رحم الله الأخ الدكتور محسن خليل في هذا اليوم وكل يوم ، نقول ذلك لأنه يستحق منا الدعاء والرجاء من الله سبحانه وتعالى أن يشمله برحمته ، ويسكنه داراً خيراً من داره ، لأنه عاش هذه الدنيا محباً للخير ، مدافعا عن الحق ، مواجهاً الظلم ، زاهداً في الدنيا، بسيطاً في تعامله مع الآخرين حتى عندما كان في أعلى المناصب ، لا يخشى بالحق لومة لائم . لذلك أحبه الناس وعبروا عن ذلك بعد وفاته مثلما كانوا يذكروه بالخير عند حياته، ومثل هذا الموقف لا يحضى به إلا من كان حب الناس له حقيقيا بسب حسن خلقه وعلاقته الطيبة مع كل من يتعامل معه. لقد اطلعت خلال الايام الماضية التي اعقبت وفاة المرحوم الحاج محسن خليل على كل ما كتب بحقه من قبل قادة حزب البعث ، ورفاقه واصدقاءه من العراقيين والعرب ، وكذلك ممثلي منظمات واحزاب وجمعيات ، سواء من القوميين والناصريين والشيوعيين والاحوازيين وغيرها الكثير ، ووجدت ان الجميع أكدوا أنهم فقدوا شخصية وطنية مؤمنه صادقة ساهمت في الدفاع عن العراق والأمتين العربية والاسلامية ، لا بل عن الانسانية جمعاء ، وقد امتلك من جراء هذا الجهد المبارك هذا الحب الكبير الذي عبرت عنه حفيدته ( ياسمينة ) وهي ترثي جدها بكلمات نابعة من القلب .. بقولها : ( انا متأكدة بأنك ستكون سعيداً عندما تقرأ كلماتي ، وستكون أسعد عندما تعرف أن كل الناس تكن لك كل هذه المحبة ). أمام كل ما قرأت من كلمات كثيرة في عددها ، غزيرة في معانيها، في رثاء المرحوم الدكتور محسن خليل، وكذلك ما جرى من اقامة مجالس عزاء على روحه الطاهرة من قبل أصدقاءه وأحبابه، في أربعة دول، ( الامارات واليمن وسورية ومصر)، وجدت ان هكذا شخصية نادرة في هذا الوقت الصعب الذي يمر به عراقنا العزيز وأمتنا العربية ، يجب أن تكون رمزاً يحتذى به من قبل الآخرين ، ليتعلموا أن من يعمل من أجل وطنه وأمته ، ويواصل جهاده حتى وهو يعاني من المرض، سيذكره الناس بالخير ، ويعبرون عن حبهم له بعد وفاته ، ومن يحصل على مثل ما حصل عليه فقيدنا المرحوم ( أبو بسام)، ينطبق عليه مضمون بيت الشعر : علوُّ في الحياة وفي الممات لحقٌ تلك احدى المٌعجزات رحم الله فقيد العراق والأمة العربية الحاج محسن خليل ، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يدخله فسيح جناته ، وأن يمنح أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.