يصل الدكتور موسى في كتابه الى العناوين التالية .. مع الرجاء من القراء الكرام جميعا متابعة البحث الهام الذي تنشره الشبكة للاستاذ صلاح المختار بعنوان: اللعبة الايرانية انتهت، اللعبة الصهيوامركية تأكدت .. فهو بحث قيم وجدير بالقراءة .. (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (سورة النساء).. محاكم الثورة .. حدثني حسين، حفيد الخميني، ان قاضي المحكمة الثورية في مدينة بندر عباس اصدر حكما بحق احد المتهمين الذين ساقهم حظهم التعيس إلى المحكمة تلك، بتهمة الاخلال بامن البلاد، وكان نص الحكم كالتالي: يحكم بالاعدام وتصادر امواله المنقولة وغير المنقولة. تصادر اموال المنتسبين اليه من الدرجة الاولى. تصادر اموال كل ذويه والمنتسبين اليه واقاربائه. وهكذا، افتى القاضي بمصادرة اموال اولاد ادم وحواء جميعا، لانهم ينتمون إلى المحكوم عليه بحكم القرابة العامة التي تربط البشر بعضهم البعض كلنا من ادم وادم من تراب كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وصحيه وسلم.. لقد حمل الخميني الصغير صورة من حكم القاضي إلى الخميني الكبير ليعلم جده مدى الانحدار الذي وصل اليه القضاء في ظل الجمهورية التي تقول إنها اسلامية، ولكن الخميني بعد ان اطلع على مضمون الحكم رمى الورقة جانبا وحوقل مرتين وانتهى كل شيء (قال يعني أسلم بعد كفره .. وقال لاحول ولاقوة إلا بالله) .. وحدثني المحدث نفسه انه عندما ذهب بصحبة الخلخالي (جلاد الثورة) إلى كردستان لقمع الحركة الكردية، اراد الجلاد لدى وصوله إلى سنندح تنفيذ حكم الاعدام في ثلاثين شخصا من المسجونين فورا وقبل التثبت من اتهامهم وهوياتهم!! فقال له : اتق الله يا رجل، كيف تقتل اناسا لم تعرف اسمائهم بعد؟ فكيف بأعمالهم؟ فاجابه الجلاد: لألقاء الرعب في نفوس الناس عامة!! وبعد الالحاح والرجاء والالتماس خفض الحاكم الجلاد عدد الثلاثين إلى عشرة، ثم قتل العشرة جميعا في بضع دقائق، وظهر فيما بعد انه كان بين المعدومين بلا جرم وذنب طفل عمره 13سنة وطبيب مجروح وامرأة معلمة، ولما سمع الخميني بما فعل جلاده حوقل ثلاث مرات وانتهى كل شيء.. الخميني وراء الاعدامات، ويقول لجلاد الثورة قاتلوا ائمة الكفر.. ان المحاكم الثورية ارتكبت من الظلم بحق الامة الايرانية ما لم يرتكبه أي جيش غاز باعدائه الالداء، ولكي يعلم العالم ان الخميني بشخصه وراء الاعدامات بالجملة واراقة الدماء، ووراء اعدام الشبان المراهقين والفتيات اللواتي لم يبلغن سن الرشد، والشيوخ الذين بلغوا من السن عتي .. انقل هنا حديثا متواترا نقل من محمد الكيلاني رئيس المحاكم الثورية، والذي اعدم من الشبان المجاهدين والشابات المجاهدات اكثر من الفين في غضون ثلاثة اشهر!! لقد ذهب الكيلاني إلى الخميني يطلب منه الموافقة بوقف احكام الاعدام التي صدرت بحق الشباب المراهقين، وارسالهم إلى دار الاحداث لتأديبهم تربية تتلائم مع اهداف الثورة، وترك الشيوخ رهن المحبس حتى يلاقوا حتفهم، لأن الشباب على حد زعمه يمكن اصلاحهم والشيوخ هم على قاب قوسين او ادنى من الموت، فلا داعي اذن لاراقة دمائهم، فكان جواب الخميني: قاتلوا ائمة الكفر!!