بالرغم من إن الغاية من تشكيل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي لا تختلف عن الغاية من تشكيل باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية وهي الإقتصاص من الشعب ومحاربة القوى الوطنية وتكريس الطائفية المقيتة والعنصرية بروح غنتقامية وثأرية في ظل الإحتلال وتنامي الهيمنة الإيرانية وغياب الشعور الوطني بالإنتماء للعراق وشعبه .. ومع أن الجميع يعرف بانه تم بناء وتأسيس ودعم وتضخيم جميع هذه الأجهزة بعيدا عن أي معيار مهني .. إلا انهم يقولون إن منتسبي هذه الأجهزة ومنها جهاز مكافحة الإرهاب العراقي كانوا قد تلقوا ولايزالون تدريبات متقدمة في تقنية وعمليات و( فنون التعرض للإرهابيين ومنها تحرير الرهائن ) وعلى يد أمهر متخصصي الشركات الأمنية الأمريكية والبريطانية .. وكحال أي طالب يدخل دورة فعليه أن يجتهد بحضور محاضراتها بإنتظام ومثابرة ويقوم بتحضير واجباته ومناقشة الإسئلة والحالات الفجائية وأخيرا إجتياز إمتحانات الدورة ومنها الجانب العملي والتجارب التطبيقية والميدانية .. فما الذي تعلمه منتسبي هذا الجهاز الخائن لشعبه؟ .. في مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن هنالك قاعدة مهنية وفنية امريكية أساسية في هذا المجال تقول : ( لا مفاوضات مع الإرهابيين وحياة الرهائن أهم شيء في العملية ) .. كما يعرف الجميع بان هنالك قاعدة سياسية أمريكية غير معلنة ولايصرحون بها في هذا المجال تقول: ( لا مفاوضات مع الإرهابيين ولاقيمة لحياة الرهائن والقوة المهاجمة )! .. لذلك نرى إن من الطبيعي أن تقوم القيادة الأمريكية المختصة في الميدان بإسقاط طائرة ركاب بمن فيها للتخلص من الرهائن ومن الإرهابيين! .. وهنالك الكثير من الشواهد في العراق والتي سجلتها حتى الإدارة العسكرية الأمريكية عن حالات كثيرة تقوم الطائرات الأمريكية بقصف عدد من البيوت أو احياء كاملة وتدميرها بالكامل بمن فيها من النساء والأطفال والشيوخ لأن لديهم معلومات تشير الى وجود مطلوب في أحد هذه الدور .. لذلك فإن تطبيق هذه السياسة في ( الهجوم الغادر الذي تم على كنيسة سيدة النجاة ) من قبل قوات المرتزقة المرتبطة برئيس الوزراء لم يكن في هدفها فك أسر الرهائن أو الإقتحام بهدف تحريرهم لذلك لم تكن تحتاج لا الى وزير دفاع ولا الى رئيس أركان جيش او قائد عمليات بغداد ولا حتى لقاسم عطا ! .. كل الذي كانت تحتاجه هذه العملية هي مجموعة من المرتزقة الذين تأهلوا وتدربوا لإطلاق النار على الشعب في أي مكان .. كانوا مستعدين لتدمير أي شيء يتحرك داخل الكنيسة وقتل كل من فيها ! .. وهكذا أثبتت الحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية وأجهزتهم كافة وجهاز مكافحة الإرهاب أنهم غير مهنيين وغير قادرين على أي مواجهة مع أي (عدو) وإن كل هذه الأجهزة إنما وجدت وترعرعت وترهلت وزادت فسادا وظلما وحقدا وقتلا بإستهدافها للمدنيين العزّل إينما وجدوا سواءا كانوا في مسجد أو كنيسة أو مدرسة أو جامعة أو مصنع .. وعندما قال وزير دفاع الحكومة بأن : ( العملية كانت ناجحة وسريعة )! .. فهو يقصد إن عمليات تنفيذ الإعدام بحق المصلين المسيحيين كات سريعة بفعل القوة النارية الهائلة التي أصابت النساء والأطفال والرجال المدنيين وهم ينتظرون ( الحكومة) لإنقاذهم! .. لقد كان في داخل الكنيسة 100 شخص .. ومحصلة الهجوم الفوضوي الفاشل الحاقد والغادر كان 58 شهيدا و75 جريحا والكثير منهم بحالة سيئة! .. والقاء القبض على 8 إرهابيين من ( المشكوك ) بمشاركتهم بالإختطاف من تنظيم القاعدة! .. أي أن المجموع هو 151 شخص .. ومهنيا هذا يعني أن العملية التي إستهدفت تحرير 100 رهينة إنتهت بقتل 58 شخص وجرح 75 آخر بينهم 43 شخص على الأقل من القوة المهاجمة بين قتيل وجريح! .. بينما يقول الكذّاب قاسم عطا : (إن العملية تكللت بالنجاح وتم تحرير جميع الرهائن والمهمة أنجزت)! .. هذه هي العمليات (الناجحة) لسلامة بقاء السلطة نفسها بتسخير الدم العراقي لكسب تأييد العالم بتصوير هذه السلطة وكأنها الوحيدة التي تتصدى للإرهاب حسب توصيف من يقولون انهم تبنوا العملية .. إنه عار جديد للحكومة المتشبثة بالسلطة .. وعار جديد على الولايات المتحدة وهي تراقب الدم العراقي يراق يوميا بيد زبانيتها لن نسأل يونادم كنة ولا المطران يوسف الذي تحدث من واشنطن بلغة متعالية عن ( الفعل الإسلامي بيد هؤلاء الرعاع ) كما وصفه! .. ولكن نسأل شعبنا المسيحي في العراق والعالم اجمع لكي يتذكر ولكي لا ينسى .. هل كان يجروء أحد على دخول كنيسة في العراق ويقوم بجزء يسير بما قام به هؤلاء طيلة 35 سنة من حكم البعث رغم كل الذي عاناه الشعب من حصار ظالم وإستهداف دائم ؟ ..