودون الأخذ بعين الاعتبار حياة الرهائن الأبرياء , وكأنها أرادت - بوحشية- أن تنهي العملية بأي ثمن , في محاولة منها لإبراز قدرتها وإمكنياتها العسكرية , أو ما كان مخططا لهذه العملية. كان على هذه الحكومة صنيعة الاحتلال , أن تتصرف بحكمة وبأناة لأنهاء محنة الرهائن دون هذا الكم المهول من الضحاي , واعتقد كما كثيرين غيري , ومن خلال إطلاعنا على عمليات كثيرة لاحتجاز رهائن أن الحكمة , والرؤية الأمنية الواعية , قادرة على تقليص الخسائر إلى حدود دني ... لقد كانت محنة الرهائن داخل كنيسة سيدة النجاة , أنهم وقعوا بين "مطرقة" المجموعة المجرمة و"سندان " القوى الأمنية دون أن يفكر كلا الجانبين بحياة هؤلاء الأبرياء. أتقدم بالعزاء لأهل الضحاي ... وأنحني بخشوع وأضع باقة ورد على ضريح ضحايا كنيسة النجاة ...