، وهكذا استمر الجلاد في تنفيذ اوامر سيده.. واذكر هنا قصة اخرى تظهر بوضوح مدى تورط الخميني في اراقة دماء المؤمنين، لقد حدثت هذه القصة بعد نجاح الثورة بأسبوع واحد وذلك عندما حكم الخلخالي، الحاكم المنصب من قبل مرشد الثورة على الجنرال نصيري رئيس السافاك وثلاثة من رفاقه من القواد العسكريين بالموت، ولكن لم يجد القاضي من ينفذ احكامه، وكلما طلب من هذا او ذاك تنفيذ الاحكام لم يستجب اليه احد بذريعة انه لم يسبق لأي من الزمرة المحاطة بالخميني تنفيذ الاعدام بحق احد، وعندما سمع الخميني بالخبر نهر الذين كانوا حوله وقال لهم: ايتوني برشاشة حتى اذهب بنفسي وانفذ في هؤلاء المجرمين الموت.. وعندما سمع الحاضرين ان زعيمهم يريد ان يقوم بدور الجلاد ايقنوا ان الموت للمحكومين عقاب الهي يمليه الواجب الديني، فسارع قوم من الحاضرين بإعدام المحكومين، ونفذت الاحكام على سطح الغرفة التي كان يسكنها الخميني في (مدرسة الرفاه) بطهران.. تنمية الروح الشريرة في الحرس الثوري.. وبعد ثلاث سنوات من اللحظة التي لم يجد فيها حاكم الثورة شخصا واحدا يستطيع تنفيذ حكم الاعدام بمجرمين كبار مثل الجنرال نصيري وفاقه، تفشت رائحة الدم وحب الاعدام وتطوع مئات من حرس الثورة لتنفيذ الاعدام بالجملة والافراد في البريء والمجرم على السواء، واصبحت حياة الانسان ارخص شيء في ظل نظام الجمهورية الجديدة، حتى قال شاهد عيان ان حرس الثورة بعد تنفيذ القتل والاعدام في مجموعات كبيرة يتباهون امام رؤسائهم بالاعداد الغفيرة التي ارسلوها إلى الجحيم حسب زعمهم، وهكذا شجع الخميني مأموريه وتابعيه على ازهاق النفوس المحترمة، ولقنهم بان في ذلك رضى الله ورسوله والمؤمنين!! ان السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، كيف استطاع الخميني والخمينيون تنمية الروح الشريرة والتعطش إلى الدماء في نفوس الناس؟ فلم يكن من السهل في بلد يقول إنه اسلامي، ودينه يأمر بالعفو والسماحة والرحمة والرأفة بالمذنبين، كيف وبالابرياء، خلق هذه النفسية الشاذة التي لا تستقر ولا تهدأ الا بالاسراف في القتل.. ان الكلام الذي يردده الخميني والخمينيون لاضفاء الشرعية على اراقة الدماء والقتل بالجملة هو الاستشهاد بسيرة الامام علي في الحروب التي خاضها بعد ان الت الخلافة اليه، وبما ان الشعب الايراني يوالي عليا ويراه اماما وقدوة له، فلذلك اتخذ حبه لعلي وسذاجته في المقارنة بين الحق والباطل، ذريعة لاضفاء الشرعية على اعمال الطغاة.. فكلما اراق الطغاة مزيدا من دماء المسلمين، قالوا: اليس الامام عليا قتل المنشقين والخارجين على حكمه؟؟! دس في التاريخ الاسلامي.. واذا كان الامام علي يقتل المنشقين عليه بالجملة والآحاد ايام خلافته، فلماذا لايقتل الخميني المنشقين على نظامه، الذي هو كما يدعي امتدادا لحكومة الامام علي؟ لقد كانت ولا تزال لهذه الدعاية الاجرامية التي تريد النيل من سيرة امير المؤمنين وتشويه صورته النقية الطاهرة اثر كبير في نفسية القابضين على السلاح، وتشجيعهم على القتل واراقة الدماء اسوة بالامام علي .. على حد زعم السلطة المشعوذة الحاكمة والمتحكمة في رقاب المسلمين في ايران .. وبما ان الاعلام الايراني هو في احتكار السلطة، ويسير في نفس الخط والمسيرة، ولا يستطيع احد التنفس ضد ما تدعيه السلطة والادلاء بكلام يغاير ارادة الحاكمين فيها، فلذلك لم يستطع احد ان ينبري لدحض تلك المزاعم الكاذبة والدفاع عن الامام علي .. إن هذا التشويه للحقائق وللتاريخ ولسيرة ابطال الاسلام وعظماء الانسانية، واعطاء صورة قاتمة سوداء عن الصدر الاول الاسلامي، يهز عرش الرحمن، وهو طعن في الإمام علي، الذي هو سيد المتقين في عصره، وقائد الغر المحجلين، إن من يكون له ادنى المام بتاريخ الاسلام وسيرة الرسول العظيم كما وردت في كتب السيرة والتاريخ لسوف يعلم بوضوح