الضجة الإعلامية ، التي أثيرت حول الطرد الملغوم ، المشحون من اليمن إلى أمريك ، ليستهدف تفجير معبد يهودي فيه ، كانت أشبه بمسرحية بائسة ، فقد تلقتها أسماع المتلقين ، من الوسط العربي ، بشئ من البرود الملفت للنظر.كما أن استخفاف الرأي العام بها هذه المرة ، تركز على توقيت المسرحية بالذات ، حيث ساد الاعتقاد لدى الأغلبية منهم ، أن الأمر ، قد جاء لتحقيق مكاسب انتخابية ، داخل الولايات المتحدة ، بالدرجة الأولى ، ليس إلا. على أن اغلب المتلقين ، من الرأي العام الشعبي العربي ، يرى في المسرحية ، فبركة لتشويه سمعة اليمن بالإرهاب ، وتهيئة لتشطير اليمن ، وذريعة للتدخل في شؤونه الداخلية ، بحجة ضرب القاعدة ، و تدمير بؤر الإرهاب فيه ، لحماية الأمن القومي الأمريكي ، من خطر الإرهاب القادم من اليمن ، والتي يعتبرونه ، قد صارت ملاذا للإرهاب. لذلك يرى الكثيرون من المتلقين ، أن دور اليمن ، بعد احتلال العراق قد جاء ، وان اجله قد حل ، وان الدائرة ستدور عليه. إن ما يلوح في الأفق العربي اليوم ، من نذر شؤم ملبدة بالشر ، تحوم حول السودان ، تجعل المواطن العربي ، يحس بأن انفصال جنوب السودان وتقسيمه ، بات حقيقة ، قاب قوسين أو أدنى ، وان ما ينتظر اليمن ، بهذه المسرحية المفبركة ، من سوء ، توحي بأنه هو الآخر ، قد وضع على المصطبة للتشريح أيضا لا محالة. فهل ينتبه العرب ، إلى حقيقة ما يجري بهم ، وما يدور حولهم ، من مؤامرات ، تستهدف وجودهم ، بعد أن راو ما حل بالعراق ، بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني الإيراني ، ليصحوا على عجل ، ويرتقوا بالحال ، إلى مستوى التحديات المحدقة بهم ، أم يستكينون للأمر الواقع ، وينتظروا المصير الأسود الذي سيعصف بهم ، القطر تلو الآخر؟