ان الامام عليا خاض حروبا دفاعية بصحبة الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ضد المشركين الذين كانوا يداهمون المدينة المنورة، مقر الرسالة والوحي، للقضاء على الرسول ورسالته واصحابه، وكان النبي وصحابته يدافعون عن انفسهم ورسالة السماء معا، وقد استشهد في تلك الغزوات من خيرة صحابة الرسول ومن اعز اقربائه وذويه العدد الكبير .. كما ان المشركين كانوا يتكبدون بدورهم خسائر كبيرة في الارواح، والحرب كر وفر، والمحارب يقتل او يقتل ما دام هو في ساحة الوغى.. أما الحروب التي خاضها الامام علي بعد ان آلت الخلافة اليه، فقد كان هناك القاتل والمقتول في صفوف الامام وصفوف اصحاب الجمل والصفين والنهروان، وبما ان الحروب التي خاضها الامام في ايام خلافته كانت مجابهة بين المسلمين المنشقين على الامام المفترض الطاعة، وبين الامام القائم بالامر، فلم تحدث المجابهة الا بعد ان كان الامام يتم عليهم الحجة مرة بعد المرة، وكتب التاريخ كلها تحكى بصورة متواترة ان الامام لم يبدأ القتال في أي حرب خاضها، وكان يردد دائما قبل ان يلتحم الطرفان اللهم احقن دماء المسلمين ثم كان يقرأ الآية الكريمة ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين .. مائة حكم اعدام في مائة دقيقة .. ان من يمعن النظر بوضوح بسيرة الامام في قتال خصومه، فلسوف يعلم أنه لم يكن يقتل المرأة والجريح والطفلة المراهقة كما فعل الخميني؟ ومتى كانت لسيدنا علي محاكم الثورة التي حكمت بالاعدام على ثلاثة الاف بريء في 3 شهور، وعشرين الف بريء في ظروف ثلاثة اعوام؟ ومتى كانت لعلي سجون فيها ثلاثين الف سجين سياسي؟ متى كان علي يصادر اموال الناس؟ ومتى كان علي يكذب؟ ومتى كان علي يأمر بالتجسس؟ ومتى كان علي يقتل الاقليات القومية؟ ومتى كان علي يعيش في كهف جمران بعيدا عن شعبه وامته؟ واذا ظهر في الشرفة لبضع دقائق يظهر فقط ليمنح الحاضرين البركة كما يزعم أنصاره .. ثم متى كان علي محاطا بعيون الكترونية شرقية وغربية، وخمسمائة حارس مدربين للحماية من روسيا وكوريا؟؟؟ ومتى كان علي سببا في حرب الاشقاء ويتعاون مع اليهود لقتل المسلمين والمسلمات وخراب بلاد الاسلام؟. ان المقارنة بين حكومة علي وحكومة الخميني هي المقارنة بين النور والظلمة، والوجود والعدم، والخير المحض والشر المطلق، ولولا اننا نعيش في عصر، وفي بلد، لا زالت فيه الأساطير تتحكم في عقول السذج من الناس لكنت امر على هذا السخف في التفكير والسقط من الكلام مرور الكرام، ولكن ما الحيلة اذا كنت تخاطب قوما يعتقدون أن السلطة الالهية متجسدة في هذا الدجال المسمى الفقيه؟؟ ويقارنون اسوأ انواع الحكومات في تاريخ الانسان بافضلها!! لقد استطاع الانسان بفضل التكنولوجيا والعلم ان يهبط على سطح القمر، الأمر الذي كان يعتبر خيالا ووهما في سابق الزمان، الا ان الاوهام والاباطيل لا زالت تتحكم بعقول كثير من ابنائها، وهناك عدم تكافؤ يدعو إلى الحزن والحيرة في مراتب الوعي الفكري لدى الانسان، فالانسان الذي سخر الفضاء بعلمه وعبقريته لا زال هو اسير الاوهام والاساطير .. فهناك في الهند اربعمائة مليون انسان يقدسون البقرة وينحنون امامها اجلالا واكبارا، وهي مظهر من مظاهر الالوهية عندهم!!! وعشرات الملايين في جنوب شرقي اسيا يعبدون التماسيح والضفادع والسلحفاة، فلذلك لانستغرب ابدا اذا التقينا بفئة او شرذمة في ايران يقدسون الفقيه ويعتقدون بحلول السلطة الالهية فيه، ويقارنون بين علي ومن لايساوي غبرة من نعاله .. ((انتبهوا جيدا أيها العراقيون القاطنون في النجف وكربلاء وغيرها من مدن العراق العظيم..)) واعود مرة اخرى إلى حكومة علي رضي الله عنه واقول، متى كان لعلي حرس ثوري يداهم البيوت في اناء الليل واطراف النهار ليقتاد الناس إلى ساحات الاعدام؟ ومتى كان علي يقتل الناس لانهم قالوا(الموت لفلان)؟ ومتى كان علي يخدع الامة بوعوده الكاذبة، ويقول السقط من الكلام؟ قيل لعلي رضي الله عنه، ستغتالك الفئة الخارجة عليك، كما اغتالوا قبلك الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، اتخذ لنفسك حراسا، فكان جوابه رضي الله عنه: كفى بالموت حارسا، وكان يخرج من داره وحيدا قبل طلوع الفجر ليؤم الناس في صلاة الفجر في جامع الكوفة، حتى جاء الخبيث الملعون الفارسي المجوسي ابن ملجم وضربه بالسيف المسموم وهو في الصلاة، وعندما ضربه ابن ملجم قال رضي الله عنه تلك الكلمة التي هزت الخافقين: لقد فزت ورب الكعبة وهنا ادون نص الكلمة التي قالها الامام وهو في فراش الموت انا بالامس صاحبكم واليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم، ان ابق فانا ولي دمي وان اعف فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة فاعفوا هذه كانت سيرة علي وهو الحاكم على نصف المعمورة في عصره، أي بلاد يمتد طولها من اليمن إلى بخارى شرقا، ومن الجزيرة حتى شمال افريقيا غرب .. التقاء الخمينية واليهودية في تشويه عظمة الامام علي عليه السلام .. هذا هو الخليفة الراشدي الرابع في الاسلام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، الذي يريد الخمينيون تشويه صورته الطاهرة بالصاق التهمم التي الصقها رواة اليهود في كتبهم به من قبل، ورددها اليوم الخميني والخمينيون ليبرروا طغيانهم المخيف .. فوالله لقد جاءوا شيئا ادّا، وهنا اسجل فقرات من كتاب الامام علي إلى مالك الاشتر حين ولاه مصرا ليكون درسا وعبرة لكل من يريد ان يعرف سياسة الامام علي رضي الله عنه في ادارة دفة الحكم والبلاد، واطلب من الله ان يعين السذج المغفلين من ابناء الشعب الايراني إلى التمييز بين الحق والباطل ويهديهم سواء السبيل: يوصي الامام في ضمن كتاب يحوي واجبات الوالي نحو الرعية جاء فيه: واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم .. ولا تكونن عليهم سبعا ضارا تغتنم اكلهم .. فالناس صنفان، اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق .. يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل .. ويؤتى على ايديهم في العمد والخطأ، فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب ان يعطيك الله من عفوه وصفحه .. ولا تندمن على عفو، ولا تبجحن بعقوبة .. ألا ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده .. وليكن أبعد رعيتك منك وشنأهم عندك اطلبهم لمعائب الناس، فان في الناس عيوبا الوالي احق من سترها، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك .. اطلق عن الناس عقدة كل حقد .. ولا تعجل إلى تصديق ساع، فان الساعي غاش وان تشبه بالناصحين .. ونختم هذا الفصل باعطاء صورة عن المآسي التي ارتكبت وترتكب في محاكم الثورة، فلأول مرة يحدث مثل هذا التناقض الصارخ في نظام دولة ترى نفسها دولة نموذجية في التاريخ، مجلس للشورى وسجون ومحاكم ثورية!! ولست ادري كيف يمكن الجمع بين محاكم الثورة التي تمثل عصرا استثنائيا خاصا، ومجلس الشورى الذي يحكي عن استقرار النظام ودولة المؤسسات ولكن الخمينيين والخميني نفسه ابعد الناس في إدراك هذه التناقضات، ومهما يكن من امر فان هذه المحاكم منتشرة في انحاء البلاد طولا وعرضا وحتى القرى لم تسلم منها، انها كالوباء القاتل تجد اثارها المشئومة في كل مدينة وقرية، وان شئت قل في كل دار ومتجر ومصنع ومزرعة ومقام.. القراصنة يشغلون منصة القضاء .. لقد اختار الخميني لرئاسة هذه المحاكم اناسا لبوسهم لبوس الدين ولكنهم والله ابعد الناس من الدين، لم يراع فيهم العلم وشرائط القضاء والامانة والعفو وسداد الاخلاق، كلما اشترط فيهم هو الوفاء المطلق لشخصه وتنفيذ اوامره ومأربه، ولذلك وضعوا في دستورهم هذه العبارة حب خميني حسنة لا تضر معها سيئة وانطلاقا من هذا المضمون جرت وتجري المحاكمات الثورية على قدم وساق .. فمن كان ضد الخميني يقتل، ومن كان معه يطلق ولو كانت ذنوبه تعادل الجبال، لقد اعدم هؤلاء الوحوش الكاسرة باسم القضاء الاسلامي رهطا كبيرا من الناس بلا ذنب ولاجرم ليستولوا على اموالهم وبيوتهم ومزارعهم، وكانت المبررات التي اتخذوها اساسا لاحكامهم الجائرة اوهن من بيت العنكبوت، وعندما يبلغ الخبر مسامع الخميني يبتسم ابتسامة المنتصر على عدوه ويبعث للقاضي برسالة شكر وثناء.. اعدام المرضى والجرحى والحوامل من النساء والشيوخ الذين تجاوزوا التسعين .. واعدام الفتيات والفتيان دون البلوغ القانوني وحتى الشرعي.. ان المحاكم الثورية في ايران منذ تأسيسها قامت بما يلي: - حكمت على ما يقارب من اربعين الف شخص بالاعدام ونفذ الحكم فيهم فورا. - حكمت على ما يتجاوز على خمس وعشرين الف شخصا بالحبس لفترات طويلة وقصيرة. - صادرات اموال ما يقارب من خمس واربعين الف شخص، وكان حراس الثورة يذهبون إلى دور المحكومين، فيخرجوا عوائلهم صغيرا وكبيرا، نساءا ورجالا، إلى خارج منازلهم ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء، ثم يحل محلهم الحرس الثوري، يتصرفون في الدار وما فيها تصرف المالك في ملكه .. - حكمت هذه المحاكم على المرابي بالاعدام، وعلى المرأة الحاملة بالرجم، وعلى الطفل الصغير بالموت، وعلى المريض بالشنق. - هذه المحاكم لم تسمح للمتهمين الاستنجاد بمحامي الدفاع واستئناف الحكم ولم يأخذ مرور الزمان بعين الاعتبار بذريعة ان الاسلام لا يعترف بهذه الاشياء. - ان تنفيذ حكم الاعدام في هذه المحاكم يجري فور صدور الحكم ليلا كان ام نهارا. - السن القانوني لقبول الموت في محاكم الثورة، للفتيات 9 سنوات وللفتيان 15 سنة وهو سن البلوغ الشرعي. - لم يصدر الخميني العفو عن أي محكوم بالاعدام حتى الآن. فلسفة الخميني في محاكمه الثورية، جئنا لنبقى بأي ثمن.. ولكي نعطي صورة واضحة عن مدى استهتار هذه المحاكم بكل القيم الانسانية وشرائع السماء والتي اصبحت اداة من ادوات الطغيان في ايران، نذكر هنا ما تواترت إلى اسماع الناس من داخل تلك المحاكم: ان احكام الاعدام التي يصدرها القضاة لم يبلغ المحكوم عليهم بها في ساحة المحكمة خشية من حدوث بلبلة، وانما يؤمر الحرس الثوري الذي يقتاد المتهم خارج المحكمة بتنفيذها طي رسالة مغلقة يفتحها عندما يغادر ساحة القضاء، وقد يزعم المحكوم بالاعدام عندما يقتاد إلى خارج المحكمة ان ساحته برئت فلذلك يقدم شكره الجزيل إلى القاضي وعدالته ورأفته، وعندما يصل إلى الفناء الخارجي ينهال عليه رصاص حراس الثورة بغزارة ولم يسق حتى جرعة من الماء .. يتبع .. د. صباح محمد سعيد الراوي الخليج عربي وسيبقى عربيا خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين